صنعاء، الرياض (الاتحاد، د ب أ) شن طيران التحالف العربي، أمس الاثنين، غارات على مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في العاصمة صنعاء والعديد من مدن اليمن. واستهدفت الغارات على صنعاء معسكر ألوية الصواريخ طويلة المدى في منطقة «فج عطان» جنوب غرب العاصمة، إضافة إلى المجمع الرئاسي ومعسكر «النهدين» القريب في القطاع الجنوبي. كما طال القصف الجوي معسكر «ضبوه» التابع للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح ويتموضع في «حزيز» الضاحية الجنوبية للعاصمة اليمنية. وهزت انفجارات عنيفة ناجمة عن الغارات جنوب صنعاء حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من المواقع المستهدفة. ونفذ طيران التحالف العربي أكثر من عشر غارات على مواقع المتمردين الحوثيين وحلفائهم في محافظة مأرب شرق البلاد. وقال سكان لـ«الاتحاد» ان الغارات استهدفت تجمعات المتمردين في منطقة «أنشر» و«وادي حباب» في بلدة «صرواح» الواقعة غرب مأرب ومتاخمة للعاصمة صنعاء، مشيرين إلى أن القصف أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الحوثيين وتدمير مركبتين تابعتين لهم. وأصابت غارة منزل وجيه قبلي موالٍ للمتمردين في «صرواح» حيث تواصل قوات الشرعية المدعومة من التحالف تقدمها لدحر الحوثيين وقوات صالح من البلدة والاقتراب من العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ أواخر سبتمبر 2014. كما استهدفت الضربات الجوية المستمرة منذ سبعة شهور محافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين في شمال البلاد على الحدود مع السعودية. وتركز القصف الجوي على منطقة «جمعة بن فاضل» في بلدة «حيدان» المحاذية للسعودية. وقصفت مقاتلات التحالف أيضاً مواقع تابعة لمتمردي الحوثي وصالح في ميناء المخاء على البحر الأحمر غرب محافظة تعز (جنوب غرب) التي تشهد معارك عنيفة منذ أبريل. وأعلنت المقاومة الشعبية في تعز، أمس، مقتل 9 متمردين وجرح 15 آخرين في مواجهات وغارات للتحالف للعربي في غضون 24 ساعة ماضية. وتمكنت القوات السعودية من قتل 13 حوثياً بعد اشتباك معهم في جبل رزاح قبالة الحرث في منطقة جازان الحدودية مع اليمن. كشف قائد حرس الحدود السعودي في منطقة عسير اللواء سفر الغامدي عن أن القوات السعودية تمكنت من أسْر المئات من ميليشيا «الحوثي والمخلوع من خلال عمليات الالتفاف على العدو ومحاصرته واستسلام العديد منهم». وأَضاف الغامدي في تصريحات لصحيفة «المدينة السعودية»، أمس، انه بإمكان القوات السعودية التوغل لأكثر من 100 كم، لكنهم يحجمون عن ذلك لأن مهمتهم تنحصر في «تأمين حدود السعودية من المساس بشبر منها». وقال اللواء الغامدي إن مجاميع من الحوثيين تقوم بـ «هجمات مستميتة هدفها الكسب الإعلامي ورفع معنويات أفرادهم». وتتواصل معارك مستمرة على الحدود اليمنية السعودية بين ميليشيا الحوثيين وصالح والقوات السعودية، منذ بدء عمليات عاصفة الحزم في مارس من العام الجاري. من جانب أخر، أكدت مصادر أمنية يمنية أمس وصول دفعة جديدة من قوات الجيش السوداني إلى محافظة عدن جنوبي اليمن. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «إن نحو 400 جندي من الجيش السوداني مدعومين بآليات عسكرية وصلوا إلى عدن للمشاركة في عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية». وأوضحت المصادر أن تلك القوات ستساهم في عمليات حفظ الأمن في مدينة عدن، إلى جانب قوات التحالف. وكانت دفعة أولى للقوات السودانية تقدر بنحو 300 جندي، حسب المصادر، قد وصلت السبت إلى ميناء الزيت في مدينة عدن. وقال وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عوض أحمد بن عوف، في حديث لصحيفة «الوطن» السعودية، نشرته أمس: «إن الجنود الذين وصلوا عدن يشكلون الدفعة الثانية من القوة التي تعهدت الخرطوم بإرسالها للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي، وهناك 6 آلاف مقاتل من قوات الصاعقة والقوات البرية وقوات النخبة على أتم الاستعداد للمشاركة، متى ما طلبت قيادة التحالف». وأضاف: «إن السودان على الاستعداد للوفاء بالتعهد الذي قدمه للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بتقديم كل ما يطلب منه، لمساعدة الحكومة الشرعية على استعادة البلاد من التمرد الحوثي»، مشيراً إلى «أنه إذا استلزم الأمر المزيد من القوات والمساهمة العسكرية، فنحن على أتم استعداد لأي تطورات». وأكد أن القوات التي وصلت إلى ميناء الزيت بالبريقة، بمحافظة عدن، مجهزة بكل ما تحتاجه من أسلحة وآليات وأدوات اتصال، كما تم دعمها بالمدرعات من طراز BTR70- وآليات عسكرية أخرى. وكان المتحدث باسم قوات التحالف، العميد أحمد عسيري، قد أكد أن القوات السودانية، «تمثل قيمة مضافة إلى قوات التحالف على الأرض»، مضيفاً: «إنها قوات خاصة مدرعة ومدربة على العمليات المطلوبة منها»، مشيراً إلى أن إعادة بناء أجهزة الدولة وفرض هيمنتها وسيطرتها، تحتاج إلى عمل منظم لفرض الأمن ومكافحة الجريمة، كما تستدعي الاستعانة بقوات لمواكبة هذه المتطلبات. وكان الرئيس السوداني قد تعهد لنظيره اليمني، خلال زيارة الأخير الخرطوم أواخر أغسطس الماضي، بالمساهمة في جنود التحالف الدولي، والمشاركة بأي عدد من الجنود، تطلبه الحكومة الشرعية، مشيراً إلى أن العلاقات التاريخية بين الشعبين تملي عليه سرعة التجاوب. يذكر أن قوات من التحالف قد وصلت إلى محافظة عدن منذ تحريرها من قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في يوليو الماضي، للمساهمة في حفظ الأمن وإعادة الشرعية إلى البلاد.
مشاركة :