عند تتبعي لنشأة الصحافة في المملكة، وخصوصاً في المنطقة الوسطى – الرياض- وأول صحيفة صدرت بها هي مجلة اليمامة، والتي طبعت أعدادها الأولى بالقاهرة بدءاً من شهر ذي الحجة 1372هـ أغسطس 1953م، والتي قال عنها صاحبها الشيخ حمد الجاسر في كتابه ( من سوانح الذكريات)، (( .. فأصدرنا هذا العدد، ولم نؤثر أن يصطبغ بهذه الصبغة الأدبية التي قد تروق لفئة خاصة.. ويتوالى نشاط أولئك الأحبة من ابنائنا الطلبة ممن اصبحوا فيما بعد يتسنمون أعلى المراكز في الدولة من وزارات وغيرها، منهم بل أبرزهم وأنشطهم بالنسبة للعمل في هذه الصحيفة في أول نشأتها اثنان هما: ناصر المنقور، وصالح الحصين، ومن اولئك عبدالرحمن أبا الخيل، وعبدالعزيز السالم، ومحمد بن عبد الرحمن الفريح، وعبد الرزاق الريِّس، وعبد الرحمن سليمان آل الشيخ، وحسن المشاري، وابراهيم العنقري، وعبدالله الطريقي، إلى آخرين لا يتسع المقام لذكر أسمائهم من مشاهير الكتاب والشعراء الذين في استطاعة القارىء أن يرى آثارهم فيما نشرته المجلة في سنتيها الأوليين ص 981 . ووجدت صورته في ص 131 من كتاب (من وحي البعثات السعودية ) لصالح جمال الحريري، ط1، 1368هـ 1949م . ضمن طلاب كلية الآداب جامعة فؤاد الأول بالقاهرة إلى جانب صور زملائه : ناصر المنقور، وعبدالرحمن أبو الخيل، وجميل أبو سليمان، وغيرهم. واثناء حضوري اللقاء الأسبوعي بمنزل السيد – محمد الفريح – بالرياض تأتي ذكرياتهم بالقاهرة أثناء الدراسة، فأسمع منهم الثناء العطر والذكر الحسن لزميلهم عبدالرحمن السليمان آل الشيخ.. وبعد أيام عيد الفطر المبارك عام 1442هـ جرى ذكره والترحم عليه، فقد توفى رحمه الله مع بداية شهر رمضان الماضي .. فحرصت على الكتابة عنه ضمن أعلام في الظل، ولشح المعلومات استعنت بزميله والذي حل محله في إدارة سكة الحديد الشيخ عبدالعزيز القريشي عام 1380هـ 1960م ووجدت ترجمته في كتاب ( رؤساء ونواب وأعضاء مجلس الوزراء السعودي) من 2/7/1373هـ الموافق 16/3/1954م إلى 28/12/1424هـ الموافق 8/2/2005م اعداد الدار العربية للعلاقات العامة والخدمات، ط1، 1427هـ 2006م . - التعلم الجامعي، ليسانس آداب جامعة القاهرة. - عمل في الدولة في مناصب مختلفة، كما عمل في القطاع الخاص، ولا يزال يعمل في نشاطات ومشاركات مختلفة. - بدأ العمل مساعداً لمدير مكتب وزير الزراعة في أول تكوين هذه الوزارة ثم مديراً لمكتب الوزير، وقد شارك في تأسيس هذه الوزارة وتنظيمها كما شارك في لجان ومؤتمرات متعددة ممثلاً لوزارة الزراعة، وكان سمو الأمير سلطان وزيراً للزراعة في ذلك الوقت. - عمل سكرتيراً للجنة الوزارية برئاسة الأمير سلطان وزير الزراعة التي تكونت للتحقيق مع شركة ( كوفنكو) الألمانية التابعة لوزارة المالية، وكانت تشبه إلى حد ما وزارة الأشغال وكان من نتائج ذلك التحقيق إحداث تعديلات في وزارة المالية وإلغاء التعاقد مع شركة كوفنكو. - انتقل مع سمو الأمير سلطان لوزارة المواصلات بعد أن كانت آنذاك مديرية تابعة لوزارة المالية، وعمل مديراً لمكتب الوزير، واشترك في إعداد تكوين هذه الوزارة، كما شارك في كثير من اللجان والمؤتمرات الخاصة بوزارة المواصلات. - اختير عضواً في لجنة التنمية والتي كانت تقوم مقام مجلس التخطيط الأعلى قبل تكوينه. - سافر للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة اللغة الإنجليزية ووجد من المناسب أن ينظم للدراسات العليا فالتحق بجامعة هارفرد. واثناء دراسته بجامعة هارفرد صدر قرار بتعيينه مديراً عاماً لوزارة المواصلات، وطلب عودته لاستلام منصبه الجديد. وقد انسحب من الدراسة وعاد للوطن لاستلام عمله الجديد. - عمل مديراً عاماً لوزارة المواصلات وأشرف على كثير من مشروعاتها. - انتدب للدمام ليعمل مديراً عاماً لمصلحة السكة الحديد وميناء الدمام، وكان أول مواطن يتولى العمل في ذلك المنصب حيث أن المدير العام السابق كان أمريكي الجنسية ومعه عدد كبير من الأمريكان والايطاليين، وخلال فترة وجيزة أنهى عقود معظم هؤلاء الموظفين الأجانب وحل محلهم سعوديون أداروا العمل بكفاءة عالية . - رشح وكيلاً لوزارة المواصلات، لكنه اعتذر عن قبول ذلك المنصب وطلب نقله لوزارة الخارجية آملاً أن يتمكن من العودة إلى أمريكا لإكمال دراسته العليا، وقد تم نقله لوزارة الخارجية مديراً عاماً للإدارة برتبة مستشار. - تم تعيينه وزيراً للزراعة والمياه. تم انتخابه رئيساً لنادي الموظفين، بعد أن أجمع عدداً كبيراً من الموظفين على تكوين نادٍ باسمهم يقام بالرياض، ولكنه استقال من النادي بعد أن انتقل إلى جدة لمباشرة عمله الجديد في بنك الرياض. اختير عضواً منتدباً لمجلس إدارة بنك الرياض والذي شكل لإعادة بناء البنك. وكان بنك الرياض قد واجه صعوبات كادت أن تطيح به، مما دعى الدولة إلى التدخل وتكوين مجلس وصاية أعطيت له كافة الصلاحيات بما في ذلك صلاحية الجمعية العمومية. وقد تغلب البنك على كل الصعوبات التي واجهته وأصبح في مقدمة البنوك المحلية خلال مدة زمنية محددة. اشترك ممثلاً لبنك الرياض في تأسيس البنك العربي الفرنسي (يوباف) وبنك الخليج والبنك العربي الأسباني. طالب بإعادة بنك الرياض إلى الوضع الطبيعي ودعوة الجمعية العمومية للبنك وتسليم البنك لها بعد أن اصبح في وضع ممتاز ولم يعد هناك داع للحراسة. استقال من بنك الرياض. لعب دوراً مهماً في إعادة الحياة لشركة المصافي السعودية، وكان بنك الرياض أحد المساهمين في هذه الشركة. انتخب عضواً في مجلس إدارة شركة صافولا ورئيساً لمجلس إداراتها، وقد شارك في رسم برامجها وتطلعاتها. استقال من مجلس إدارة شركة صافولا استقالة مسببة وكانت الاستقالة أسلم الحلول في رأيه. اختير عضواً مؤسساً في الشركة السعودية للتنمية الصناعية (صدق).وعضواً في مجلس إدارتها. استقال من عضوية شركة التنمية الصناعية لأسباب أوضحها في استقالته. انتخب عضواً في شركة مكة للفنادق. وقد استقال من مجلس إدارتها لاحقاً استقالة مسببة. يوالي نشاطه الخاص في مجالات مختلفة. . ووجدت إسمه ضمن قيادات وزارة الزراعة وتقلد مسؤلياتها وزيراً وترتيبه الخامس بعد سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي تولى الوزارة من 18/4/1373هـ حتى 20/3/1375هـ يليه الوزراء عبد العزيز السديري، وخالد السديري، وعبدالله الدباغ، وعبدالرحمن آل الشيخ الذي تولى الوزارة من 9/10/1381هـ حتى 3/6/1382هـ. هذا وقد أجرت مجلة (الأسواق) حديثاً مطولاً معه على حلقتين بعنوان : حديث الذكريات في عددي مارس وإبريل 1997م قدمت له بقولها: (( الشيخ عبدالرحمن آل الشيخ هو واحد من رجالات المملكة العربية السعودية الذين ساهموا في صناعة النهضة التي تعيشها البلاد.. والحديث معه شيق ومفعم بالمعرفة والتجارب.. نتيجة لخبرته العملية .. الثرية والطويلة .. والتي ساهمت في إثراء هذا اللقاء بآرائه السديدة حول مختلف القضايا الأساسية التي تشغل بال المسؤلين، ورجال الأعمال، والمجتمع السعودي بشكل عام .. فهي تمثل جوهر الانتاجية الاقتصادية في المملكة. حدثنا معاليه عن قضايا الانتاج الزراعي وتسويقه.. وتوفر المياه للإنتاج الزراعي والاستهلاك العام.. ومن انطباعه حول موضوع تحلية المياه ومستقبل هذا الاتجاه.. كما تحد ث عن البنوك السعودية.. حدثنا عن الماضي والحاضر والمستقبل من خلال نظرته الثاقبة في هذه المجالات، وواقع معايشته لها إبان فترات عمله عليها من مختلف المواقع والمناصب التي تقلدها.. فقد عمل مديراً عاماً للإدارة بوزارة المواصلات، ثم مديراً للسكة الحديد، ثم انتقل إلى وزارة الخارجية حيث ابتعث للدراسات العليا إلى الولايات المتحدة، ولكنه سرعان ما قطع تلك الدراسة ولبى نداء الوطن عندما تم تعيينه بمرسوم ملكي وزيراً للزراعة والمياه.. وعندما كان بنك الرياض يمر بفترة حرجة جداً من تاريخه، تم تعيينه عضواً منتدباً لمجلس إدارة البنك، واستمر في منصبه أربعة عشر عاماً ونصف تمكن خلالها من الإبحار بالبنك إلى بر الأمان ليصبح واحداً من اقوى البنوك السعودية..)). ولنكتفي بخاتمة حديثه الصحفي قائلاً: (( عملت في دوائر مختلفة ، وزارة الزراعة، ووزارة المواصلات، ووزارة الخارجية ثم وزارة الزراعة والمياه مرة أخرى كوزير لها، وبنك الرياض، ولابد أن تكون هناك قرارات مهمة، وهذا أمر طبيعي فالعمل والتجديد لا يتوقفان، وهناك قرارات أذكرها وأخرى لا أذكرها ومعظمها ذات طابع التتابع، إما ابتدأتها أنت ونفذها غيرك أو ابتدأها غيرك ونفذتها أنت، وفي كلا الحالتين فهي قرارات مشتركة لا يجوز أن يدعيها شخص واحد. وهناك قرارات أخرى ليس لها مثل هذا الوضع ولكن ذكرها يوحي بلا إدعاء أو الغرور أو عدم الرضا عن الآخرين، أو حتى الادعاء بالبحث عن الاضواء، وأعتقد أن لدينا ما يكفي من مثل هؤلاء الباحثين وما أكثرهم ولا حاجة لمزيد منهم)).
مشاركة :