كابول – الوكالات: احتشد الاف المدنيين المستميتين للفرار من أفغانستان في مطار العاصمة كابول أمس بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة مما دفع الجيش الأمريكي الى تعليق عمليات الاجلاء مع تعرض الولايات المتحدة لانتقادات متصاعدة في الداخل بشأن انسحابها من ذلك البلد الذي تمزقه الحرب. وتدفقت حشود على المطار سعيا للفرار ومن بينهم من تعلق بطائرة نقل عسكرية أمريكية بينما كانت تسير على المدرج حسبما ظهر في لقطات نشرتها شركة اعلامية. وقتل خمسة أشخاص في هذه الفوضى. ولم تتضح بعد ملابسات مقتل الخمسة في المطار. وقال مسؤول أمريكي ان القوات أطلقت النار في الهواء لردع أناس حاولوا ركوب طائرة عسكرية عنوة فيما كانت الطائرة في طريقها لنقل دبلوماسيين وموظفين أمريكيين الى خارج كابول. وقال شاهد ينتظر منذ أكثر من 20 ساعة لركوب طائرة انه لم يتضح ما اذا كان القتلى سقطوا بأعيرة نارية أم نتيجة تدافع. ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين أمريكيين في المطار حتى الان. وفي مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت ثلاث جثث على الارض قرب مدخل جانبي للمطار على ما يبدو. ولم يتسن لرويترز التحقق من المقطع. وقال شاهد آخر انه رأى خمس جثث. وأطلقت القوات الأمريكية النار في الهواء لمحاولة ردع الحشود التي لم تقنعها وعود طالبان وتأكيداتها أنه لا ينبغي أن يخشاها أحدٌ، وفق ما أفاد شاهد لوكالة فرانس برس مقرّا بأنه يشعر «بخوف شديد». وقال شاهد آخر عمره 25 عاما عرف عن نفسه باسم مستعار هو أحمد سقيب، لفرانس برس «نخاف أن نعيش في هذه المدينة ونحاول الفرار من كابول». وأضاف «قرأتُ على فيسبوك أن كندا تقبل طالبي لجوء من أفغانستان. آمل أن أكون من بينهم. بما أنني خدمتُ في الجيش، فقدتُ عملي، وأصبحتُ معرضاً للخطر بمجرد أن أعيش هنا لأن متمردي طالبان سيستهدفونني، هذا مؤكد». لكن الرحلات التجارية من وإلى كابول ألغيت. وعلّقت شركات طيران دولية تحليق طائرتها في المجال الجوي الأفغاني، بناء على طلب أفغانستان وبسبب الحركة الجوية العسكرية الأمريكية. من جانب آخر، توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الإثنين حركة طالبان المتشدّدة التي سيطرت على أفغانستان بـ«ردّ مدمّر» إذا هي عرقلت أو عرّضت للخطر عملية الإجلاء الحاصلة عبر مطار كابول لآلاف الدبلوماسيين الأمريكيين والمترجمين الأفغان. وأضاف: «سندافع عن أناسنا بقوة مدمّرة إذا لزم الأمر». وأقر الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنّ الحكومة الأفغانية انهارت بشكل أسرع من المتوقّع، على الرغم من دفاعه عن قرار سحب الجنود الأمريكيين من هذا البلد. وقال: «الحقيقة هي أنّ هذا حدث أسرع بكثير من تقديراتنا»، في إشارة إلى انهيار الحكومة الأفغانية. وأضاف: «أعطيناهم كلّ فرصة لتقرير مستقبلهم. لا يمكننا إعطاؤهم الإرادة للقتال من أجل مستقبلهم». وقال بايدن في خطاب إلى الأمّة من البيت الأبيض: «أنا أقف بقوة وراء قراري. بعد 20 عاماً، تعلّمت بالطريقة الصعبة أنّه لن يكون هناك أبداً وقت جيّد لسحب القوات الأمريكية» من أفغانستان، مشدّداً على أنّ «المهمة في أفغانستان لم تكن يوماً بناء دولة». وتأتي سيطرة طالبان السريعة على كابول في أعقاب سحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بعد حرب دامت 20 عاما وتكلفت مليارات الدولارات. أعلنت وزارتا الخارجيّة والدفاع الأميركيّتان إنزال العلم الأمريكي في وقت مبكر امس عن سفارة الولايات المتحدة في كابول، مشيرة إلى أنّ «جميع» أفراد طاقم السفارة تقريباً باتوا في المطار بانتظار إجلائهم. وأرسل الأمريكيون ستة آلاف عسكري لتأمين المطار وإجلاء حوالي 30 ألف دبلوماسي أمريكي ومدني أفغاني تعاونوا مع الولايات المتحدة ويخشون التعرض لأعمال انتقامية من جانب طالبان. وأجلي عدد كبير من الدبلوماسيين الآخرين والرعايا الأجانب من كابول على وجه السرعة الأحد. في المقابل، شهدت العاصمة هدوءاً. وكانت الشوارع أقلّ اكتظاظاً من اليوم السابق فيما كان متمردون مسلّحون يسيّرون دوريات كثيفة فيها، ويقيمون نقاط تفتيش. وأكد أحد المتحدثين باسم طالبان سهيل شاهين أن الحركة أبلغت مقاتليها أنه «لا يُسمح لأحد بالدخول إلى أي منزل بدون إذن». على حسابات مؤيدة لحركة طالبان على موقع تويتر، تفاخر المتمردون بأنهم استُقبلوا بحرارة في كابول وبأن الفتيات سيعدنَ إلى المدرسة اعتباراً من أمس، كما جرت العادة. وأشاروا أيضاً إلى أن آلاف المقاتلين يتوجهون إلى العاصمة لإعادة الأمن والنظام. واعتبرت الولايات المتحدة و65 دولة أخرى في بيان مشترك أن المواطنين الأفغان والأجانب الذين يريدون الفرار من أفغانستان «ينبغي أن يُسمح لهم بذلك»، مؤكدةً أن حركة طالبان يجب أن تتحلى بحسّ «المسؤولية» في هذا الشأن. ودافع الرئيس الامريكي جو بايدن عن قراره سحب القوات منهيا أطول حرب أمريكية وقال ان القوات الافغانية هي من ينبغي أن تقاتل قوات طالبان. لكن السرعة التي سقطت فيها المدن الافغانية في غضون أيام قليلة والحملات المحتملة على حرية التعبير وحقوق النساء التي اكتسبت خلال 20 عاما أثارت انتقادات غاضبة. فقد كتب السناتور الجمهوري لينزي جراهام على تويتر يقول «اذا لم يأسف الرئيس بايدن بحق على قراره بالانسحاب يكون حينها منفصلا عن الواقع فيما يتعلق بأفغانستان». أما جيم بانكس عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب فقال لفوكس نيوز ان بايدن يجب أن يفسر أفعاله للشعب الامريكي. وأضاف «لا شيء يثير صدمتي أكثر من الصور الاتية من أفغانستان سوى ما يحدث في الداخل هنا». ومضى يقول «لم نشهد مطلقا زعيما أمريكيا يتخلى عن مسؤولياته وقيادته مثلما فعل جو بايدن. انه يختبئ. الاضواء مسلطة على البيت الابيض لكن لا أحد بالداخل. أين جو بايدن..». وفي المقابل دافع جيم ميسينا نائب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد باراك أوباما عن تحرك بايدن.
مشاركة :