في ذكرى غازي القصيبي

  • 8/16/2021
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

في الخامس من رمضان عام 1431هـ الموافق للخامس عشر من أغسطس عام 2010م نعى الديوان الملكي وفاة معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي بعد معاناة مع المرض، قبل أيام مرت الذكرى الحادية عشر لرحيله يرحمه الله ومع كل ذكرى تتجدد مواقف الفقيد ومآثره. لقد شكّل غازي الذي وُلد في الهفوف لأب نجدي وأم حجازية تنوعاً جميلاً كجمال تنوع مملكتنا الحبيبة كما وساهمت نشأته في البحرين ثم دراسته الجامعية في القاهرة وبعد ذلك نيله للماجستير من الولايات المتحدة ثم الدكتوراه من بريطانيا ساهمت في تكوين شخصيته المميزة من واقع التجارب التي مرّ بها. رغم نبوغه في تحصيله الدراسي إلا أنه وبكل تواضع أكد في كتابه (حياة في الإدارة) بأنه لم يكن في أي فترة من حياته الدراسية طالباً مثالياً يعكف على الدراسة آناء الليل وأطراف النهار بل كان يبذل الجهد المطلوب لا أكثر ولا أقل ولم يكن للمنافسة دور في تحديد هذا الجهد، ثم يمضي النبيل غازي قائلا بأن رغبته في إتقان ما يقوم به من عمل لم تكن مطلقاً لأجل التفوق على أي إنسان آخر فقد كان يرى بأن هذا العالم يتسع لكل الناجحين مهما بلغ عددهم وأن النجاح الذي لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر. كل من قرأ كتاب الدكتور غازي (حياة في الإدارة) يدرك حجم الفوائد الجمّة التي أوردها بعد كل موقف حصل له في كل مكان تولى مسؤوليته على هيئة ملخّص لتلك التجربة ببضع كلمات، ومنها على سبيل المثال: "لا تذهب إلى عمل جديد إلا بعد أن تعرف كل ما يمكن معرفته عنه"، "اختبر الخدمة التي يقدمها الجهاز بنفسك"، "لقاء شخصي واحد قد يحقق ما لا تستطيع عشرات المراسلات الرسمية تحقيقه" وغيرها كثير، ومن هذا المنطلق اقترح على شركات النشر والتوزيع بعد الحصول على الموافقات اللازمة تبنّي تلخيص تلك النصائح الإدارية وترتيبها في كتيب صغير بحجم كف اليد ليتم توزيعه أو بيعه على القطاعات الحكومية والقطاع الخاص لأجل تقديمه لكل المديرين ورؤساء الأقسام ومن في حكمهم -خصوصا الجدد منهم- لتكون نبراساً لهم في عملهم. رحم الله أبا سهيل وجمعنا به في جنات النعيم.

مشاركة :