الماوية ومبدأ جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى

  • 8/5/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كيف للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن يحظى بالولاء الكامل للحزب الجمهوري حتى هذه اللحظة؟ فالجميع يعلم أن قيادته مرتبكة كما يتمتع بشخصية مزاجية وانتقامية. حتى أن ابنة ترامب وصهره باتا يفصلان أنفسهما عنه. ومع ذلك، لا تزال الأغلبية الساحقة من المسؤولين والمُعلقين الجمهوريين يؤيدون كل ما يقوله ترامب. ونتيجة اعترافها بشرعية انتخاب الرئيس جو بايدن، تم عزل النائبة البارزة ليز تشيني عن ولاية وايومنغ من منصبها القيادي في الحزب الجمهوري وكعضو في مجلس النواب. واليوم، فإن أبعد ما سيذهب إليه أي جمهوري في تحدي «زعيمه العزيز» سيكون من خلال تصريح نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس بأنه ليس متأكداً من أنه سيتفق أبداً مع دونالد ترامب بشأن ما حدث في السادس من يناير 2021، وهو اليوم الذي حرض فيه ترامب على تمرد عنيف في مبنى الكابيتول الأمريكي. كما أراد بعض أنصار ترامب «الساذجين» الذين اقتحموا المبنى، في محاولة لمنع التصديق على فوز بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية، إعدام بنس شنقاً. هناك تشبيه تاريخي قوي ومثير للقلق لتحول الحزب الجمهوري إلى تبني عبادة الشخصية: الحزب الشيوعي الصيني تحت قيادة ماو تسي تونغ. في اجتماع لو ماونتن العام للحزب الشيوعي الصيني في عام 1958، أشار مارشال بينج ديهواي إلى أن حكم ماو كان مُعيباً، وأنه لم يعد من الممكن الوثوق به باعتباره رئيساً وعضواً بارزاً بين أقرانه. كان السؤال الوحيد المطروح هو ما إذا كان بإمكان أعضاء الحزب الآخرين المضي قدماً دون ارتباط ماو الكاريزمي بقاعدة الحزب. لكن كان ماو من بدأ بالهجوم. بينما تم تطهير مسؤولي الحزب مثل بينغ تشين، لو روكينغ، لو دينجي، يانغ شانغكون، ودينغ شياو بينج، بينما تمكن بقية الأعضاء من تبني النهج السائد. كان هذا البرنامج يعكس الفوضى المُطلقة للثورة الثقافية. وإدراكاً منه أن أولئك الذين استفادوا من عمليات التطهير الأولية ينبغي أن يظلوا غير آمنين وضُعفاء، استمر ماو في تغيير الأمور. وفي ظل هذه الفوضى، لم يكن يهم سوى مؤهلين اثنين للموظفين: الخضوع والعجز. وإذا حقق المسؤول المعني كلا الأمرين، فسيتم الإشادة به وتكريمه وترقيته. مع ذلك، تتمسك الغالبية العظمى من الجمهوريين بترامب، على أمل أن يُفيدهم إرضاؤه شخصياً. أثناء محاولة اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في السادس من يناير، سأل زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي ترامب قائلاً: «مع من تعتقد أنك تتحدث؟» لكن بعد ذلك بوقت قصير، صوت مكارثي لإلغاء انتخاب بايدن، ثم أسرع إلى مار آ لاغو للتعهد بالولاء لترامب. ولماذا لا يفعل ذلك؟ إن تخطي ترامب أمر خطير، حيث له علاقة جذابة بقاعدة ساذجة، ولن يكون قوة سياسية لفترة أطول‘ خاصة وإنه مسن. وحتى بعد غيابه عن المشهد، ستستمر مختلف الفصائل الجمهورية في التنافس لإظهار أنها أكثر صدقاً لتحقيق رغباته. هذه هي الطريقة التي تعمل بها أوجه الشبه. * نائب مساعد سابق لوزير الخزانة الأمريكية، وأستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وباحث مشارك في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية opinion@albayan.ae طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :