عادلت المغرب الرقم القياسي العربي في دورات الألعاب الأولمبية المسجل باسم مصر، بعد تساويهما حتى الآن في حصد 7 ميداليات ذهبية لكل منهما، لكن الفوارق الزمنية تكشف بعض الحقائق المثيرة حول مسيرة أبرز أبطال العرب في الأولمبياد عبر التاريخ. واحتاج أبطال المغرب 5 دورات للألعاب الأولمبية من أجل جمع الـ7 ذهبيات التاريخية، في حين حصدت مصر العدد ذاته خلال 4 نسخ فقط، لكنها استغرقت فترة زمنية أطول عبر 76 عاماً، بينما لم يتجاوز الفارق بين ميداليات المغرب 37 عاماً، بفارق 39 عاماً بينهما. المصارعون والرباعون المصريون بدأوا ملحمتهم في العصر القديم منذ عام 1928، ولم تظهر فوارق زمنية كبيرة حتى منتصف القرن الماضي، لكن «الرصيد الذهبي» تجمد طويلاً بعدها حتى حل كرم جابر العقدة بعد 56 عاماً، أما أبطال ألعاب القوى وسباقات العدو المغاربة، فسطروا التاريخ الذهبي بداية من عام 1984 ولم تمر أكثر من 8 سنوات إلا وارتفع الرصيد إلى 4 ذهبيات، وبلغت الفترة الأطول التي انتظرتها المغرب لاستعادة بريق الذهب 17 عاماً فقط، بعد تأخير أولمبياد طوكيو لمدة عام واحد بسبب تداعيات فيروس كورونا. المشاركة العربية الأقدم في تاريخ الأولمبياد وقعت عليها مصر عام 1912 في ستوكهولم، قبل أن تبدأ سجلها الذهبي بعد 16 عاماً في أمستردام، بينما بدأت المغرب مشاركاتها متأخرة عام 1960 وحصدت ميداليتها الذهبية الأولى عام 1984، وتحقق الذهب المصري بواقع 3 «ثنائيات» في نسخ 1928 و1936 و1948، قبل أن تأتي الميدالية السابعة عام 2004، وحصدت المغرب ذهبيتين في دورة واحدة مرتين في 1984 و2004، واكتفت بواحدة عام 1988 ومثلها في 1992 قبل السابعة الحالية. ونجحت تونس أيضاً خلال دورة طوكيو في معادلة رقم الجزائر الخاص بجمع 5 ميداليات ذهبية، لكن الأخيرة تتفوق على «الرباعي العربي الأفريقي»، كونها حصدت ذهبياتها عبر 20 عاماً بدأتها عام 1992 وجاءت الأخيرة حتى الآن في 2012، كما تساوت تونس والجزائر في تحقيق هذا الحصاد الذهبي خلال 4 دورات أولمبية، ورغم انتظار الأولى 52 عاماً من أجل جمع تلك الذهبيات، فإنها تتفوق على جيرانها الأشقاء، بعدما سجلت أول ذهبية بعد 8 سنوات فقط من مشاركتها الأولى عام 1960. وتملك الجزائر أيضاً رقماً متميزاً، حيث لم تنتظر فترات طويلة لتزيد رصيدها من الذهب الأولمبي، لأنها لم تتجاوز الـ12 عاماً بين ذهبية 2000 والأخيرة عام 2012، في حين احتاجت تونس 40 عاماً لتحقق ذهبيتها الثانية بين عامي 1968 و2008، وتُعد البحرين حالة عربية فريدة في تلك القائمة، لأنها بدأت مشاركاتها الأولمبية متأخرة في عام 1984، وانتظرت 28 عاماً من أجل معانقة الذهب بتوقيع سيدات ألعاب القوى في سباقات العدو، وجمعت ميداليتين في دورتين متتاليتين بفارق 4 سنوات فقط.
مشاركة :