طالبان تسيطر على مدينة مزار شريف

  • 8/14/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كابول– سيطر مقاتلو طالبان مساء السبت على مزار شريف، آخر كبرى مدن شمال أفغانستان التي كانت تسيطر عليها القوات الحكومية، ليصبح الطريق إلى كابول سالكا في وقت تعلو فيه الأصوات الدولية محذرة من عودة قوية لطالبان تهدد أفغانستان والمنطقة. وتأتي سيطرة طالبان على مزار شريف بعد أيام قليلة من زيارة قام بها الرئيس الأفغاني أشرف غني لتحفيز قواته على كبح تقدم مسلحي حركة طالبان. وتحدث الرئيس الأفغاني مع الرجل القوي في مزار شريف عطا محمد نور، وزعيم الحرب المعروف عبد الرشيد دوستم بشأن الدفاع عن المدينة لكن فشل في تحقيق ذلك حيث نقلت وكالة فرناس برس عن شهود عيان من أهالي المدينة أن طالبان دخلتها "من دون مقاومة تذكر".   وتحمل مزار شريف رمزية في تاريخ طالبان، وعموم ولايات الشمال ككل، وهذا ما يفسر الزحف السريع والمحكم الذي قامت به الحركة في الأقاليم الشمالية فيما العالم منشغل بوبائه وحرائقه وتغيراته المناخية وأيضا غير مستوعب لهذا التقدم السريع والمفاجئ. عندما بدأت حرب إسقاط طالبان إثر تفجيرات 11 سبتمبر، كان الشمال نقطة الانطلاق. وشارك  "تحالف الشمال" في الحرب التي قادها التحالف الدولي وانتهت بسقوط حكم طالبان وتحولها إلى خوض حرب عصابات ضد الحكومة المركزية الأفغانية والقوة الدولية لدعم الأمن (إيساف). وقال عتيق الله غيور الذي يقيم في جوار المسجد الأزرق الشهير في مزار شريف إن متمردي طالبان “يحتفلون على آلياتهم ودراجاتهم النارية مطلقين النار في الهواء”، لافتا إلى أن القوات الأفغانية انسحبت من المدينة. بالتزامن مع مزار شريف، سيطرت طالبان على عاصمتين لولايتين أخريين وهما اسعد أباد عاصمة ولاية كونار وجرديز عاصمة ولاية باكتيا جنوب شرقي البلاد . وفي كلتا الولايتين قوات الأمن وغادر المسؤولون الحكوميون دون مقاومة. وقال عضو البرلمان يار باز حميدي إن طالبان استولت أولا على السجن في المدينة وأطلقت سراح السجناء. وأضاف أنه من ثم، ولتجنب سقوط ضحايا مدنيين، تراجعت قوات الأمن إلى قاعدة للجيش وسيطرت طالبان على المنشآت الحكومية. وتسيطر حركة طالبان الآن على 21 عاصمة من عواصم الولايات البالغ عددها 34 ولاية. ومع تقدم طالبان باتجاه مشارف كابول، تعهّد الرئيس الأفغاني بـ"إعادة تعبئة" لكن الأفغان يبدون مخاوفهم مما قد تحمله الأيام المقبلة على وقع التقدم السريع للمتمردين. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن غني قوله في خطاب متلفز إلى الأمة يوم السبت أنه يجري محادثات مع زعماء العالم لبحث الوضع في البلاد. ولم يقدم غني سوى تفاصيل ضئيلة، حيث أنه لم يوضح على الفور ما طبيعة المساعدات التي يتوقعها من الغرب ومن جيرانه الإقليميين. وكانت معظم القوات الأجنبية قد انسحبت بالفعل من البلاد ومن المقرر أن تغادر القوات الباقية بحلول 31 أغسطس الجاري. في غضون ذلك، وصلت مجموعة من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) إلى كابول ضمن عملية انتشار تهدف إلى تأمين إجلاء موظفي السفارة الأمريكية وحلفاء أفغان للولايات المتحدة. وذكرت بلومبرغ أن عناصر المارينز الذين وصلوا السبت هم ضمن ثلاثة آلاف جندي يتوقع وصولهم الأحد. وأضافت أن عملية نقل الموظفين جوا قد تستغرق حتى نهاي هذا الشهر أو ربما أطول من ذلك. وسيطرت طالبان على معظم شمال وغرب وجنوب أفغانستان وتقاتل الآن القوات الحكومية، على بعد 11 كيلومترا فقط، جنوب العاصمة، كابول. وتهدد الأزمة بأن تمتد إلى خارج حدود البلاد وتسبب في موجات من اللاجئين إلى دول مجاورة وبعيدة مثل أوروبا. الدوحة - قالت قطر إنها حثت حركة طالبان على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في أفغانستان، وذلك خلال اجتماع عقد في الدوحة بين وزير الخارجية القطري ورئيس المكتب السياسي لحركة طالبان اليوم السبت. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان على موقعها على الإنترنت إن وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر "لمتابعة مفاوضات السلام الجارية في الدوحة". وأضافت "حث وزير الخارجية خلال الاجتماع طالبان على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار". واستقبلت قطر جولات من الحوار بين الأميركيين والحكومة الأفغانية من جهة وحركة طالبان تم خلالها التوصل الى اتفاقات لم تلتزم بها الحركة المتشددة التي استغلت الانسحاب الاميركي لشن حرب عشواء استعادت من خلالها عددا من المدن متقدمة نحو العاصمة كابول. وتعتبر هذه النتيجة وفق خبراء إخفاقا لقطر وبيانا لعدم قدرتها على الضغط على طالبان لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خاصة من حيث حماية المناطق المدنية والمدن الآهلة حيث تعمل الحركة الطالبانية على استرجاعها واحدة تلوى الأخرى. وتمكنت طالبان من استرجاع عدد كبير من عواصم الولايات حيث تشير تقديرات الجمعة بأنها تمكنت من السيطرة على جل المعابر الحدودية وان دخولها الى كابل بات أمرا وشيكا ومسالة وقت. ويرى مراقبون ان الدوحة وواشنطن تنكرتا للحكومة الأفغانية حيث لم تنفذ القوات الجوية ضربات قوية لردع مسلحي الحركة المتمردة بل سعى البنتاغون عوض ذلك إلى إجلاء جنوده ودبلوماسييه العاملين هناك. كما تشير التطورات الاخيرة ان طالبان استغلت تلك المفاوضات للمناورة فقط وانها كانت تسعى منذ البداية للحسم العسكري مهما كانت التكاليف وانها كانت تنتظر انسحاب القوات الاجنبية. ويبدو ان موقف الدوحة هو تبرئة ذمة على المستوى الدولي خاصة وان علاقات قطر مع الحركة المتطرفة تعود لاكثر من عقدين. والتقى مبعوثون من الولايات المتحدة والصين وباكستان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وآخرين بممثلي طالبان ومسؤولين حكوميين أفغان يوم الخميس في الدوحة. وجدد البيان تأكيد أن العواصم الأجنبية لن تعترف بأي حكومة في أفغانستان "يتم فرضها من خلال استخدام القوة العسكرية". لكن هذا القرار سيظل حبرا على ورق خاصة وان حركة طالبان باتت تفرض أجنداتها بقوة السلاح وأصبحت تسيطر على النسبة الأكبر من مساحة أفغانستان. ولا يمكن لقطر ان تبرر تنكر حركة طالبان لما تم الاتفاق عليه في المباحثات السابقة اذ يرى مراقبون ان الدوحة لا تمارس الضغوط الكافية في هذا الجانب.

مشاركة :