تعتبر رغبات المشترين والمستثمرين المحفز الرئيس للفرص الاستثمارية، وينطبق ذلك على أسواق العقارات في كافة أنحاء العالم، وخاصة في إمارة دبي. وكثيراً ما تؤثر وسائل الإعلام وما يسمّى ب أبحاث السوق على ارتفاع أو انخفاض أسعار العقارات، وغالباً ما يتم تقديم هذه النتائج كحقائق دون التأكد من صحتها أو مصداقية أرقامها. فكل بضعة أشهر، تُنشر تقارير حديثة حول اتجاهات أسعار العقارات في الدولة، يتم إصدارها من قبل شركات استشارية لديها مصالح في تقديم البيانات والإحصائيات. وفي أغلب الأحيان، تأتي هذه الأرقام من مصدر واحد أو يتم استخراجها من قوائم متاحة على شبكة الإنترنت. وما إن تصدر هذه النتائج حتى تروي بها وسائل الإعلام عطشها للإحصائيات والأرقام، وتدفع من خلالها المستثمرين المحتملين للاستجابة إلى وضع السوق الحالي. وقال الشعار إنه بإلقاء نظرة سريعة على تاريخ هذه التقارير، يدرك القارئ فوراً أنها مجرد توقعات بعيدة عن الواقع وعن عدد المشاريع التي تم تسليمها. وأضاف أن شركة داماك العقارية أعلنت بداية هذا العام عن تسليم ما بين 2.000 إلى 2.500 وحدة سكنية إلى السوق العقاري خلال عام 2015، منها 1.500 وحدة في دبي. وما زالت الشركة تسير ضمن الخطة الموضوعة لتحقيق هذا الرقم. وفي سياق متصل، أعلنت شركة إعمار العقارية، عن نيتها تسليم حوالي 800 وحدة سكنية في دبي هذا العام، وبذلك يكون العدد الإجمالي قد وصل إلى ما يقرب من 2.500 وحدة لكلا المطورين العقاريين اللذين يقومان وحدهما بتسليم أكثر من 50٪ من الوحدات السكنية الحالية في إمارة دبي. وهذا يجعلنا نطرح السؤال التالي: كيف توقعت تقارير أبحاث السوق أنه سيتم تسليم ما مجموعه 25.000 وحدة سكنية في دبي خلال عام 2015؟ التدقيق ربع السنوي وبشكل ربع سنوي، يتم التحقق من الأرقام وتدقيقها، إذ تُظهر التقارير الحالية أنه تم تسليم 4.000 وحدة سكنية فقط حتى الآن، ومن المتوقع تسليم نحو 6.000 وحدة خلال الأسابيع ال 12 الأخيرة من العام الحالي. وحتى لو تم تسليم 6.000 وحدة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام، وهو الأمر غير المحتمل، فسيصبح عدد الوحدات التي تم تسليمها خلال العام الجاري 10.000 وحدة، أي أقل بكثير من الرقم المذكور في تقارير الربع الأخير من عام 2014 والبالغ 25.000 وحدة. وتساعد مثل هذه التوقعات الشركات المصدرة للتقارير على الظهور في السوق وتجعلها من المؤثرين في الاتجاه السائد، لكنها في الوقت ذاته تؤثر بشكل عكسي في الاتجاه الإيجابي السائد في السوق، وتكمن خطورتها في إبعاد المستثمرين عن سوق يحافظ على قوته وتنظيمه. وقال الشعار إن البيانات الصادرة عن مركز دبي للإحصاء أن نسبة السكان من غير القوى العاملة قفزت إلى أكثر من 7 في المئة خلال عامي 2012 و2013، في حين ارتفع عدد العائلات بنسبة 7.6 في المئة خلال الفترة نفسها. واستناداً إلى عدد سكان إمارة دبي الحالي البالغ 2.4 مليون نسمة، فمن المتوقع زيادة عدد المقيمين الجدد في دبي لأكثر من 160.000 هذا العام وأكثر من 170.000 في العام المقبل، وكل هذه الأعداد بحاجة إلى أماكن للسكن. زيادة مطردة ولا تلبي إضافة 10.000 وحدة سكنية جديدة في العام مثل هذا النمو السكاني في دبي، إذ تشير التقارير ذاتها إلى وجود 448.000 وحدة سكنية مكتملة في دبي بنهاية عام 2014. لذلك، ومع إضافة 10.000 وحدة إضافية، تبلغ نسبة الوحدات السكنية المضافة نحو 2.2 في المئة فقط من إجمالي الوحدات المتوفرة، ما يدل على نسبة غير مرتفعة، مع الأخذ بعين الاعتبار أننا نشهد زيادة مطردة في عدد السكان تبلغ ما بين 5 إلى 7 في المئة سنوياً. وحول أسعار الإيجارات قال الشعار إنها لا تشهد انخفاضاً ملحوظاً في الوقت الحالي، خاصة في المناطق الرئيسة مثل دبي مارينا، وأبراج بحيرات جميرا، ومنطقة البرج، التي ما زالت تستقطب السكان والمستثمرين بفضل موقعها المميز وبنيتها التحتية المكتملة. وعلى الرغم من الفكرة المغلوطة في أن عدد الوحدات السكنية الجديدة في دبي كبير جداً، إلا أنها لا تؤثر في مكاسب الملاك الكبيرة بفضل عوائد الإيجارات. وقد سجلت معدلات الإيجار في العديد من المناطق أعلى مستوىً لها، الأمر الذي يشير إلى تزايد الطلب على المنازل، وبالتالي الحاجة إلى وحدات أكثر لخفض الزيادة في الإيجارات. قوة السوق ويحافظ سوق العقارات في دبي على قوته، إذ تشهد بعض المناطق الرئيسة نمواً كبيراً وخططاً توسعية جديدة في المدينة، مثل مشروع أكويا من داماك التطويري الذي من المتوقع أن يبدأ في استقبال المقيمين فيه مع نهاية العام الحالي، والذي يقدم أسلوب حياة جديدا مع أسعار شراء جذابة. إن ما ذُكر في بعض التقارير بأن عدد المنازل سيفيض في إمارة دبي هو سلوك غير مهني، إذ تحافظ حكومة دبي، من خلال دائرة الأراضي والأملاك ومؤسسة التنظيم العقاري، على مستوى مستدام للتنمية في المدينة بنهج يضمن استمرار نمو الإمارة ،لتصبح إحدى أكثر المدن ازدهاراً وجمالاً حول العالم. ويتحتّم علينا جميعاً دعم هذه الرؤية من خلال أقوالنا وأفعالنا.
مشاركة :