زايد صنع التاريخ وأرسى دعائم النهضة الحضارية

  • 8/7/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تخليداً لذكرى تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس عام 1966، نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، صباح أمس الأول «الخميس» ندوة افتراضية تحت عنوان «أبوظبي مكانة استثنائية من التأسيس إلى الحضور العالمي»، شارك فيها كل من الدكتور عارف الشيخ الكاتب والباحث في التاريخ المحلي، والدكتور يوسف الحسن الكاتب والمفكر، والدكتورة جوينتي مايترا الباحثة والمؤرخة بالأرشيف الوطني، والدكتور خالد البلوشي الكاتب والمؤرخ، والدكتورة خصيبة اليماحي الباحثة في الشؤون العربية، والمهندس محمد الجنيبي الباحث في التاريخ المحلي، وأدار الندوة الدكتور محمد الفاتح زغل الباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث، وحضرها فاطمة المنصوري مديرة المركز وبدر الأميري المدير الإداري بالمركز وسعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات. تاريخ ملهم في مسيرة الوطن ورحبت فاطمة المنصوري في مستهل الندوة بالضيوف، مؤكدة أن ما يضفي أهمية استثنائية على الذكرى التاريخية لجلوس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو تزامنها هذا العام مع احتفاء الدولة بعام الخمسين والاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبي، ولذا فمن المناسب استحضار سنوات التأسيس والانطلاقة الحضارية الأولى لتسليط الضوء على البدايات والأسس الراسخة التي قامت عليها الدولة وتعريف الأجيال الحالية بها، مشيرة إلى أن السادس من أغسطس يشكل منعطفاً مهماً في مسيرة تاريخ الدولة الحديث، وأن الجميع يستطيع اليوم تلمس آثار هذا التاريخ المهم والملهم في كل ما حولنا. زايد صنع تاريخاً حافلاً وتحدث الدكتور يوسف الحسن عن تحديات نشوء الدولة الحديثة ودور وسمات شخصية القائد المؤسس في السياسة والحكم، مؤكداً أن هناك من يقرؤون التاريخ ولكن القليل منهم يصنعونه والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صنع تاريخاً حافلاً، في ظل وجود عدد من التحديات تجاوزها القائد المؤسس بحكمته، وشرع منذ البداية في ترسيخ مؤسسات الدولة والارتقاء بها من خلال توظيف الثروة النفطية وإدارتها برؤية ثاقبة لخدمة الأهداف السامية في بناء الوطن ونهضته، مضيفاً أن الثروة الحقيقية في ذهن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كانت بناء الإنسان القادر على استمرار المسيرة الحكيمة الناجحة. وقال إن المنجز الحداثي لدولة الإمارات العربية المتحدة تحقق على مدى خمسة وخمسين عاماً، كانت الدولة خلالها هي قوة التحديث الرئيسة. كما أشار إلى أن خطاب التحديث اجتاز على أرض الواقع ظروفاً صعبة محلية وإقليمية، حتى تمكنت الدولة في عقودها الخمسة الماضية من مرحلة التأسيس إلى التمكين من أن تصبح في صدارة الخريطة العالمية على كافة المستويات. عيشي بلادي أما الشاعر والباحث الدكتور عارف الشيخ فقد تحدث عن محور التعليم، وفيه استعرض بدايات مسيرة التعليم في الدولة التي تناولها في عدد من الكتب التي ألفها عن هذا الحقل مثل «تاريخ التعليم في دبي»، و«تاريخ التعليم في أبوظبي»، و«تاريخ التعليم في الشارقة»، و«تاريخ التعليم في الإمارات الأربع». وتناول الشيخ في هذه المؤلفات الكتاتيب، ثم التعليم شبه النظامي، والتعليم النظامي، وقال إنها المداخل نفسها التي مر بها التعليم في بقية الدول في الجزيرة العربية، مستعرضاً عدداً من أولَيات المدارس في الإمارات ودول الجوار، مشدداً على أهمية التوثيق لتاريخ التعليم في الإمارات بوصفه جزءاً مهماً من مسيرة تطور الدولة، منوهاً باهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بالتعليم منذ وقت مبكر. كما أجاب على سؤال مهم تعلق بكتابته النشيد الوطني سارداً الظروف المتعلقة بكتابته سرداً وافياً. شخصية فريدة أما الدكتورة جوينتي مايترا فتناولت في حديثها العوامل التي أسهمت في تكوين الشخصية القيادية الفريدة للمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث ألقت الضوء على تأثير نشأته والبيئة المحيطة به في صنع سيرته كقائد وإنسان عظيم اهتم بحرية الإنسان والمساواة بين الناس كافة، وأشارت إلى أن عدداً من العوامل أسهمت في هذا الجانب على رأسها التأثير الكبير للإسلام والقرآن الكريم عليه «طيب الله ثراه»، بالإضافة إلى تشبعه بالثقافة العربية الأصيلة وتقاليدها العريقة التي شكلت شخصيته منذ الصغر، ذاكرة عوامل أخرى كان لها نصيب وافر في صقل شخصيته وأفكاره منها التأثير الكبير لوالديه الشيخ سلطان والشيخة سلامة. رؤية وحكمة واستعرضت الدكتورة خصيبة اليماحي تجربة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي وصفته بأنه محطة مهمة في التطور السياسي للدولة، وذكرت أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يرى أن للمجلس الوطني الاتحادي مكانة مهمة في تكريس الممارسة الديمقراطية بحكم موقعه في العملية السياسية، فمن خلاله تتجسد إرادة الشعب التي يمارسها بواسطة ممثليه الذين يشكلون السلطة التشريعية في مقابل السلطة التنفيذية. زايد وبناء الإنسان أما الدكتور خالد البلوشي فقد تحدث عن الرعاية الصحية في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائلاً إن الشيخ زايد كان يركز بشكل أساسي على بناء الإنسان، ليقينه التام بأن الفرد هو الثروة الحقيقية وهو أساس النهضة والحضارة، وفي سبيل تحقيق حياة صحية للمواطنين والمقيمين سعى الشيخ زايد منذ إعلان الاتحاد وقيام الدولة إلى توفير الخدمات الصحية وبناء شبكة متطورة من المستشفيات والمراكز الصحية النموذجية التي تقدم خدمات صحية تشخيصية وعلاجية ووقائية وفق معايير عالمية. وأضاف البلوشي أنه بفضل القيم والرؤى التي غرسها الوالد المؤسس في نفوس أبناء الإمارات، وسارت على نهجها القيادة الرشيدة، قدمت دولة الإمارات نموذجاً رائداً في التصدي لجائحة «كوفيد - 19» والحدّ من تداعياتها ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى العالمي أيضاً. الإدارة الحكيمة ومن جانبه، تناول الباحث المهندس محمد حمد الجنيبي في حديثه فكر الشيخ زايد ورؤيته العمرانية لمدينة أبوظبي، وأكد أن سر النهضة العمرانية في إمارة أبوظبي يكمن في الإدارة الحكيمة الطموحة المخلصة للشيخ زايد، طيب الله ثراه، ثم استعرض مراحل النهضة العمرانية والعوامل التي ساعدت على نجاحها ولاسيما بعد تولي المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم، متحدثاً عن المكونات الثقافية التي شكلت شخصية وأهداف وطموحات وأسلوب أداء الشيخ زايد، ودورها في تحقيق الرؤية العمرانية خلال فترة حكمه.

مشاركة :