يحرص «إكسبو 2020 دبي » إلى تغيير طابع «الإكسبو» والخروج عن فكرته في عرض المنتجات إلى منصة حيوية تعانق ابتكارات الإنسان، وربطه بالتنمية. وقد خرج إكسبو دبي عن شكل البازار في مظهره الخارجي بمحتوى عميق في الداخل. ومن خلال هذه النظرة الجديدة أنجز بما يشبه الثورة في التعامل مع فكرة الإكسبو منها أن البنية التحتية له سوف تستمر ولا تتوقف أو ينتهي العمل، لذلك سعت إلى بناء المباني والوحدات السكنية من حوله وتحول بذلك إلى مصدر جذب. وسوف يكون بمثابة إكسبو دائم لا يرتبط بفترة زمنية محددة. ولانجازات العام المتنوعة، له تأثير كبير على الاقتصاد ليس في الإمارات بل في عموم الشرق الأوسط. وهذا ما يؤدي إلى إحداث نقلة في حياة البشرية من خلال احتضان التصنيع في العالم الذي يجد سوقًا كبيرًا في الشرق الأوسط. إن الاهتمام الكبير الذي يوليه إكسبو دبي لاختراعات العالم الصناعي وتعزيز مبدأ تبادل التكنولوجيا والتجارة والثقافة. وعلى أثر ذلك انعقد ووسّع من إطاره العام ليكون منصة لجميع البلدان. ابتكارات على مدى أكثر من نصف قرن، يتجول الإكسبو من أوروبا إلى أمريكا الشمالية، ومن أمريكا الشمالية إلى آسيا، متحولاً إلى أول مهرجان اقتصادي وتكنولوجي في العالم. وشهد العالم تداولاً تنافسياً سلمياً بين الدول المتقدمة من أجل تقديم الابتكارات والاختراعات التي ألهمت البشرية في بناء الحضارة الحالية بل وحفّز عجلة التطور الاقتصادي العالمي. السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نقرأ ونفهم ما يحدث في الإكسبو؟ إن ما يميّز عصرنا هو إنتاج الثقافات وإعادة تقديم التراث، وهذا ما تعمده دبي لأن البلدان المتطورة اعتمدت على ماضيها، وثقافتها القومية، وجدت متنفسًا لها في دورات الإكسبو عبر التاريخ، وها هو إكسبو 2020 دبي يحتفل بكل هذه الإنجازات ويقدمها إلى العالم بحلتها الجديدة، وخاصة إنجازات البلدان التكنولوجية المتقدمة. وهو انفتاح كبير له أثره الأقوى في المستقبل. ولم يكتف بذلك بل عمد إكسبو دبي إلى تخصيص مساحة كبيرة للثقافة والفنون ومفاهيمها كمنصة تسهم في تحسين صورة العرب الحضارية في التعامل مع الأحداث العالمية، من خلال الأجنحة المشاركة. ساحة مثالية للتنوع تبقى دبي مركزاً تجارياً رائداً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وساحة مثالية للتنوع الحضاري والثقافي والديني والعرقي، فتحت أبوابها على استضافة عشرات اللغات والأديان على مر التاريخ، حتى باتت تمثل صورة مصغرة لقارات العالم بتنوعها الحضاري والديني واللغوي. كما أن سياسة الاعتدال والتوازن والتسامح والتعايش بين الجنسيات المختلفة تشكل دافعاً قوياً لترسيخ الإكسبو كقطب جاذب في العالم، وهو التعايش السلمي بين الهويات الثقافية المختلفة. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :