أظهرت نتيجة استطلاع رأي عام أجراه «مركز كارتر» الأميركي، وسط شريحة كبيرة ممثلة لمجموعات الشباب السودانيين أن 74% من الشباب، متفائلون بمستقبل بلادهم، وأن الأغلبية منهم راضية عن «أداء الحكومة الانتقالية»، في الوقت الذي تنشط فيه مجموعات وأحزاب مناوئة للحكومة ووصمها بـ«الفشل» وإعلان العمل على إسقاطها. وأُجري الاستطلاع بناءً على مذكرة تفاهم بين مركز الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، ووزارة الشباب والرياضة السودانية، خلال الأشهر القليلة الماضية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السودانية «سونا»، أن المركز البحثي المشهور أجرى استطلاع رأي عاماً، شمل شريحة بحثية مكونة من أكثر من 1000 شاب وشابة، من مختلف ولايات السودان البالغة 18 ولاية، وأجرى 120 مقابلة مباشرة ولقاءات معمقة مع مجموعات شبابية ومنظمات مجتمع مدني ونشطاء، كشف رغبة وحرص 74% من المستطلعين على المشاركة في قرارات الحكومة الانتقالية. وتم الاستطلاع الذي يحمل اسم «شباب السودان والانتقال - الأولويات والتصورات والاتجاهات»، خلال الفترة بين مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2021. فيما أوضح أن هناك «فجوات» في تحقيق طموحات الشباب وفرص مشاركتهم في الحكومة، وفي التقدم الذي تحرزه الحكومة في إدارة الانتقال بشكل صحيح، حيث قال نشطاء إن الحكومة تستمع لآرائهم، لكنهم لا يرون آراءهم مطبّقة على أرض الواقع. وكشف الاستطلاع عن رغبة قوية بين الشباب في المشاركة القوية في الحكومة وفي الحصول على التدريب على كيفية الحصول على المعلومات، في مجالات الانتقال والسلام وجهود المناصرة، بيد أنهم أشاروا إلى أن الأوليات القصوى تتمثل في معالجة ارتفاع أسعار المعيشة والبطالة ونقص الخدمات الأساسية وتحسين الاقتصاد والتوزيع العادل للموارد، ما يساعد في الحد من الجريمة والصراعات ذات الطابع العرقي. ويرى نحو 80% من الشباب المستطلعين أن جهود الحكومة لتحقيق السلام «ناجحة»، لكنهم يدعون لتسريع إكمال مفاوضات السلام، فيما رأى جميع المشاركين في الاستطلاع أهمية تنفيذ العدالة الانتقالية. و«مركز كارتر الرئاسي»، منظمة غير حكومية وغير ربحية، أسّسه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر وزوجته روزالين سميث كارتر عام 1982، ويديره مجلس أمناء مؤلف من عدد من رجال الأعمال البارزين ومسؤولين حكوميين سابقين، وشخصيات بارزة، ويعمل على تحسين نوعية الحياة في أكثر من 70 بلداً. واستناداً إلى نشاط المركز في إيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حصل الرئيس جيمي كارتر على جائزة نوبل للسلام في 2002. ودأب المركز على مراقبة الانتخابات والتوسط في حل النزاعات في السودان، ودعم أنشطة تعزيز التحول الديمقراطي، وتحسين نوعية الحياة منذ عهد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وشارك بمراقبين للانتخابات التي أُجريت في عهده، بيد أن النظام كان يشكك في حيادية تقاريره. وفي أغسطس (آب) 2020 أعلنت وزارة الشباب والرياضة دعم مركز كارتر لوضع برنامج للمراقبة المستقلة المرتكزة على الشباب خلال الفترة الانتقالية والوصول للديمقراطية. وتضمن الاتفاق بين المركز والوزارة تدريب السودانيين، ولا سيما الشباب على أعمال المراقبة الحيادية وإعداد التقارير وعلى المبادئ الدستورية وتخفيف حدة النزاعات، فضلاً عن مراقبة تنفيذ الوثيقة الدستورية والإبلاغ عن الخروقات لمدة ثلاث سنوات. وكان من المقرر صدور هذا التقرير أواخر العام الماضي، بيد أن القيود التي فرضتها جائحة كورونا، أدت لتأخير إكماله وإعلانه.
مشاركة :