نعرف جميعا أن القرارات التي تأتي في الوقت الضائع تكون لظرف طارئ غير محسوب، وليس لقرارات يفترض أنها مدروسة، وتم الاستعداد لها مبكرا، لأن البداية والنهاية محددة مسبقا، ويعرفها القاصي قبل الداني. القرار المفاجئ الذي اتخذته وزارة التعليم، قبل أيام من بداية العام الدراسي الجديد، الذي يقضي بدمج مدارس تحفيظ القرآن الكريم في مدارس التعليم العام، يفتح الباب على مصراعيه لطرح العديد من الأسئلة والتساؤلات الطويلة العريضة، ومنها لماذا يتم الدمج في هذا التوقيت، خاصة أن الدولة تطالب بالتباعد وتطبيق الإجراءات الاحترازية؟ وأين التخطيط لبداية العام الدراسي الذي نسمع فيه؟ ومن المسؤول عن وضع هذه الخطط ومتابعتها؟ ولماذا وهل؟... إلخ. مثل هذه القرارات التي تأتي في الوقت الضائع لا تدل على أن هناك شيئا مدروسا أو مخططا له، ولا يتجاوز الأمر أن يكون اجتهادات فردية من شخص أو أكثر، كان لرأيهم تأثير على متخذ القرار، فكثير من مدارس التحفيظ لها مبان مستقلة، وعند دمجها في مدارس أخرى أصبحت هذه المباني شاغرة. لو كان القرار اتخذ في نهاية العام الدراسي الماضي، لتم استبدال المدارس المستأجرة القريبة بهذه المباني الشاغرة، لتكون بكامل جاهزيتها مع بداية العام الدراسي، الذي أصبح على الأبواب، وفي الغالب من يدفع ثمن مثل هذه القرارات الجهات المنفذة والمستفيدة، التي يُفترض أن تُشرك في اتخاذ مثل هذه القرارات. وزارة التعليم من الجهات التي أمرها يهم كل أسرة، وقراراتها تحدد مصير الكثير، سواء طلاب أو أولياء أمور. كما أن عدد منسوبيها، من الكوادر التعليمية والإدارية، يمثلون نسبة لا يستهان بها في تعداد السكان. لذلك عليها أن تستشعر هذه الأهمية، وتدرك حجم الآثار التي تتركها قراراتها على مجتمع بأكمله، وكلنا في خدمة الوطن.
مشاركة :