أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس رفضه العودة إلى التفاوض مع إسرائيل «على النمط السابق» داعيا مجلس الأمن إلى تحديد «معايير ومبادئ الحل الدائم للنزاع». وقال عريقات في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأن «الذهاب إلى المفاوضات مع إسرائيل على النمط السابق انتهى لأنه أمر عبثي»، معتبرا أنه «من المستحيل العودة إلى النمط السابق» للتفاوض. ووضع عريقات شروطا لأية مفاوضات قد تجري في المستقبل مع إسرائيل قائلا: «ندعو مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد قرار يحدد فيه معايير ومبادئ الحل الدائم للنزاع والمتمثل بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين، ووضع جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية أثناء المفاوضات لتنفيذ جدول زمني ينهي الاحتلال وانسحابه من أراضي دولة فلسطين المحتلة». إلى ذلك، طالب عريقات من المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بجرائم «الإعدام الخارجة عن نطاق القانون» كريستوف هينز بإجراء تحقيق فوري في «حالات القتل التي ترعاها دولة الاحتلال»، بحق عدد من الفلسطينيين، خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال عريقات في بيان «وجهنا اليوم (أمس) رسالة إلى السيد هينز، وطالبناه رسميًا بإجراء تحقيق فوري في حالات القتل التي ترعاها دولة الاحتلال، بحق أبناء شعبنا». وجاءت رسالة عريقات بعد قتل إسرائيل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس اتضح لاحقا أنهم لم يكونوا يشكلون أي خطر يذكر، بل تم قتلهم بدم بارد. وذكر عريقات بصورة الطفل أحمد مناصرة، الذي تركته قوات الاحتلال ينزف في الشارع ومنعت الطواقم الطبية من تقديم الرعاية الطبية له، بعد أن تم دهسه، والتنكيل به بالبلطات والعصي من قبل المستوطنين وشتمه بألفاظ نابية وعنصرية، في الوقت الذي لم يشكل فيه الطفل الأعزل أي خطر أو تهديد مباشر، الأمر الذي تحرمه كل القوانين الكونية وتحاسب عليه. وقال عريقات إن «صورة الطفل أحمد، مثل غيرها من الصور ولقطات الفيديو التي التقطت، هي دليل دامغ على المعاملة المهينة والمذلة التي يتعرض لها المصاب الفلسطيني أثناء انتظاره لتلقي العلاج الطبي، ما يستدعي الإدانة الدولية واتخاذ الإجراءات الفورية لمساءلة قوة الاحتلال ووضع حد لهذه الجرائم». وكانت قضية مناصرة أثارت جدلا كبيرا بعد اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإسرائيل بإعدامه بدم بارد، فردت إسرائيل باتهام عباس بالكذب ونشر مكتب نتنياهو صورا للطفل يتلقى العلاج في مشفى إسرائيلي. وتعرض مناصرة الأسبوع الماضي إلى دهس من قبل إسرائيليين، وأظهرت لقطات مصورة كيف يقوم غلاة المستوطنين بضربه وهو مصاب ويستنجد وشتمه بكلمات نابية. وقالت إسرائيل إنه طعن فتى آخر، لكن الفلسطينيين شككوا بالرواية. وعقب عريقات على نشر صور الطفل وهو يتلقى العلاج بقوله: إن «نتنياهو يجهد بالتحايل على المجتمع الدولي من أجل تبرير سياساته القمعية والتصعيدية غير القانونية بدلاً من الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني وإنهاء الاحتلال العسكري عن أرض فلسطين». وأضاف عريقات أن «هجوم نتنياهو، على الرئيس محمود عباس، ما هو إلا محاولة تضليلية فاشلة، لتحويل الأنظار عن حقيقة أن المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، يتم استهدافهم بشكل ممنهج من قبل قوات الاحتلال، ضمن عمليات الإعدام المباشر خارج نطاق القانون». وشدد عريقات على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن للجميع هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين. ومع ذلك، تصر دولة الاحتلال على فرض حرب شاملة على الشعب الفلسطيني التي عجزت عن كسر إرادته من أجل الحصول على حريته. من جهته، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أن الفلسطينيين ماضون «في المقاومة الشعبية السلمية والنضال السياسي والقانوني، لحماية شعبنا والمنجزات الوطنية التي تحققت بعد عقود متصلة من النضال والألم والمعاناة، وعبر مسيرة طويلة من تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى». وحمل الحمد الله، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استمرار الاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه: «كونها تطلق العنان لهم ليمارسوا القتل وأعمال التنكيل ضد أبناء شعبنا، وخاصة الأطفال، ويعتدون على المتظاهرين العزل وعلى الطواقم الطبية والصحافية، إلى جانب مسؤوليتها عن تصاعد الجرائم وعمليات القتل التي يرتكبها الاحتلال بحق المواطنين في الضفة الغربية وغزة». في غضون ذلك، طالب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل روسيا بالضغط على إسرائيل لوقف «انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية». وعبر بوغدانوف عن انزعاجه مما يجري في الأراضي الفلسطينية، واعدا بأن تبذل روسيا جهودها في هذا الموضوع، وفق ما ذكر موقع الحركة.
مشاركة :