علماء: حادثة «سيهات» محاولة بائسة لإذكاء الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن

  • 10/18/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال لـ"الاقتصادية" علماء ومشايخ إن الحادث الإرهابي الذي شهدته مدينة سيهات البارحة الأولى، ما هو إلا تكرار للمحاولات البائسة التي تقف وراءها دول ومنظمات إرهابية تهدف إلى إذكاء روح الفتنة الطائفية وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدين أن اللحمة الوطنية وتكاتف أبناء الوطن هما حائط الصد الأول في وجه التطرف ودحره. قال الدكتور محمد السعيدي أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى إن حادثة سيهات لا تخرج عن نطاق العمل الإيراني الذي شارك في تأسيس "داعش" لتقوم بالنيابة عنه بتنفيذ مخطط تقسيم منطقة الشرق الأوسط، حيث إنها بهذه الأدوات تريد تكرار تجربتها في العراق، وتهدف إلى إذكاء روح الفتنة في المنطقة، مشيرا إلى أنها تستثمر ما تقوم به الجماعات الإرهابية للمناداة بقضية شيعية مزعومة في المنطقة. وأضاف أن هناك بعض التيارات تسعى لكسب مواقف ضد الدعاة والمشايخ من خلال مثل هذه الأحداث بدلاً من الوقوف صفا واحداً في إدانة إيران و"داعش" التي تعد صنيعة استخباراتية عالمية لا تمت لبلادنا ولا ديننا بأي صلة، مشيرا إلى أن الفكر الداعشي هو نوع من اتباع الهوى ومحاولة تمكين الأزمة ونشرها. من جهته قال الشيخ منصور السلمان إن ما حدث يندى له الجبين من هجوم على الآمنين من فعل الدواعش أصحاب العقول الخربة، مشددا على ضرورة استئصال هذه الغدة السرطانية التي تهدم وتخرب باسم الدين، داعيا جميع أطياف المجتمع السعودي لليقظة والحذر وعدم التهاون في حمل المسؤولية ليكون الجميع يدا بيد في التعاون، مؤكد أن الإرهاب لا يفرق باستهدافه فئة عن فئة بل جميعنا مستهدفون. وأوضح الشيخ حبيب الخباز الكاتب والباحث في الشؤون الإسلامية أن العمل الإجرامي لا يخدم سوى أعداء الأمة، ومثل هذه الأفعال الإرهابية وتكرارها تكرس النزاعات والصراعات، كما أنها تفقدنا الأمن والاستقرار، ما يشل حركة البلاد ونهضتها، ولذلك من الضروري ليس فقط الاستنكار بل يجب علينا جميعا العمل يدا بيد للوقوف ضد التطرف المقيت، الذي لا يرحم نفسا ولا يقيم وزنا لأي معايير الإنسانية. وأضاف أن التوجهات الإرهابية لا تقف عند حد ولا تستهدف طائفة معينة، فهي ضد الجميع بما في ذلك الحكومات ورجال الأمن، ولذلك نؤكد ضرورة اتخاذ الإجراءات الصارمة والحازمة الأمنية أو السياسية، ضد هذه التوجهات والمخاطر التي تهدد أمن البلاد وتكيد له. وأكد أنه ينبغي إعلان الإدانة الواضحة والاستنكار الصريح من جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية، لنعلنها صوتا واحد، يعكس التضامن واللحمة الوطنية في مواجهة هذا الإجرام، كما يجب محاربة الخطاب الديني المتطرف بأشكاله وأساليبه فلا يكفي تجريم منفذ هذه الأعمال، بل يجب أن تشمل كل من يحرض أو يبرر أو يتستر على هذا الفكر الضال. ولفت الشيخ حبيب الخباز إلى أهمية مراقبة وتحصين الشباب بالثقافة السليمة من المنظور الإسلامي الصحيح، الذي يحترم الرأي، والرأي الآخر، ويلتزم بالمعايير الإنسانية والقيم السمحة، ويحارب التعصب والتقليد الأعمى للأفكار والتوجهات والأشخاص الضالة التي هي أساس الفتن والدمار. وأبان الخباز أنه لا يمكن أن يحظى الشعب بالأمن والاستقرار إلا في ظل وطن موحد، وتعايش مبني على الاحترام وروح المواطنة، ونشر ثقافة التسامح والمحبة، وإشاعة ثقافة الحوار، كي ننقذ أنفسنا ونتجاوز الفتن التي تستهدف وحدتنا. ومن جهته أكد الدكتور سعد البريك الداعية الإسلامي أن من قتل رجال الأمن في العوامية أو شرورة، ومن فجر مساجد المسلمين وقتل الأبرياء في سيهات، هو صاحب فكر ضال منحرف يمارس أعمالا تخريبية يرفضها الشرع، مؤكدا أن وعي المواطن الغيور على دينه وأمن وطنه هو الحصن الحصين أمام هذه الفئة الضالة، ويقطع مزايدة من يريد توظيف الأحداث لأجندته الخاصة.

مشاركة :