التدخل السعودي الحاسم في اليمن أنقذ أركان الدولة من الانهيار

  • 10/18/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد اللواء أركان حرب محمد علي بلال نائب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية سابقا، وقائد القوات المصرية في عملية عاصفة الصحراء بحرب الخليج، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يتميز بالحسم، ونفاذ البصيرة، والعزيمة الصادقة، مشيرا إلى أن سرعة التدخل لحسم الأمور في اليمن هو الذي أبقى على أركان الدولة هناك، وحفظها من الانهيار. وأضاف في حوار أجرته معه «المدينة» في القاهرة، أن إيران لها أطماع استعمارية في المنطقة، وأن حزب الله ليس سوى تابع ينفذ ما يملى عليه، مشيرا إلى أن رأي المملكة في ضرورة رحيل الأسد هو الصواب، لحماية سوريا من مصير مجهول ينتظرها، وأشار إلى أن الوضع في سوريا يتجه للاشتعال لتجاهل القوى الكبرى الرؤية السعودية، مرجحا عدم وجود خلافات بين أمريكا وروسيا في سوريا. وإلى تفاصيل الحوار: *في البداية.. ما أوجه التشابه بين القيادة التي تعاملت معها خلال حرب الخليج، وهو الملك فهد رحمه الله، والقيادة الحالية المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان؟ لا شك أن أوجه الشبه كثيرة بين أبناء الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه، فجميعهم يتميزون بالوطنية العالية، والإحساس القومي العروبي الصادق، فضلا عن الحكمة في اتخاذ القرارات، والقيادة الحالية، تتميز بقدر أعلى من نفاذ البصيرة، والحسم، وحسن اختيار توقيت صدور القرار والعزيمة القوية الصادقة. دور حزب الله وإيران * كيف تنظرون إلى دور إيران وحزب الله في المنطقة؟ إيران وحزب الله يسعيان لتحقيق هدف واحد فقط، هو تفكيك الدول العربية، وتدمير جيوشها؛ لضمان عدم وجود معارضة عربية، لخططهما التوسعية؛ والتي تهدف لنهب ثروات الوطن العربي، وتقليص الدور الإسلامي في العالم، أما بالنسبة إلى لحسن نصر الله وحزبه، فما هو إلا تابع لهؤلاء باعتبارهم أولياء نعمته. كيف نتهم إيران بالسعي لتحقيق هدف غربي وهى عدوة للغرب كما أن إيران إسلامية؟ أولا إيران دولة فارسية، اتخذت من الإسلام ستارا تختبئ خلفه حتى يمكنها البقاء دون حروب، مع محيطها العربي، ولتنفيذ هدف توسيع رقعة الإمبراطورية الفارسية دون دفع ثمن باهظ. *ما الذي تقصده بالثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه إيران؟ لا يمكن إنكار أن روسيا لا تريد أبدا الخروج من مناطق نفوذها في الشرق الأوسط، والتي لم يبق منها سوى إيران، وسوريا؛ لذا فإنها تساند إيران في المنطقة، وتدعم نظام الملالي، مقابل أن تضمن ولاء هذا النظام، ليبقى لها موطئ قدم في المنطقة، وهذا يفسر الدعم الروسي الذي تلقته طهران، حتى أمكن التوصل للاتفاق النووي، من جهة أخرى فإن إيران لو قررت المجاهرة بعدائها للإسلام السني، فإنها قد تدخل في مواجهات مباشرة مع الدول العربية الرافضة لسياساتها التوسعية، التي تهدف إلى تنشر المذهب الشيعي في الدول السنية، وهذا يعني أن تدفع طهران ثمنا باهظا جدا من أمنها واستقرارها؛ في ظل عدم قدرتها على مواجهة الدول العربية مجتمعة، وبخاصة المملكة ومصر. دور حزب الله *حزب الله ما الذي يريده مما يفعله في لبنان؟ يجب أن نعلم أن حزب الله لا يريد شيئا؛ لأنه عميل، فهو ينفذ ما يتم رسمه له من خطط ولا يمكنه أن يحيد عنها مليمترا واحدا؛ لأن ذلك سيعني أنه يمكن أن يتعرض لغضب أسياده فيخسر كل شيء، وهذا الحزب يمثل الشوكة الإيرانية في ظهر لبنان، حتى تبقى إيران على مقربة من إسرائيل، فتستطيع أن تهدد استقرارها، وبالتالي يكون لطهران صوت مسموع لدى الغرب الموالي بأكمله للدولة العبرية. *نعود للاتفاق النووي.. ما الذي دفع دول الغرب للموافقة عليه؟ لعله من المعلوم بالضرورة، أن هناك لاعبين رئيسيين في العالم، هما الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وهذان اللاعبان تتغير وتتبدل سياساتهما تبعا للمصالح المتغيرة هي الأخرى كل يوم، ولا يمكن أيضا إنكار أن المنطقة العربية هي أخطر وأهم مناطق العالم، لوجود مخزون الطاقة، ممثلا بالبترول، ولتوسطها خطوط سير جميع طرق التجارة العالمية تقريبا، مما جعل مواقف الدول الكبرى تتبدل بين يوم وليلة تبعا للمعطيات في المنطقة، خاصة أن الأحداث منذ اندلاع ثورات ما يسمى بالربيع العربي، تتغير في اليوم الواحد مرتين وثلاثة. * نحتاج إلى مزيد من الشرح؟ هذا الطرح هو المدخل لفهم سبب موافقة الدول الكبرى، وفي مقدمتها أمريكا، وروسيا على منح إيران قبلة الحياة من جديد، حتى تعود للعالم بعد أن ضاقت أمامها السبل، وأنهكتها العقوبات، وكانت الموافقة على الاتفاق النووي، مقابل أن يستمر التدخل الإيراني في لبنان، ويمتد إلى اليمن وسوريا، حتى تنشغل الدول العربية بنفسها، ولا تبدأ أبدا مرحلة البناء الضرورية حاليا، وحتى تبقى إسرائيل في مأمن من اتحاد العرب على مطالبتها بتنفيذ حل الدولتين. *على ذكر إسرائيل كيف ترى ما تفعله الآن بالأقصى والقدس وما مستقبل الدولة الفلسطينية؟ إسرائيل تعي جيدا أنها أمام فرصة نادرة، بانشغال الدول العربية، بما يجري، لذا سرعت من وتيرة الهجوم على المقدسات الإسلامية، والمسيحية أيضا، حتى تضع العالم أمام أمر واقع جديد، وهنا لابد أن أنوه بدور المملكة في مواجهة هذا المخطط، ومعها مصر، فلولاهما لهدمت حكومة تل أبيب المسجد الأقصى، أما عن مستقبل الدولة الفلسطينية، فلا وجود لدولة فلسطين إلا بالمصالحة الداخلية، بين فتح وحماس، وكذلك باتحاد الدول العربية للضغط على المجتمع الدولي لمواجهة الأفعال الإسرائيلية المشينة. الوضع في سوريا *نتجه إلى الوضع في سوريا ونريد أن نعرف تحليلكم للوضع هناك وإلى أن تسير الأمور؟ الوضع في سوريا مرتبط بشكل ما بما جرى في العراق، فلولا دمار العراق لما وصلت سوريا لما هي عليه الآن، ويجب أن نعلم أن هذه الأمور تدور وفق تخطيط محكم للقضاء على الجيوش العربية، حتى تنعم إسرائيل بالأمن والهدوء والاستقرار إلى النهاية. *ماذا عن الدور الإيراني في كلا الدولتين؟ -أينما توجد إيران توجد الفتنة التي تعد مدخلا لكل ما هو شيء، وسببا للحروب والنزاعات، وليعلم الجميع أنه لا يمكن تدمير الدول العربية إلا من داخلها، فالعراق دمرت بسبب مغامرة صدام حسين مع الكويت، ولبيبا دمرت بسبب ما ادعوا أنه ثورة على القذافي، وكذلك السودان تم تقسيمها بسبب الصراعات الطائفية الداخلية، ولولا المملكة وسرعة تحركها لكان هذا هو مصير اليمن أيضا، والتجربة ذاتها عاشتها البحرين، لكن قوات درع الجزيرة أنقذت الموقف أيضا. الطرح السعودي هو الأنسب *كيف يمكن إنقاذ سوريا من هذا المصير؟ الحقيقة أن هذا الإنقاذ صعب جدا في ظل رغبة الدول الكبرى الفاعلة في استمرار تلك الحرب حتى آخر جندي مقاتل في صفوف شعب سوريا، لكن ما تطرحه المملكة من حلول يظل هو الأنسب، فلم يعد هناك بديل عن رحيل الأسد. ولا يجب أن ننسى لعبة تقسيم المصالح، وضمان وجود قواعد عسكرية، فضلا عن استمرار تدفق الأسلحة على دول المنطقة؛ لاستنزاف اقتصادها، وضمان بقائها في حالة عوز دائم للسلاح. *إلى أين يتجه الوضع في سوريا؟ لا أرى أنه يتجه للتهدئة، وإنما لمزيد من الاشتعال، في ظل الإصرار من الدول الكبرى على عدم الاستماع لنصائح المملكة بضرورة رحيل الأسد فورا، وهم بذلك يوجدون ذريعة لكل المتشددين للانضمام للقتال هناك، لخلق أفغانستان جديدة. *هل هناك خلاف بين أمريكا وروسيا حول تدخل موسكو فى سوريا؟ ليس هناك أي خلافات بين الطرفين، وإنما تنسيق عسكري واستخباري بالغ القوة، وإلا لوقعت صدامات تشعل الحرب بينهما، والطرفان لا يريدان ذلك، هم فقط يريدان المشاركة في تقاسم «غنائم الاضطراب على الأراضي السورية». * ذكرتم أن الأزمة السورية مرتبطة بما جرى في العراق فهل تقصد بذلك وجود «داعش»؟ ليس ذلك فحسب وإنما لو بقي الجيش العراقي على حاله، ولم يقدم صدام حسين على مغامرته في الكويت، أو استمع لنصائح القادة العرب، لا سيما الملك فهد، رحمه الله، والرئيس السابق حسني مبارك، لما انهارت العراق، وأقول لو أن هذا لم يحدث لما تجرأت أي قوة على مهاجمة سوريا مهما حدث فيها. *هل أصبح تنظيم داعش «دولة» سواء في العراق أو سوريا؟ -داعش ليس دولة، ولن يكون لأن الإمكانات التي يوفرها له صانعوه لا تسمح له إلا بأداء الدور المنوط به فقط، وهو خلق حالة من الرعب والكراهية للإسلام، وأيضا التوتر الذي يثير القلق والمخاوف لدى الدول والشعوب، وأيضا تنفيذ العمليات القذرة التي لا يمكن للجيوش النظامية، القيام بها. *هل داعش بحاجة إلى تعبئة عربية للقضاء عليه؟ القضاء على داعش ليس بحاجة إلا إلى إرادة دولية، أما من ناحية القوة، فـ»أصغر 20 عسكريا عربيا»، يمكنهم إبادته تماما، لكن بشرط توافر الإرادة وقطع الإمدادات المادية واللوجيستية. الوضع في اليمن *ماذا عن الوضع في اليمن؟ الوضع في اليمن ليس معقدا مثل سوريا والعراق، وليبيا، فالثلاث دول الأخيرة، تعاني من عدم وجود الدولة، وانهيار مؤسساتها، لكن الوضع في اليمن أفضل كثيرا؛ بسبب سرعة التدخل الحاسم للمملكة هناك، فهذا التدخل منع تدهور الأحوال، وأبقى على أركان الدولة. *ما الذي دفع الحوثيين للتمرد برأيك؟ الحوثيون يشبهون أسيادهم في إيران، فهم توسعيون ينتهزون فرصة أي اضطراب يحدث للإجهاز على الدولة، حينما تنشغل مؤسساتها، وهذا ما حدث خاصة بعد إيعاز المخلوع علي عبدالله صالح لهم، ظنا منه أنه يمكن أن يعود للحكم، فضلا عن أن إيران هي التي تحرك الحوثيين في اليمن، لتحاصر المملكة من أكثر من جهة، لكن يقظة القيادة بالمملكة؛ قطعت الطريق على المخطط الإيراني للسيطرة على اليمن بمخلب الحوثيين. ومتى يمكن القضاء على التمرد؟ لايجب وقف الهجوم العسكري الذي يشنه التحالف إلا بعد رضوخ الحوثيين للحل السياسي، وهو ما يبدو قريبا، في ظل تغير لغتهم وخروج بعض قاداتهم يعلنون الاستعداد لقبول الحل السلمي، وحسنا فعلت المملكة بعدم الموافقة على وقف الحرب، قبل بلورة حل واضح وصريح وملزم للأطراف كلها، ويضمن عودة الشرعية غير منقوصة.

مشاركة :