دبي – الوكالات: اختار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دبلوماسيا مناهضا للغرب وزيرا للخارجية أمس بينما تسعى ايران والقوى العالمية الست لاحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وقدم رئيسي تشكيلته الحكومية للبرلمان لإقرارها خلال تصويت بالثقة واختار حسين أمير عبد اللهيان وزيرا للخارجية وجواد أوجي وهو نائب سابق لوزير النفط والعضو المنتدب للشركة الوطنية الايرانية للغاز وزيرا للنفط. وقال مفاوض نووي طلب عدم ذكر اسمه «أمير عبد اللهيان دبلوماسي متشدد... إذا ظلت وزارة الخارجية مسؤولة عن ملف ايران النووي فمن الواضح أن طهران ستتبنى موقفا متشددا للغاية في المحادثات». وتشير تقارير في وسائل اعلام ايرانية شبه رسمية الى أن المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الذي يتبع الزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي مباشرة سيتولى المفاوضات النووية في فيينا بدلا من وزارة الخارجية التي كان يقودها معتدلون نسبيا خلال حكم روحاني. وتجري ايران وست قوى عالمية محادثات منذ التاسع من أبريل لاحياء الاتفاق النووي الذي تخلت عنه الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات عندما عاودت ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب فرض عقوبات قوّضت الاقتصاد الايراني عبر تقليص صادرات النفط. ويعتقد بأن أمير عبد اللهيان له صلات وثيقة بالحرس الثوري الايراني وجماعة حزب الله اللبنانية وغيرها من الجماعات المتحالفة مع ايران في أنحاء الشرق الاوسط. وقال مسؤول إيراني سابق «يظهر اختيار رئيسي أنه يولي أهمية لقضايا إقليمية في سياسته الخارجية». وشغل أمير عبداللهيان منصب سفير بلاده لدى البحرين كما كان نائبا لوزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية بين عامي 2011 و2016. وعمل أيضا نائبا لرئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الايرانية في بغداد بين 1997 و2001. ومن غير المتوقع أن يغير البرلمان الذي يسيطر عليه غلاة المحافظين اختيارات رئيسي للمناصب الوزارية الحساسة مثل الشؤون الخارجية والنفط نظرا لان الرئيس يختارهم بموافقة الزعيم الأعلى خامنئي. وتعد سلطات الرئيس المنتخب محدودة في ايران مقارنة بسلطات الزعيم الاعلى وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة ويعين رئيس السلطة القضائية ويقرر السياسات الرئيسية للجمهورية الاسلامية. وعلى الرغم من أنه تحدث عن حقوق المرأة خلال حملته الانتخابية، فإن رئيسي لم يختر أي امرأة في حكومته. واختار رئيسي العديد من قادة الحرس الثوري لشغل مناصب وزارية في حكومته منهم وزير الدفاع السابق وقائد فيلق القدس أحمد وحيدي لتولي وزارة الداخلية. واختار رئيسي وزير النفط السابق رستم قاسمي وهو أيضا قائد بالحرس الثوري وزيرا للطرق والتنمية الحضرية.
مشاركة :