بررت عملاق الطاقة المتكاملة في العالم، شركة أرامكو السعودية في مؤتمرها الإعلامي العالمي، الذي عقدته أمس الاثنين عبر البث الإلكتروني، بحضور قادة الشركة، ونخبة المحللين والنقاد حول العالم، لمناقشة تفاصيل نتائجها المالية والتشغيلية، مبيعاتها القياسية للنصف الأول 2021، البالغة 330.056 مليار ريال (88.015 مليار دولار) قبل الضرائب، مرتفعة بنسبة تغير 85.9 % من 177.563 مليار ريال (47.350 مليار دولار) للعام الماضي، بسبب مواصلة سوق النفط الخام العالمية انتعاشها القوي في عام 2021، مدفوعة بانتعاش الطلب، لا سيما من الولايات المتحدة الأميركية والصين. في وقت، عكست هذه التوجهات الإيجابية في السوق تسارع وتيرة النشاط الاقتصادي في أسواق الطاقة الرئيسة، وتحسن التوقعات بشأن الطلب العالمي على الطاقة بوجه عام، مدعوماً بالتوسع التدريجي في حملات التطعيم ضد فيروس كورونا في مختلف البلدان. إلا أن الشركة نسبت السبب الأهم للمستوى العالي من المرونة والتميز التشغيلي لأرامكو السعودية، والتي مكنت من الاستفادة من ظروف السوق المواتية لتحقيق أرباح وتدفقات نقدية ملحوظة، ما مكن الشركة من الإعلان عن توزيعات أرباح قدرها 70.33 مليار ريال (18.76 مليار دولار) عن الربع الثاني، وفي الوقت ذاته، تتبع أرامكو السعودية نهجاً يتسم بدرجة عالية من الانضباط والمرونة فيما يتعلق بتخصيص رأس المال، وتتوقع أن يظل إنفاقها الرأسمالي لعام 2021 في حدود 131 مليار ريال (35 مليار دولار)، مقارنة مع 101 مليار ريال (26.9 مليار دولار) في عام 2020، وهو ما يبرهن على قدرة الشركة على تعديل برنامجها الرأسمالي بفضل قوة مركزها المالي، من أجل اقتناص فرص النمو في وقت يعاني فيه قطاع الطاقة شحاً في المشروعات الاستثمارية. متحصلات أهم الصفقة وبينت الشركة في الإجابة حول مدى تحسن محفظتها الاستثمارية، وقالت: وكجزء من برنامج تحسين محفظة الشركة لتحقيق القيمة وزيادة العائد للمساهمين، أتمت أرامكو السعودية صفقة للبنية التحتية بقيمة 46.5 مليار ريال (12.4 مليار دولار) في يونيو 2021. وتتضمن الصفقة بيع حصة ملكية مقدارها 49 % من شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام، وهي شركة تابعة لأرامكو السعودية، إلى ائتلاف من المستثمرين الدوليين يضم شركة "إي آي جي غلوبال إنرجي بارتنرز"، وشركة مبادلة للاستثمار. وكجزء من الصفقة قامت شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام بتأجير وإعادة استئجار شبكة أنابيب النفط الخام المركز لمدة 25 عاماً. ويوضح هذا الاتفاق ثقة المستثمرين في نظرة أرامكو السعودية على المدى البعيد، ومدى إقبال المستثمرين المؤسسين على الاستثمار في المملكة، وستستخدم المتحصلات النقدية من الصفقة لتنفيذ أغراض عامة في الشركة. تحسن الطاقة في حين أتاح تحسن معنويات سوق الطاقة لأرامكو السعودية فرصة لزيادة تحسين هيكلها الرأسمالي وإدارة السيولة، وفي شهر يونيو، نجحت الشركة في جمع 22.5 مليار ريال (6.0 مليارات دولار) من خلال أول إصدار تنفذه لسندات مالية دولية بالدولار الأميركي ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية في إطار برنامج الصكوك الدولية الذي أطلقته الشركة حديثاً، قد حقق الإصدار عملية اكتتاب قوية من مجموعة كبيرة من المستثمرين العالميين، في دلالة واضحة على القيمة الفريدة التي تقدمها أرامكو السعودية للمستثمرين، ومزيد من التنويع في مصادر التمويل، وتوسيع قاعدة مستثمريها، تم إدراج هذه الصكوك في السوق الرئيسة لبورصة لندن للأوراق المالية، وستستخدم المتحصلات النقدية من هذا الإصدار لتنفيذ أغراض عامة في الشركة. وكثر النقاش حول قطاع التنقيب والإنتاج، وأفادت أرامكو بأن المرونة التشغيلية العالية ما زالت هي السمة البارزة لقطاع التنقيب والإنتاج، وقد بلغ متوسط الإنتاج الإجمالي من المواد الهيدروكربونية في الربع الثاني 11.7 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، ويشمل هذا الرقم متوسط إنتاج النفط الخام البالغ 8.6 ملايين برميل في اليوم، ونجحت مساعي الشركة المستمرة لترشيد التكاليف في تعزيز مركزها المتقدم على منافسيها من حيث انخفاض تكلفة الإنتاج. حقول جديدة استعرضت أرامكو بالبث الإلكتروني مواصلتها تنفيذ خططها للنمو في قطاع التنقيب والإنتاج، وتتقدم في مشروعات متعددة لإطلاق إمكانات تحقيق القيمة للاحتياطيات الهيدروكربونية في المملكة، ومن أهم التطورات في قطاع التنقيب والإنتاج في الربع الثاني من عام 2021، نجاح الشركة في إنجاز وربط مشروعي زيادة إنتاج النفط الخام في عين دار وفزران، ويستهدف هذان المشروعان مكامن ثانوية تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية 175 ألف برميل في اليوم. بئرا البري والمرجان ومن منجزات التنقيب والإنتاج برامج زيادة إنتاج النفط الخام في حقل المرجان وحقل البري في المراحل النهائية من أعمال التصميم الهندسي، وأنشطة البناء مستمرة في التقدم، ومن المتوقع أن يضيف مشروع حقل المرجان 300 ألف برميل في اليوم، وسيضيف مشروع حقل البري 250 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2025، ويقترب برنامج تخزين الغاز في مكمن "الحوية عنيزة" من مرحلة التصميم الهندسي النهائية، مع استمرار أنشطة الشراء والبناء في التقدم، وقد تم تصميم البرنامج لتوفير ما يصل إلى 0.2 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز لإعادة ضخها في شبكة الغاز الرئيسة بحلول عام 2024. ما زال قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، وهو أحد أكبر قطاعات التكرير والبتروكيميائيات في العالم، يحقق قيمة إضافية من خلال تحسين مجموعة أعماله، تماشياً مع استراتيجيته طويلة المدى الهادفة إلى تحقيق المزيد من التكامل وتنويع الأعمال. وفي النصف الأول من عام 2021، استهلك قطاع التكرير والمعالجة والتسويق 44.0 % من إنتاج الشركة من النفط الخام (في مقابل 37.4 % في منتصف عام 2020). قيمة سابك الحقيقية ودار النقاش حول أهم التطورات في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في الربع الثاني من عام 2021 التي شملت وفي خطوة مهمة لتحقيق هدف أن تكون سابك بمثابة الذراع الكيميائي لمجموعة أرامكو السعودية، وأحد أهم الكيانات في المجموعة ولإضفاء قيمة إضافية من خلال التكامل، تعمل أرامكو السعودية على نقل مسؤوليات التسويق والبيع لعدد من منتجاتها من البتروكيميائيات والبوليمرات إلى سابك، إضافة إلى ذلك سيتم نقل مسؤولية الشراء وإعادة البيع لعدد من منتجات سابك إلى شركة أرامكو للتجارة. وشددت أرامكو على أن هذه التغييرات تهدف إلى تمكين سابك من التركيز على أعمال البوليمرات والمنتجات المشتقة، بينما تركز شركة أرامكو للتجارة على الوقود والمركبات العطرية والميثيل ثالثي بيوتيل إيثر، مما يسهم في رفع مستويات الكفاءة التشغيلية، وتعزيز العلامة التجارية للشركتين وتحسين القدرة التنافسية بشكل عام. وجارٍ العمل على تحقيق مزيد من التكامل والتعاون بين الجانبين، لا سيما في مجال المشتريات وسلسلة التوريد وتحسين اللقيم وتكامل خطوط الإنتاج والأعمال والصيانة. فيما تظل الشركة ملتزمة بالتحول العالمي في مجال الطاقة، وترى أن الطاقة المتجددة تمثل تكاملاً مع منتجاتها من الطاقة، بفضل الثروة الوفيرة التي حباها الله للمملكة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتعمل الشركة في الوقت الراهن على تقييم عدد من المشروعات التي يحتمل تنفيذها مع مجموعة من الشركاء للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. كما ألقى النقاش الضوء على نسبة موثوقية إمدادات الشركة في الربع الثاني التي بلغت 100.0 % مقابل (99.8 % للربع الثاني 2020) وذلك بفضل محافظتها على المرونة التشغيلية واستمرار تحسن الخدمات اللوجستية. تطوير منظومة الغاز تم تطوير عدة مشروعات بما فيها مشروع شبكة الغاز الرئيسة، فيما ارتفعت النفقات الرأسمالية الإجمالية للربع الثاني من عام 2021 بنسبة 79.7 % مقارنة مع الربع الثاني من العام الماضي من 4,125 مليارات ريال إلى 7,411 مليارات ريال. ويرجع ذلك في المقام الأول لتوحيد النفقات الرأسمالية لسابك، بالإضافة لمشروعات الغاز. تعمل أرامكو السعودية في مجال البحث والتنقيب والحفر واستخراج ومعالجة وصنع وتكرير وتسويق المواد الهيدروكربونية في المملكة ولديها حصص في مرافق تكرير وبتروكيميائيات وتوزيع وتسويق وتخزين خارج المملكة. يتم تأسيس قطاعات أرامكو التشغيلية على أساس تلك الأنشطة التي يتم تقييمها بشكل منتظم من قبل كبير الإداريين التنفيذيين الذي يعد متخذ القرارات التشغيلية الرئيس، والذي يراقب النتائج التشغيلية للقطاعات التشغيلية لأرامكو السعودية بشكل مستقل بغرض اتخاذ قرارات حول توزيع الموارد وتقييم الأداء. كما يتم تقييم أداء على الإيرادات والتكاليف ونطاق واسع من مؤشرات الأداء الرئيسة بالإضافة إلى ربحية القطاع. وركزت أرامكو في المناقشات على استبيان تنظيمها الجديد إلى وحدات أعمال بناء القطاع بناء على نوعية الأنشطة الرئيسة لأغراض إدارية، ولديها قطاعان كما في 30 يونيو 2021 يتم التقرير عنهما، وهما قطاع التنقيب والإنتاج وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، مع تجميع كافة وظائف الدعم الأخرى تحت قطاع الأعمال العامة، حيث تتضمن أنشطة قطاع التنقيب والإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي والتنقيب عن سوائل الغاز الطبيعي وتطوير وإنتاج الحقول. بينما تتضمن أنشطة قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، التي تشمل الآن عمليات سابك من تاريخ الاستحواذ، بشكل أساسي التكرير وتصنيع البتروكيميائيات والإمداد والتجارة والتوزيع وتوليد الطاقة والخدمات اللوجستية وتسويق النفط الخام والخدمات ذات الصلة للعملاء العالميين والمحليين، وتتضمن أنشطة قطاع الأعمال العامة بشكل رئيس خدمات الدعم بما في ذلك الموارد البشرية والمالية وتقنية المعلومات التي لم يتم تخصيصها لقطاعي "التنقيب والإنتاج" و"التكرير والمعالجة والتسويق"، وحيث تتم أسعار التحويل بين القطاعات التشغيلية وفقاً لشروط التعامل العادل وهي مماثلة للمعاملات مع أطراف أخرى. رأس المال الجريء وعززت أرامكو بثها الإلكتروني بشرائح عرض متنوعة تظهر مساهمات مختلف منها تواصل أرامكو السعودية دعمها لإقامة اقتصاد محلي مزدهر، لا سيما من خلال دورها الرائد في برنامج "شريك" التعاوني الجديد، وستسعى الشركة إلى المبادرة لتقديم الدعم والشراكة للشركات والمشروعات المحلية التي تسهم في النمو الاقتصادي والتنمية في المملكة والتي تتوافق مع استراتيجيات أعمال أرامكو السعودية، هذا بالإضافة إلى البرامج التي تنفذها الشركة حالياً لاستثمارات رأس المال الجريء في المراحل المبكرة، والتي تستهدف تطبيقات تقنية جديدة قد يتم استخدامها في أعمال الشركة أو قد يكون لها تأثير اقتصادي أوسع نطاقاً في المستقبل. الكربون الدائري أما بشأن منجزات الشركة بالاقتصاد الدائري للكربون وتبعاته على أعمالها، أبانت أرامكو بأنه تم التحقق عن طريق جهة خارجية مستقلة من حجم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناشئة عن أعمال قطاع التنقيب والإنتاج في الشركة النطاق1 والنطاق2 في عام 2020، ونتيجة لذلك فإن كثافة الانبعاثات الكربونية الناشئة تبلغ 10.6 كيلوغرامات من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل من مكافئ نفطي، مما يؤكد من جديد على ريادة أرامكو السعودية كواحدة من أقل الشركات في قطاع الطاقة للانبعاثات الكربونية الناشئة عن أعمال قطاع التنقيب والإنتاج. بلغ متوسط الإنتاج الإجمالي من المواد الهيدروكربونية في الربع الثاني 11.7 مليون برميل مكافئ نفطي م. أمين الناصر
مشاركة :