بقلم | محمود ماهر - فشل مانشستر يونايتد في الحفاظ على سلسلة انتصاراته التي بدأها بالفوز على ميتيلاند في إياب دور الـ32 من الدوري الأوروبي قبل أسبوعين، وسقط بهدف دون رد أمام مضيفه ويست بروميتش البيون مساء اليوم الأحد في ختام الجولة الـ29 من البريميرليج. وتعد هذه الخسارة الأولى في تاريخ مواجهات الشياطين الحمر لفريق السمان على ملعب هاوثرنس في البريميرليج منذ عام 1992، ويدين المدرب الويلزي «توني بوليس» بالفضل لمهاجمه الدولي الفنزويلي «سالمون روندون» الذي استغل كرة عرضية سجل منها الهدف الوحيد في الدقيقة 66 تحت أنظار الأسطورة «سير أليكس فيرجسون» الذي حضر من المدرجات مع الهداف التاريخي لليونايتد «بوبي تشارلتون». وأعطى مانشستر يونايتد فرصة ذهبية لكل من ويستهام يونايتد وليفربول للمنافسة على المركز الخامس في الجولات التسع المتبقية، فبخسارته اليوم تراجع للمركز السادس برصيد 47 نقطة أقل من ويستهام يونايتد الخامس بنقطتين، وأكثر من ليفربول السابع بثلاث نقاط، علمًا بأن ليفربول لديه مباراة مؤجلة من الجولة الـ27 أمام إيفرتون. والآن سنحلل معكم المباراة على هيئة نقاط، والبداية مع: Follow @MahmudMaher الايجابيات | «1» التكتيك الدفاعي الرائع الذي انتهجه ويست بروميتش البيون تسبب في غلق جميع منافذ العبور على أجنحة مانشستر يونايتد ولاعبي خط الهجوم. حقًا لم أر أي ثغرة واضحة في الدفاع يُمكن لمارسيال أو لينجارد أو راشفورد التسلل منها، سواء باستخدام المهارات الفردية على الطرفين أو في العمق. وجود الثنائي «تشيستر وداوسون» على الطرفين ساعد أولسون ومكاولي على حماية المنطقة لأنهما في الأصل قلبي دفاع وليسا أظهرة، لهذا كنا نرى دائمًا دفاع ويست بروميتش كامل العدد حتى في الهجمات المرتدة لمانشستر يونايتد، فلم يكن يتقدم أي لاعب منهم لتأدية الدور الهجومي، تاركين هذه المهمة لجاردنر وفليتشر ويعقوب وسيسينيون وبيراهينو. «2» ذكاء دارين فليتشر في الضغط بدعم من زميله يعقوب ودقته الكبيرة في توزيع الكرات على كلا الطرفين بشكل صحيح أربك وسط مانشستر يونايتد ونتج عن ذلك بطاقتين متتاليتين لخوان ماتا في وقت مُبكر من اللقاء، وهذه كانت نقطة تحول المباراة التي منحت بروميتش الأفضلية على أرض الملعب والقدرة على التحكم وتدوير الكرة، لو أن روندون وسيسينيون في حالة بدنية وفنية أفضل ربما لاستطاع ويست بروميتش انهاء المباراة فائزًا بثلاثة أهداف على الأقل وليس بهدف كما حصل. «3» تعامل ويست بروميتش بهدوء أعصاب كبيرة بعد طرد خوان ماتا في الدقيقة 26، هناك بعض الفرق التي تطمع وتتعامل بسذاجة في مثل هذه الحالة بالاندفاع غير المحسوب للهجوم لانهاء المباراة مبُكرًا واستغلال فرصة النقص العددي للخصم، لكن ويست بروميتش لم يقع في هذا المحظور، وظل يلعب بنفس الخطة التي بدأ بها دون افراط في الهجوم، منتظرًا اللحظة المناسبة لتسجيل الهدف في الشوط الثاني بعد شعور «بليند ودارميان» بالارهاق. «4» الإدارة السليمة للمباراة من جانب توني بوليس، بخلاف المواصلة على نفس النسق الذي بدأ به اللقاء، كل التغييرات التي أجراها أضافت للفريق في الجوانب الخططية والبدنية. بوليس أجرى تغييره الأول في الدقيقة 56 بإشراك الظهير البلجيكي بوكوجنولي بدلاً من الظهير الدفاعي داوسون، ليُنشط هذا التغيير من حيوية الطرف الأيسر، ومن هناك صنع بوكوجنولي الهدف الوحيد بعرضية متقنة مرت من الجميع ليتسلمها روندون ويسددها على يسار دي خيا. ورد بوليس على التغيير الأول للوي فان خال عندما قام بادخال شنايدرلين بدلاً من هيريرا، بسحب المهاجم البنيني «سيسينيون» في الدقيقة 69 لاشراك لاعب الوسط الآيرلندي «مكلين»، وفي الدقائق الأخيرة قلص أكثر وأكثر من حدة الهجوم بسحب بيراهينو لادخال لاعب وسط توتنهام السابق «ساندرو» القادم من كوينز بارك رينجرز في سوق الانتقالات الشتوية الماضية، ما أدى لعزل وسط مان يونايتد عن هجومه بالكامل، حيث تحولت خطة ويست بروميتش بعد تدخلات بوليس من 4-3-3 إلى 4-3-2-1 بثلاثي ارتكاز وثنائي متقدم بنزعة دفاعية ومهاجم يتيم هو روندون. السلبيات | «1» قدم مانشستر يونايتد أداءً مخيبًا للأمال في مباراة واتفورد نهاية الأسبوع الماضي رغم الفوز بهدف ماتا من ركلة ثابته، وخرج فان خال ليُبرر موقفه للجماهير بعد المباراة بأن شدة الرياح في أولد ترافورد كانت السبب الرئيسي في ضعف أداء معظم لاعبيه، مشيدًا في الوقت نفسه بمستوى الثنائي الهولندي «ممفيس ديباي وفوس مينساه». اعتقدت بعد تصريحات فان خال بأنه سيعزز ثقته في مينساه كظهير أيمن وممفيس ديباي كجناح أيسر، لكنه قرر وضعهما جواره على دكة البدلاء، وقرر تغيير الخطة ومعظم العناصر التي ساعدته على هزيمة آرسنال وواتفورد الأسبوع الماضي بدخول لقاء ويست بروميتش بمعظم العائدين من الإصابة!. عودة سمولينج كان لا بد منها، لكن لماذا شارك الإيطالي «ماتيو دارميان» الغائب منذ مباراة سندرلاند بسبب إصابة في الكتف كظهير أيمن؟ ولماذا واصل ماركوس روخو اللعب كظهير أيسر رغم مستواه الضعيف في مباراة واتفورد ورغم خروجه أمام آرسنال بعد 55 دقيقة بداعي الإصابة؟ «2» اعتماد فان خال على مثلث مقلوب في خط الوسط مكون من ثلاثة لاعبين مهرة يفتقدون للقوة والشراسة في الالتحام واحدة من أهم السلبيات التي كلفت ماتا الطرد وكانت ستكلف اليونايتد المباراة حتى لو واصل ماتا على أرض الملعب. رأس المثلث كانت مايكل كاريك البطيء جدًا في التحضير (وهذه جملة أرددها منذ الموسم الماضي)، وتكونت قاعدة المثلث من خوان ماتا وآندير هيريرا وهما لاعبان لا خلاف عليهما بشرط لو كان خلفهما لاعب شرس يجيد استخلاص الكرة والربط بين الدفاع والوسط، وهذا شيء لا يتوفر في مايكل كاريك في الوقت الراهن أكثر من توفره في مورجان شنايدرلين الذي جلس هو الآخر على دكة البدلاء، ولا أعرف السبب!. وسط بدني وقوي في الالتحامات مثل وسط ويست بروميتش المكون من فليتشر ويعقوب وجاردنر كي تتغلب عليه تحتاج لوجود لاعبين مهرة ولاعب مكوكي شرس، والمتوفر هو «مورجان شنايدرلين»، رغم تأكيدي على أنه ليس الرجل المناسب تمامًا لتأدية هذا الدور إذا أراد مدرب مان يونايتد اللعب بهيريرا وماتا في الوسط معًا، فكان من الأجدر شراء «وانياما» من ساوثامبتون أو لاعب مثل كانتي وليس شنايدرلين الذي سيكون في المستقبل (بعد خمس أو ست سنوات) مثله مثل كاريك الآن بطيء الحركة وبطيء التحضير ولقمة سائغة يسهل مضغها من اللاعبين الأقوياء. «3» بالطبع أكبر سلبية في المباراة كانت تعرض خوان ماتا للطرد، ورط فريقه بهذا الاندفاع الغريب نحو فليتشر، لكن عندما يضطر لاعبك الفنان لارتكاب مثل هذه الهفوات فإعلم بأنه غير واثق تمامًا في مَن خلفه، وماتا لم يكن واثقًا تمامًا في كاريك وبليند في التعامل مع سيسينيون وبيراهينو وروندون. «4» هفوات بليند لا حصر لها اليوم، منذ بداية المباراة لاحظت تفوق تام في الالتحامات للاعبي ويست بروميتش، ولاحظت تدخل سمولينج أكثر من مرة لتصحيح خطأ من بليند أو لتغطيته أو لمساعدته على التصدي لروندون وبيراهينو. أسوأ شيء حدث لمانشستر يونايتد عامي 2015 و2016 هو الإصرار الغبي من فان خال على بليند كقلب مدافع، وهو يفتقد لكل مقومات المدافع الناجح. هذا اللاعب الوسيم يمكنه أن يصبح من بين أفضل لاعبي العالم لو قرر الانتقال إلى الليجا، لكن في البريميرليج سيظل من بين أسوأ المدافعين في العالم من وجهة نظري، وحللوا جيدًا طريقة ارتكازه لحظة تمرير الكرة العرضية التي سجل منها روندون الهدف، وركزوا على طريقة التحامه مع الخصم وتشتيته الخاطيء للعرضيات ورعونته وضعفه في التعامل مع الكرات الطولية القادمة من دفاع الخصم. «5» فان خال ذكرني بآرسين فينجر بسبب استمراره بنفس الخطة التي بدأ بها بعد طرد ماتا وفشله بإمتياز في التعامل مع الأزمة!. بدأ فان خال تدخلاته العبقرية!! بإشراك شنايدرلين بدلاً من هيريرا الذي كان يقوم بعمل جيد جدًا في ضبط إيقاع الوسط وتوزيع الكرات على الطرفين ومساعدة كاريك في الواجبات الدفاعية. فرص مانشستر يونايتد لاختراق عمق وسط ودفاع ويست بروميتش تقلص بنسبة 50٪ بعد طرد ماتا، وبدلاً من رفع هذه النسبة 30٪ إضافية عن طريق سحب مايكل كاريك واشراك مورجان شنايدرلين لمساعدة هيريرا، قام فان خال بنسف أي أمل لفريقه في الاختراق من العمق والسيطرة على الوسط باخراج هيريرا، ليترك لاعبي خط الهجوم مشرذمين دون أي تنظيم، ليظهر مارسيال وراشفورد ولينجارد كل واحد منهم في واد!. وفي الدقيقة 75 قرر فان خال اشراك ديباي بدلاً من راشفورد، وفي الحقيقة راشفورد كان جيدًا ويلعب من لمسة واحدة ولا يطيل في فترة استحواذه على الكرة مثلما كان يفعل مارسيال السيء جدًا، بالتالي فكان من الأجدر خروج مارسيال واشراك ديباي كجناح أيسر. أما دارميان الذي كان مستواه سيئًا للغاية في الشوط الأول فلا أدري لماذا واصل حتى الدقيقة 83؟ وجوده طَمع بوليس في المباراة ودفعه نحو ادخال ظهير بنزعة هجومية بعد أن بدأ اللقاء بأربعة قلوب دفاعية.
مشاركة :