تحليل إخباري: هل يؤثر انضمام إسرائيل للاتحاد الأفريقي كعضو مراقب على موقف أفريقيا من القضية الفلسطينية

  • 8/4/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 3 أغسطس 2021 (شينخوا) رأى محللون سياسيون، أن قرار انضمام إسرائيل للاتحاد الأفريقي كعضو مراقب سوف يعزز دور الدولة العبرية في القارة السمراء، وسيكون له تداعيات سلبية على الموقف الأفريقي من القضية الفلسطينية، وطبيعة القرارات التي يصدرها الاتحاد. وأعلنت إسرائيل، أخيرا الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي كعضو مراقب، للمرة الأولى منذ العام 2002. وتملك إسرائيل علاقات مع 46 من إجمالي 55 دولة في أفريقيا، وذلك بعد أن جددت في السنوات الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد وغينيا، كما أعلن السودان الذي انضم إلى اتفاقات أبراهام قبل أشهر قليلة تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وبمجرد إقامة العلاقة مع الاتحاد الأفريقي، سيتمكن الطرفان من التعاون في عدة مجالات، من بينها منع انتشار الإرهاب في جميع أنحاء القارة، بحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية. وفي هذا الصدد، قال بركات الفرا سفير فلسطين الأسبق بالقاهرة، ومندوبها السابق بجامعة الدول العربية، إن إسرائيل سعت للانضمام كمراقب في الاتحاد الأفريقي "من أجل تطوير علاقاتها مع أفريقيا، التي تعد قارة كبيرة تضم 55 دولة". وأضاف الفرا، وهو رئيس جمعية الصداقة المصرية الفلسطينية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن إسرائيل تسعى لإقامة علاقات قوية مع الدول الأفريقية، حتى يؤيدوها في أي تصويت بالأمم المتحدة، فضلا عن تعزيز علاقاتها ومشاريعها الاقتصادية في القارة السمراء. وتابع أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد اعتبر قرار انضمام بلاده للاتحاد الأفريقي كعضو مراقب "يوم عيد لكن نحن نعتبره يوم نكبة". وأوضح أن "هذا القرار سوف يكون له تأثير سلبي على القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "الاتحاد الأفريقي صرح بأن القرار لن يؤثر على موقف الاتحاد الأفريقي الداعم للقضية الفلسطينية، لكن أشك في ذلك". وحذر من أن "هذا القرار سيمهد الطريق لتطبيع إسرائيل علاقاتها مع باقي الدول الأفريقية، لأن القرار يتيح لإسرائيل حضور اجتماعات الاتحاد الأفريقي على كافة المستويات.. وبالتالي ستعمل على إقامة علاقات مع كل الدول الأفريقية". ودعا الفرا، الدول العربية والأفريقية الصديقة إلى العمل على إلغاء هذا القرار، الذي اتخذ دون تصويت على مستوى الرؤساء أو الوزراء. ولفت إلى أن الجزائر تتبني، بجانب 13 دولة، عملية إلغاء هذا القرار. من جهته، قال الدكتور جهاد الحرازين أستاذ النظم القانونية والعلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، إن إسرائيل تسعى منذ سنوات لأن تكون عضوا مراقبا بالاتحاد الأفريقي، من أجل "اختراق الموقف الأفريقي، وتحسين صورتها أمام الشعوب الأفريقية". وتابع الحرازين لـ ((شينخوا))، أن "إسرائيل عملت خلال السنوات الماضية على التغلغل داخل القارة الأفريقية، مستخدمة كافة الوسائل، حتى تؤثر على الدول الأفريقية خاصة أن هناك موقفا أفريقيا موحدا تجاه القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الاحتلال". وأردف أن "إسرائيل استطاعت أن تحصل على قرار من الأمانة العامة للاتحاد الأفريقي بأن تكون عضوا مراقبا، حيث إن العضو المراقب ينحصر دوره فقط في حضور الجلسات دون أن يكون له حق التصويت أو المشاركة في اتخاذ القرارات التي تصدر عن الاتحاد الأفريقي". ومع ذلك، رأى الحرازين أن "حضور اسرائيل سيكون له تداعيات مؤثرة على طبيعة القرارات التي تتخذ في الاجتماعات، حيث سيحدث نوع من تحسين الصورة الإسرائيلية ووقف حالة التأييد المطلق للحق الفلسطيني". وأضاف أن "إسرائيل بعدما وجدت أن الاتحاد الأفريقي له موقف موحد تجاه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، عملت على اختراق الموقف الأفريقي ومحاولة تحييد بعض الدول الأفريقية من خلال بناء شراكات وعلاقات اقتصادية وعسكري". وأشار إلى أن "هناك عملا يجرى على قدم وساق من قبل الدبلوماسية الفلسطينية والعربية في محاولة لوقف حالة التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا، خاصة أن الأخيرة تضم 55 دولة لها حق التصويت في الأمم المتحدة، ويعتمد عليها الموقف الفلسطيني في معظم المناسبات الدولية لاتخاذ قرارات مؤيدة بالقضية الفلسطينية". بدوره، رأى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة أن إصدار قرار من قبل الاتحاد الأفريقي بانضمام إسرائيل إليه كعضو مراقب يثير علامات استفهام حول طبيعة العلاقات الإسرائيلية مع الدول الأفريقية في هذا التوقيت. وأردف فهمي لـ((شينخوا))، "أظن أن القرار تم الترتيب له من قبل تكتل أفريقي، له دور في عودة إسرائيل كمراقب في الاتحاد الأفريقي". وأوضح أن إسرائيل ستحضر بموجب هذا القرار كافة الأنشطة القادمة للاتحاد الأفريقي، و "هذا يترجم الدبلوماسية الناجحة للجانب الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، وبطبيعة الحال سوف يؤثر ذلك على أنماط التصويت للاتحاد سواء كان داخل مؤسسة الاتحاد أو في الأمم المتحدة، كما سيؤثر على القضية الفلسطينية". وتابع "اعتقد أن مجمل الحضور الإسرائيلي في الاتحاد الافريقي سوف يمثل مشكلة، لأن إسرائيل سوف تكون لاعب قوي ومؤثر" داخل القارة الأفريقية. وتوقع أن يكون الاتحاد الأفريقي في المرحلة المقبلة "ساحة للمواجهات"، في ظل رفض الرفض العربي، الذي تقوده الجزائر، لقرار انضمام إسرائيل كعضو مراقب. /نهاية الخبر/

مشاركة :