أشاد الفائزون في ملتقى «الرياض المسرحي للعروض المبتكرة» الذي نظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، بدور الملتقى في تنشيط وتطوير الحياة المسرحية من خلال تقديم عروض ذات معالجة فنية متميزة، ذات طابع لا يخلو من التجديد وكسر الأسلوب السائد في العروض المسرحية، وأكدوا أن الملتقى يسهم في دعم وتشجيع التجارب المسرحية واكتشاف المواهب، ومواكبة الأساليب الفنية والتقنية والترويج للحركة المسرحية.تحفيز الفرققال مدير عام الملتقى خالد الباز: شهد الملتقى عروضًا ذات طابع لا يخلو من التجديد وكسر الأسلوب السائد والمعروف في العروض المسرحية أو ما يُعرف بالعلبة الإيطالية، وحرصت الجمعية على تفعيل أهداف الملتقى، وتحفيز الفرق المسرحية الشابة على تقديم عروض مبتكرة وإبداعية، من خلال إيجاد جو تنافسي بين المشاركين، والإسهام في تطوير هذه العروض وإثراء ودفع الحركة المسرحية، واكتشاف وإبراز المواهب على مستوى التمثيل والإخراج والنص، ودعم الطاقات المميزة والمواهب من الشباب والشابات وتمكينهم لتبادل الخبرات والتجارب، وأشير إلى أن هذه الدورة سُميت باسم أحد رموز المسرح وهو الفنان الكبير «محمد الطويان»، تقديرًا وترسيخًا لدوره الكبير والرائد في خدمة المسرح السعودي، وأقدم شكري الخاص للجنة التحكيم برئاسة سمعان العاني ود. تهاني الغريبي وعبدالرحمن الرقراق. تحدٍ فنيأما تركي باعيسى الفائز بجائزة أفضل إخراج عن مسرحية «صخب بلا صوت»، فقال: الملتقى دعّم كل عناصر العرض المسرحي في مجال الكتابة والتمثيل والسينوغرافيا والإخراج، وارتكزت فكرته على الابتكار في جميع هذه العناصر، وكان هذا هو التحدي الذي دفعني للمشاركة مع فريقي المسرحي في المهرجان، وأوجه خالص شكري وتقديري إلى جمعية الثقافة والفنون بالرياض وكل القائمين على الملتقى؛ على إتاحة الفرصة لي للمشاركة، وأشكر فريقي المسرحي الذي ساعدني على ظهور المسرحية بأفضل صورة، وأسهموا في حصول فريقنا على ثلاث جوائز في الملتقى، وهي: أفضل ممثلة دور ثاني وأفضل سينوغرافيا وأفضل إخراج، مع خالص شكري وامتناني لكل من دعمني وساندني.تطوير المسرحوأضاف: الإخراج شأنه شأن بقية عناصر العرض المسرحي، يحتاج إلى التطوير والخروج من مرحلة الهواية إلى الاحتراف، ونجاح أي نص مسرحي يعود إلى اختيار نص مميز يحمل فكرة ملهمة يستطيع المخرج إخراجها للنور وعرضها أمام الجمهور، واختيار ممثلين وممثلات لديهم الشغف والحب للمسرح وداخلهم موهبة حقيقية، كما أحرص دائمًا على عقد ورشة عمل مسرحية في بداية كل عرض أقوم بإخراجه تضم كل طاقم العمل، نقرأ فيها النص ونسبر أغواره ونفهم فكرته ورسالته إلى أن أصل في داخلي كمخرج وأصل بفريقي من الممثلين إلى التشبع بالنص والإيمان بفكرته، وبعد الوصول إلى هذه المرحلة أقوم على تقنيات الممثل صوته وجسده وكل تعبيراته؛ كي يشعر بالنص ويجسد كل كلمة يقولها، ويتعامل مع جسده كأنه آلته التي احترف العزف عليها، وذلك يساعدني بالطبع في تكوين رؤية إخراجية مناسبة من خلال استخدام الإضاءة المناسبة وفق ما يتوافق مع الدلالات النفسية للمشهد، وإضافة الموسيقى المناسبة والتشكيل والتجسيد الأدائي للمثلين الذي يرتقي بالعرض ويصل إلى وجدان الجمهور.مستقبل كبيروقال المخرج منذر النغيص الفائز بجائزة أفضل عرض عن مسرحية «جريمة لم تحدث»: أحمد الله على توفيقه أن اكرمني بالفوز بالجائزة الكبرى للملتقى، وقبلها جائزة الرضا العام من قبل الجمهور والمتابعين، وهذا يكفي لأقول إن العرض متفوق ولكنه ما زال يحتاج إلى تطوير، وأداء الممثلين كمبتدئين تفوق على أداء ممثلين محترفين، وينتظرهم مستقبل كبير.وتمنى النغيص المزيد من الدعم للمسرح؛ كون جهود المسرحيين تسير ببطء، وأضاف: كما أننا ننتظر الدفعة القوية والقادمة من وزارة الثقافة متمثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية، والتي يعول عليها المسرحيون لجعل المسيرة تكون أسرع مما هي عليه. الارتقاء بالمشاهدفيما قالت الفنانة ماسة السوقي الفائزة بأفضل ممثلة دور ثان عن مسرحية «صخب بلا صوت» أديت في المسرحية دور «آمنة» المحبة المتألمة والمتعلقة بزوجها كبير الصيادين، التي تحاول إقناع الزوج العنيد بالتراجع عن مواقفه الجبارة، وبفضل من الله توافرت لي البيئة المحيطة الداعمة من فريق التمثيل والمخرج، وأخذت التدريبات على محمل الجد والعشق، ما دفعنا إلى التفكير في أدق تفاصيل الشخصيات والالتزام بالملاحظات الإخراجية، والاجتهاد في البحث والقراءة واستنتاج نقاط الضعف على المسرح، وتطوير الأدوات إلى مستوى يرقى بالمشاهد ويحترمه.وأضافت: أفخر بجهود المملكة بإنشاء المعاهد لتقوية ورفع مستوى المواهب المسرحية، وأيضا أدعم السيدات الشغوفات بالمسرح خاصة والفنون عامة وأشد على أيديهن.حراك ناجح وأشار المؤلف فيصل الطواشي الفائز بأفضل نص عن مسرحية «أمنيات» إلى أن المسرح يمثل جزءًا مهمًا من الحراك الثقافي، وأن هذه الملتقيات تسهم في صناعة جيل مثقف وفق رؤية 2030.وأضاف: جميع النصوص دُعمت بشكل جيد من المهرجان، بالرغم من أن النقد كان قاسيًا في بعض الأحيان، وأتمنى من جميع المؤلفين الأخذ بهذا النقد للتطور والارتقاء بالنصوص التي يمكن أن تتحدث من أكثر من منظور، فكل شخصية لها منظور والجمهور هو من يقرر أي منظور هو الحقيقي والصحيح، والقصة تطرح تساؤلات كثيرة غير مجابة والمشاهد هو من يجيب عنها، والأهم أن المهرجان كان للابتكار، وأعتقد أن نص «أمنيات» حقق الابتكار المطلوب.العروض اتسمت بالتجديد والابتعاد عن الأفكار المعلبة
مشاركة :