إيمان الشامسي: روايتي الأولى تجسد عوالم البيت الإماراتي

  • 8/5/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يثق الأدباء الإماراتيّون الشباب بماضيهم، ويعتزّون بتراثهم، والكاتبة إيمان الشامسي في روايتها الأولى «من أجل زايد يا مريم»، مثالٌ على هذا الشعور الأصيل، في قراءة الماضي وصعوبات الحياة والتصميم على تجاوز تحدياتها، حيث تعود الرواية إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لتضعنا بصورة بطلة الرواية مريم، ورحلتها في مواجهة الكثير من المشاكل والعراقيل، والتغلّب عليها. وتقول الشامسي: إنّ القارئ سيعيش بين سطور الرواية، في البيت الإماراتي بما يعيشه هذا البيت من ودٍّ وحب وتكاتف، حيث تروي سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها، كما تعكس الأمل الذي يعيشه الإماراتيّون نحو مستقبلهم، وتفاني أبناء هذه الأرض ليسيروا على الطريق التي اختطّها، لتكون الرواية بمثابة سجل شائق للأحداث ومشاعر الحياة بكلّ متناقضاتها، كحياة طبيعيّة، فيها الحبّ والخيانة وألم الفقد واكتشاف الحقائق، مثلما كانت الرواية تتعرّض لفترات التحدي التي عاشتها الفتاة الإماراتيّة في تلك الفترة. وعلى الرغم من أنّ كتاباتها ظلّت فترةً طويلةً من الزمن حبيسة الأدراج، حتى أبصرت النور عام 2019، تسير الشامسي بشكل جاد يملؤها الاستثمار الناجح للموهبة وشغف الكتابة، إذ ترى أنّ الإبداع كفيلٌ بأن يعوّض كلّ ما فات، بالانتباه إلى نداء القلب الذي يسكنها، فعلاقتها مع القلم والكتابة قديمة، منذ مرحلة الدراسة الابتدائية وكتابة القصص. درست الشامسي الصحافة، ولأنّها لم تلتحق بوظيفة في مجال تخصصها، استفادت من موهبتها الأصيلة في الكتابة التي كان لها دورٌ في تخصص الصحافة المعتمد على اللغة في أغلبه، فكان أن ذهبت إلى الكتابة الإبداعية، كقرار ذاتي، يدفعها في ذلك أنّ حركة النشر في الإمارات تسير بخطى سريعة وواثقة متطوّرة، ولها حضور وسمعة على المستوى العربي، بسبب ما تقدّمه من تسهيلات للناشرين والمبدعين العرب، خصوصاً معارض الكتب والورش المتنوعة وتخصيص مناطق حرّة للنشر والطباعة، وهو ما تراه ذكاءً ومواكبة على المستوى العالمي أيضاً، مدللةً بفوز الشيخة بدور القاسمي برئاسة الاتحاد الدولي للناشرين، وحضور الإمارات في معارض الكتاب العالمية بجدارة كبيرة. وتطمح الشامسي إلى أن تستمر في الكتابة، وأن تحقق كتبها أصداء واسعة لدى جميع أفراد المجتمع، وأن تضيف إلى المشهد الثقافي الإماراتي، فتكون كاتبة على قدر كبير المسؤولية تجاه دولتها، إضافة إلى الوصول بكتاباتها إلى العالمية. وتؤمن الشامسي بالنقد، باعتباره موجّهاً يشدّ أزر الكتّاب الجدد ويدعمهم لتوجيه طاقاتهم واستثمار خبرات الكبار والرواد في أعمال أدبيّة لتحقق جوائز وحضوراً واسعاً، مؤكّدةً أنّ الكتابة الإبداعيّة يوازيها جهد متخصص في النقد الأدبي وتؤخذ فيه شهادات عليا، ومن جانب آخر، ترى أنّ بعض أنواع النقد ربما يكون غير منصف، نظراً لحالة استعجال الشهرة أو المجاملات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أو بسبب دخول من لا علاقة لهم على خط النقد، وفي هذا المجال، تقول إنّ النقدّ عليه أن يتوخّى تقديم المبدع من دون تثبيط طموحاته، معتبرة أن النقد الحقيقي يبحث عن الجماليات والتميّز وليس عن العثرات وتصيّدها وقتل الأجيال، بما يمكن التوجيه بشأنه نحو كتابات ناضجة مستقبلاً.

مشاركة :