بقلم | محمود ماهر لعب مانشستر يونايتد أفضل مبارياته على الاطلاق هذا الموسم بالذات خارج قواعده أمام إيفرتون مساء اليوم السبت في الجولة التاسعة من البريميرليج، فاز بثلاثية نظيفة، وكشر عن قوته في الدفاع بعد عودة فيل جونز للعب جنبًا إلى جنب سمولينج، واستعاد ترابطه المفقود بين الوسط والهجوم بمشاركة شنايدرلين وهيريرا خلف روني ومارسيال. كل عناصر الفريق قدموا ما عليهم دون استثناء في هذه المباراة، حتى البدلاء مثل كاريك وفيلايني كان لهم دورًا فعالاً في الحفاظ على النتيجة حتى آخر دقيقة. فان خال استعاد جزءًا من خيبته بعد خيبة الأمل المريرة التي أصيب بها على ملعب الإمارات في الجولة الماضية بالخسارة من آرسنال بثلاثية نظيفة وضعت مستقبله على المحك، لا سيما بعد رفض أنشيلوتي لتدريب ليفربول منتصف هذا الشهر. سنحلل معكم اللقاء على هيئة نقاط، والبداية دائمًا مع: الإيجابيات | «1» ظهور لاعبي مانشستر يونايتد لبعضهم بعض في المساحات الخالية في وسط ملعب إيفرتون بصورة مستمرة، والاعتماد على التمرير القصير لفتح المساحات، ونجحوا بالفعل في خداع لاعبي وسط إيفرتون جاريث باري ومكارثي وروس باركلي في العديد من اللقطات. هيريرا وماتا قدما مستوى مبهر فيما يخص التسليم والاستلام الصحيح للكرة من وضعي الثبات والحركة. «2» أخيرًا تخلص الظهير الأيسر الأرجنتيني «ماركوس روخو» من تقوقعه في المناطق الخلفية، رغم مواجهته لواحد من أهم الأظهرة في الدوري الإنجليزي خلال السنوات الخمس الماضية «شيموس كوليمان» إلا أن هذا لم يعطله عن تأدية الدور الهجومي بالانطلاق بكرة ومن دون كرة فضلاً عن إمداد الهجوم بالعرضيات والتمريرات، تحرر روخو ساعد اللاعب الفرنسي «مارسيال» على التلاعب بدفاع إيفرتون على مدار الشوط الثاني بعد انتقال مارسيال على الرواق الأيسر. روخو استطاع صناعة الهدف الثاني لمانشستر يونايتد من عرضية نموذجية بعد استغلال ناجح لهفوة شيموس كوليمان مع مارسيال في منطقة عمق الوسط، ولو واصل لاعب سبورتينج لشبونة السابق على هذا النحو في المباريات القادمة سيصبح علامة فارقة في موسم اليونايتد وسينسي عشاق النادي غياب لوك شو. «3» تغير أداء باستيان شفاينشتايجر في هذه المباراة عن مباراة آرسنال 360 درجة، والسبب واضح وليس بحاجة لمناقشة أو تحليل فقد جاوره صمام الأمان الفرنسي «مورجان شنايدرلين» الذي خُلق للعب في منطقة الوسط المتأخر بمانشستر يونايتد، يشبه لحد كبير الآيرلندي «روي كين» في مساندته المستمرة للدفاع وتوزيعه الصحيح للكرات على الطرفين، وجود شنايدرلين جعل لوجود باستيان وهيريرا أهمية كبيرة في عملية تدورير الكرة والاختراق من العمق، ليأتي هدف لهيريرا برأسية، ويصنع هيريرا الهدف الثالث لروني من تمريرة من على الرواق الأيمن، ورأينا باستيان يغطي مكان روخو على اليسار في بعض اللقطات، هذا الاتزان حدث بفضل شنايدرلين تحديدًا، الذي يستحق أن يوصف برمانة الميزان، أما هيريرا فهو مايسترو بمعنى الكلمة. «4» عودة فيل جونز إلى منطقة قلب الدفاع صنعت الفارق لماشستر يونايتد، لو بليند هنا لكان لوكاكو هاج وماج وسجل وهدد مرمى دي خيا كيفما شاء وفي أي وقت أراد، لكن فيل جونز مع سمولينج أغلق المساحات على لوكاكو ونايسميث، وما ساعدهما وجود شنايدرلين الذي عزل باركلي ومكارثي عن الهجوم باستخلاله للكرة وممارسته للضغط المبكر مع هيريرا وباستيان. «5» العلامة المضيئة الوحيدة في إيفرتون أظن أنها حدثت في الشوط الثاني عندما قام المدير الفني الإسباني «روبرتو مارتينيز» بسحب الاسكتلندي «نايسميث» من أجل الدولي الافوراي السابق «آرونا كونيه»، هذا التغيير حرر لوكاكو بعض الشيء وخلق أمامه مساحة وفرصة لتهديد مرمى دي خيا في مناسبتين على الأقل. «6» ماذا أقول عن هدوء مارسيال؟ لاعب ممتع وسلس في استلامه وتسليمه للكرة، لا يكل ولا يمل في التلاعب بالمدافعين، مر ثلاث أو أربع مرات وكاد يسجل لولا سوء حظه، وجوده أعطى أريحية كبيرة لمانشستر يونايتد في التحكم في إيقاع اللعب. السلبيات | «1» التقدم المستمر وغير المحسوب من ظهيري إيفرتون «كوليمان وجالواي» في المناطق الأمامية ربما لو لعب فالنسيا أو آشلي يونج لسجل اليونايتد خمسة أهداف في هذه المباراة على الأقل، كانا يتقدمان ويخلفان مساحات شاسعة أُستغلت في بعض الأحيان وفي أحيان كثيرة لم تستغل. جالواي كان أهم ثغرة في المباراة، ومع ذلك لم يعمل روبرتو مارتينيز على غلقها بإشراك ليون أوسمان في منطقة الارتكاز للعودة للتغطية وقت تقدم الظهير الإنجليزي بصفة مستمرة لمحاولة اختراق دارميان الذي استعاد مستواه المعهود اليوم. «2» مصيدة التسلل الفاشلة التي حاول إيفرتون تنفيذها كانت أسوأ ما في المباراة، خلال الشوط الأول ضربها واين روني بكل سهولة لكن مارسيال أنهى العرضية بشكل سيء في يد تيم هوارد، وعاد هيريرا ليضرب مصيدة التسلل بتمريرة رائعة لواين روني الذي قرر هذه المرة ألا يمرر لأي أحد وينهي الكرة بنفسه داخل المرمى ليرفع الحصيلة لثلاثية نظيفة، ويحسب له عدم الاحتفال أمام أنصار فريقه السابق الذين احترموه وتركوه يلعب دون صافرات استهجان وهذا نادرًا ما يحدث. «3» إيفرتون لم يكن بحاجة أبدًا للاعبين من نوعية آرون لينون ونايسميث في هذه المباراة الصعبة، كان يتوجب على مارتينيز الدفع بجيرارد ديولوفيو وكيفين ميراليس منذ البداية، وفي الحقيقة انتظرت دفعه بهما في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني لكنه انتظر حتى الدقيقة 73 لإجراء أول تغيير بنزول ديولوفيو بدلاً من لينون وتجاهل ميراليس على الدكة!. للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر - اضغط هنا @MahmudMaher
مشاركة :