صوت اتحاد سائقي القطارات في ألمانيا لصالح إضراب عام، احتجاجا على الرواتب. سيشمل الإضراب قطارات الركاب والشحن، ويبدأ الساعة السابعة من مساء اليوم الثلاثاء على أن ينتهي ظهر الجمعة. ويضيف هذا الإضراب للمتاعب التي يمر بها قطاع النقل عموما، بعد أشهر من الشلل بسبب جائحة كورونا. كما يأتي في ذروة عطلة الصيف في أوروبا، والتي ينتظرها الملايين بعد إجراءات الإغلاق التي ألغت غالبية مظاهر العطلة في الصيف الماضي. قال الخبير الاقتصادي ناجح العبيدي، في مقابلة مع "العربية"، إن هذه القضية تاريخية وترتبط بدور الطبقة العاملة في ألمانيا، مشيرا إلى الدور الكبير للنقابات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف العبيدي أن هناك درجة تنظيم عالية في مختلف القطاعات الاقتصادية، لافتا إلى التأثير الواضح بعد فشل المفاوضات بين نقابة سائقي القطارات ومؤسسة القطارات. وكشف أن قطاع نقل البضائع سيبدأ مساء اليوم الإضراب، يتبعه قطاع نقل الأفراد بساعات، وهذا يؤدي إلى مشاكل اقتصادية وحالة إرباك في عملية النقل نظرا أن الاقتصاد الألماني يعتمد بدرجة كبيرة على شبكة القطارات المنتشرة في جميه أنحاء ألمانيا. ورجح أن الأمور تتجه نحو التصعيد مع ميل مؤسسة القطارات إلى رفض أي شروط أو مطالبات تطالب بها النقابات. وأشار ناجح إلى أن هناك اتفاق حول نسبة ارتفاع الأجور 3.2% ولكن هناك خلافات حول الفترة التي تسري فيها هذه الزيادة، إذ تطالب النقابة بفترة قصيرة نسبيا لكي تفتح المجال في المستقبل للمطالبة برفع أخر في الأجور. ويري الخبير الاقتصادي أن الاضراب يأتي في ظل ظروف حرجة تمر بها شركة القطارات الألمانية بعد تكبدها خسائر بالمليارات نتيجة إلغاء عشرات الآلاف الرحلات نتيجة للإغلاق، هذا بالإضافة إلى كارثة الفيضانات الأخيرة التي ضربت ألمانيا التي ساهمت في تعطيل كثير من شركات الخطوط الحديدية غرب ألمانية. وأفاد بأن الاقتصاد الألماني يعتمد بشكل كبير على السكك الحديدية لنقل 20% من البضائع، وهذا يعطي النقابات قوة كبيرة.
مشاركة :