واشنطن - قالت ثلاثة مصادر دبلوماسية الأحد إن من المرجح اختيار علي أحمد جلالي، الأكاديمي المقيم في الولايات المتحدة ووزير الداخلية السابق، لرئاسة حكومة مؤقتة في أفغانستان. جاء ذلك في الوقت الذي احتشد فيه مقاتلو حركة طالبان حول العاصمة كابول وطالبوا الحكومة الافغانية المدعومة من الولايات المتحدة بتسليم السلطة سلميا. قال عبد الستار ميرزاكوال القائم بأعمال وزير الداخلية في خطاب بثه التلفزيون إن انتقالا سلميا للسلطة سيتم لكن لم يتم تأكيد أي تفاصيل بعد. وقالت المصادر الدبلوماسية، بحسب وكالة رويترز للأنباء، إنه لم يتضح بعد إن كانت طالبان قد وافقت بشكل نهائي على تعيين جلالي لكنه يعتبر شخصية وسطية مقبولة للإشراف على تسليم السلطة. من جهته، طلب الرئيس الأفغاني أشرف غني الأحد من قوات الأمن ضمان "سلامة جميع المواطنين" والحفاظ على النظام العام في كابول. واضاف الرئيس في رسالة عبر مقطع فيديو أُرسل إلى الصحافة "إنها مسؤوليتنا وسنفعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة. سيتمّ التعامل بالقوة مع أي جهة تفكر في إثارة الفوضى أو النهب". وسيطر المتمردون الأحد على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان بدون أن يواجهوا أي مقاومة، بعد ساعات من استيلائهم على مزار شريف، رابع أكبر مدينة أفغانية وكبرى مدن شمال البلاد. وتمكنت طالبان التي بدأت هجومها في أيار/مايو مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأميركية والأجنبية، من السيطرة خلال عشرة أيام فقط على غالبية البلاد. وتبدو الهزيمة كاملة للقوات الأفغانية رغم إنفاق الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات عليها منذ عقدين، ولحكومة الرئيس غني الذي يبدو الآن أنه مجبر على الاستسلام والاستقالة. وازاء انهيار الجيش الأفغاني، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رفع عديد القوات الأميركية المرسلة إلى مطار كابول للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان تعاملوا مع الولايات المتحدة إلى خمسة آلاف عنصر. وتقدر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بحوالي 30 ألفا عدد الأشخاص الذين يتحتم إجلاؤهم بحلول 31 آب/أغسطس، مع انتهاء المهلة التي حددها بايدن لاستكمال الانسحاب من هذا البلد. ويخشى كثير من الأفغان المعتادين على الحرية التي تمتعوا بها في السنوات العشرين الماضية، وخصوصا النساء، عودة طالبان إلى السلطة. فعندما حكمت البلاد بين 1996 و2001 قبل أن يطردها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من السلطة، فرضت طالبان رؤيتها المتطرفة للشريعة الإسلامية. فمنعت النساء من الخروج بدون محرم ومن العمل. كما منعت تعليم البنات وكانت النساء اللواتي يتّهمن بالزنا يتعرضن للجلد والرجم. غير أن طالبان الحريصة اليوم على إظهار صورة أكثر اعتدالاً، تعهدت مرارا إذا عادت إلى السلطة باحترام حقوق الإنسان، خاصة حقوق المرأة، بما يتوافق مع "القيم الإسلامية". لكن في المناطق التي سيطروا عليها مؤخرا، اتهم عناصر طالبان بارتكاب العديد من الفظائع، من قتل مدنيين وقطع رؤوس وخطف مراهقات لتزويجهنّ بالقوة.
مشاركة :