تلك امرأة نادرة بل كانت درة نادرة عرفتها في لندن عندما كانت في صحبة ابنتها المبتعثة فوجدت فيها المرأة المثقفة الأديبة الواعية والأخت الودود، كانت تناقش بثقافة عالية وتحاور بذهنٍ متفتح مع سلامة الدين والمبدأ وصبرٍ على ما تعانيه من مرض الكلى وكانت تحضر اجتماع الطلبة كلما تيسر لها الحضور فتناقش وتحاور وتطرح أفكارها بوضوح حتى كأنها تقرأ من كتاب وكانت وفيةً مع من تعرف، بشوشةً في وجه من لا تعرف، كانت نموذجاً للمرأة السعودية في وعيها وفي طرحها.. أذكر أنها في إحدى الندوات دخلت في نقاش مع أحد الكتاب العرب حول المرأة السعودية فانبرت له بلسانٍ فصيح ومنطقٍ سليم مما جعلها تبهر الجميع بحجتها ولسانها الذرب العذب. كانت تتحدث بلغة عربية فصيحة وعندما تضطر لاستعمال اللغة الإنجليزية فإنها تتحدث بطلاقة وثقة. عندما تلقيت خبر وفاتها بـ"كورونا" شعرت بأن نجمة قد هوت من سمائنا وغابت وراء الأفق البعيد، شعرت بأنني خسرت أختاً كانت مصدر اعتزاز لكل مواطن يفخر بأمته وأهله، وظللت واجماً حائراً لا أدري ماذا أفعل أو أقول ككل من تنتابه حادثة مؤلمة فأردد: إنا لله وإنا إليه راجعون وكل نفسٍ ذائقة الموت وتلك سنة الله في خلقه فكل من عليها فان.. ولكن شريفة وإن غابت بجسدها فإن روحها ستظل حية بكل ما في أحرفها من نبض وأحاسيس حية.. فرحم الله الأستاذة شريفة الشملان رحمة واسعة وعزاؤنا لزوجها المثقف الدكتور عبدالله الشملان وأبنائها وبناتها الكرام البررة الذين وقفوا إلى جانبها في محنتها الطويلة بكل نبلٍ ووفاء. ومرة أخرى رحمة الله عليك أيتها الأديبة الرائعة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مشاركة :