إيران تغازل طالبان وسط مخاوف من موجة نزوح

  • 8/16/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاثنين أن بلاده "تعتقد أن السلطة الناتجة عن إرادة الشعب الأفغاني المظلوم هي مصدر للأمن والاستقرار" في أفغانستان التي وصفها بأنها دولة "جارة وشقيقة"، فيما تبدو رسالة مغازلة لحركة طالبان التي سيطرت تقريبا على أفغانستان. ورأى أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان هو "هزيمة" يجب أن تشكل فرصة لتحقيق "سلام مستدام" لدى الجارة الشرقية للجمهورية الإسلامية، وفق بيان نشره الموقع الالكتروني للرئاسة. وقال إن "الهزيمة العسكرية وخروج الولايات المتحدة من أفغانستان يجب أن تتحول إلى مناسبة لإعادة الحياة والأمن والسلام المستدام في هذا البلد"، وذلك غداة سيطرة حركة طالبان على البلاد في ظل انهيار القوات الحكومية وفرار الرئيس أشرف غني، مع قرب انجاز انسحاب القوات الأميركية بعد تواجد استمر 20 عاما. ولم يذكر البيان الرئاسي بشكل مباشر حركة طالبان أو سيطرتها على مختلف أنحاء البلاد خلال الفترة الماضية، وصولا إلى دخولها كابول الأحد. لكنه نقل عن رئيسي تأكيده أن بلاده "ترصد بانتباه التطورات في أفغانستان"، وتولي أهمية لعلاقات "حسن الجوار" مع جارتها التي تتشارك وإياها حدودا بطول أكثر من 900 كلم. وأشار البيان إلى أن رئيسي رجل الدين المحافظ المتشدد الذي تولى منصبه مطلع أغسطس/اب الحالي، طلب من وزير الخارجية محمد جواد ظريف وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، رفع تقارير دورية إليه عن تطورات الأوضاع في أفغانستان. وما انفكت إيران تطالب بانسحاب عدوتها اللدودة الولايات المتحدة من أفغانستان وإنهاء "احتلالها" للبلاد التي تتواجد فيها منذ العام 2001، مؤكدة أن حل النزاع في البلاد لا يمكن أن يتم سوى عبر حوار سياسي. واستضافت في يوليو/تموز الماضي لقاء بين ممثلين للحكومة الأفغانية وحركة طالبان، ودعتهم لاتخاذ "قرارات صعبة" من أجل مستقبل البلاد. ويرى محللون أن إيران القلقة من الوضع المضطرب في أفغانستان، جارتها الشرقية التي تتشارك معها حدودا بطول أكثر من 900 كلم، تتبنى مقاربة براغماتية، لا سيما حيال حركة طالبان. كما تخشى الجمهورية الإسلامية التي تستضيف منذ أعوام على أرضها أكثر من 3.46 ملايين أفغاني، وفق المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، موجة نزوح جديدة على حدودها الشرقية. وأعلنت الخارجية الإيرانية في بيان الاثنين أن الوزير ظريف استقبل المبعوث الصيني الخاص للشؤون الأفغانية يو تشياويونغ وبحث معه "آخر التطورات على الساحة الأفغانية". واعتبر ظريف، وفق البيان "قضية النازحين في التطورات الأخيرة ونزوحهم إلى دول الجوار، (هي) أحد أهم وأكثر القضايا الضرورية المنبثقة عن تطورات أفغانستان والتي تحتاج إلى اهتمام جاد خاصة في ظل ظروف وباء ورونا" الذي تعد إيران الأكثر تأثرا به في الشرق الأوسط. ولم يوضح ظريف ما إذا كانت أعداد كبيرة من اللاجئين الأفغان عبرت الحدود إلى الأراضي الإيرانية في الفترة الماضية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن حسين قاسمي المدير العام لشؤون الحدود في وزارة الداخلية الإيرانية، قوله الأحد إن الجمهورية الإسلامية استعدت "منذ شهرين لاحتمال وصول موجة من النازحين" وأعدت ثلاثة مخيمات لاستقبالهم مؤقتا في المحافظات الحدودية، هي خراسان الرضوية وخراسان الجنوبية وسيستان-بلوشستان. ولم يحدد قاسمي ما إذا كانت المخيمات تستضيف نازحين حاليا، مشيرا إلى أن الهدف سيكون استضافة هؤلاء "وإعادتهم إلى بلادهم حين تتحسن الظروف". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال الأحد إن بلاده "تواجه موجة هجرة متزايدة من الأفغان الذين يعبرون إيران" من دون تفاصيل إضافية، مؤكدا بذل جهود "للسماح بعودة الاستقرار إلى المنطقة، بدءا من أفغانستان". وأعلنت طهران الأحد تقليص عدد دبلوماسييها في أفغانستان، لكن بشكل لا يؤثر على مواصلة "النشاطات الأساسية" لسفارتها في كابول. وأكد المتحدث باسم منظمة الطيران المدني محمد حسن ذيبخش، "تعليق جميع الرحلات الإيرانية من وإلى مطار العاصمة الأفغانية كابول" حتى إشعار آخر، وفق ما نقلت "إرنا" الاثنين.

مشاركة :