تواصل – وكالات: مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، تظهر على الأطفال أنواع مختلفة من العدوى الجلدية، والتي يعد مرض “الهربس” واحدا من أشهرها، خاصة مع عدم إدارك البعض لعوامل انتقال العدوى وخطورة حدوث مضاعفات للمرض قد تؤدي للوفاة. من جانبه يقول استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أحمد سعد الدين إبراهيم، إن الهربس مرض له نوعان معروفان، النوع رقم واحد يصاب به المريض وتظهر عليه قرح الفم، وتحدث العدوى به عن طريق التقبيل أو التنفس، والنوع الثاني يصاب به المريض ويظهر على شكل قرح في الأعضاء التناسلية. ويضيف الدكتور إبراهيم: “الأشهر في الأطفال حديثي الولادة هو النوع الثاني حيث تنتقل العدوى من الأم المصابة بالهربس عبر القرح الموجودة في أعضائها التناسلية والتي يمر عليها الطفل خلال الولادة ليصاب بالعدوى وتظهر عليه الأعراض بعد أيام من الولادة، وتكون على شكل عدوى عامة أو قرح في أجزاء مختلفة من الجسم، أو ارتفاع في درجات الحرارة”. ويرى الدكتور إبراهيم أن :”انتقال الهربس من النوع الأول عن طريق تقبيل الطفل لا يحدث كثيرا، لأنه من الصعب وجود شخص لديه قرح في الفم ويقدم على التقبيل، لكن هذه العدوى حتى لو كانت قليلة إلا أنها موجودة، وبعض الأشخاص يصابون بالفيروس دون ظهور أعراض عليهم ويسببون العدوى للطفل”. مضاعفات خطيرة ويشير الطبيب إبراهيم إلى أن المضاعفات التي يمكن أن يسببها فيروس الهربس من الممكن أن تصل لالتهابات على المخ والوفاة، لأنه من أشهر مسببات العدوى الفيروسية على المخ، وسواء كان المرض انتقل من الأم المصابة، أو عن طريق العدوى التنفسية فإنه يمكنه في الحالتين التسبب في التهاب على المخ، مبينا أن هذه المضاعفات ليست لها قاعدة معينة في حدوثها، لكن بشكل عام كلما كان الطفل ضعيف المناعة، أو ولد لأم لديها مشاكل صحية كبيرة، أو كان وزنه عند الولادة أقل من الطبيعي، وعمره الرحمي أقل، وتعرض لمضاعفات ولم يتم وضعه في الحضانة، فإن هذه العوامل تزيد من فرص العدوى وحدوث مضاعفات تصل للدم والمخ وتسبب مشاكل. ويبين أنه :”يجب حجز الطفل المصاب بالهربس في مكان به عزل، لأنه في بعض الحالات مضادات الفيروسات لا تؤخذ عن طريق الفم فقط، بل عن طريق الوريد بشكل مكثف مع أدوية أخرى لحماية الطفل وضمان عدم حدوث مضاعفات، مشددا على أن أي طفل عمره أقل من شهرين يصاب بهذه العدوى وتظهر عليه أعراض لا يسمح له بالعلاج في المنزل أو التعامل مع الموضوع ببساطة، كما أن ظهور أعراض مثل ارتفاع درجات الحرارة أو الكحة، تستوجب عزل الطفل في مكان مخصص لذلك بالمستشفى”. وحول كيفية التمييز بين القرح العادية وبين الهربس، يؤكد الدكتور إبراهيم أن التمييز صعب، ولا يمتلك الأم والأب الخبرة للكشف عن نوع العدوى والأفضل التوجه للطبيب لتشخيص الحالة بشكل دقيق، خاصة وأن هناك نوع من الطفح الجلدي المشهور لدى الأطفال المعروفة بالإكزيما، والتي يسهل على الطبيب تشخصيها بمجرد رؤيتها، فتكون عبارة عن نقط بيضاء أو حمراء على قاعدة حمراء في الجلد، وهي مشهورة بين الأطفال ولا تكون قرح وإنما حبوب، لكن وجود قرح على الجسم لا يجب التساهل معه”. ويبين إبراهيم أن الطفل بعد مرور أول أسبوع لا يكون في الأغلب قادرا على العدوى لأن المضادات الحيوية تمنع ذلك مثل أي عدوى أخرى، كالنزلات المعوية، أو التهابات الرئوية، مشيرا إلى أهمية تغطية القروح التي تظهر على الطفل من الشمس بشكل معين حتى لا تسبب تهيجها وزيادة آلام الطفل. طرق الوقاية وحول طرق الوقاية يقول الطبيب إنه في حالة النوع الثاني يجب فحص الأم جيدا للتأكد من عدم وجود عدوى تناسلية أو مشاكل لديها وفي حال وجود عدوى فإن الأفضل اللجوء للولادة القيصرية حتى لا يصاب مولودها بمشاكل، أما بالنسبة الوقاية من الإصابة بالعدوى التنفسية الصريحة تستلزم عدم اقتراب الأشخاص الغرباء من الطفل مسافة تقل عن متر، ولا يجب تقبيل الطفل والالتصاق به من جانب كل من يتعامل معه خاصة بالنسبة للأشخاص من خارج الأسرة، لأن لأمراض التنفسية يسهل انتقالها وانتشارها. ويتابع الطبيب أنه وفي حال شعور الأب أو الأم بأي أعراض تنفسية أو ارتفاع في درجات الحرارة يجب اخذ الاحتياطات لأن المرض قد لا يسبب أي قرح في البداية ويكون الشخص الحامل للفيروس معديا وبالتالي فإن التعامل مع هذا المرض بنفس قواعد كوفيد – 19 ويمنع على المصاب من أفراد الأسرة الاقتراب من الطفل أو تقبيله.
مشاركة :