فيينا - سرّعت إيران عمليات تخصيب اليورانيوم إلى درجة اقتربت فيها من مستوى يسمح لها بإنتاج سلاح نووي، وفق ما أكدت اليوم الثلاثاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويأتي هذه التطور وسط جمود محادثات نووية غير مباشرة بين طهران وواشنطن بعد ست جولات لم تحرز التقدم المطلوب لإحياء الاتفاق النووي السابق للعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشكل أحادي في مايو/ايار 2018 وردت عليه الجمهورية الإسلامية بسلسلة انتهاكات لالتزاماتها. ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد من التوتر القائم أصلا بين إيران والقوى الغربية، بينما يبدو أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي تسلم منصبه حديثا عدل بوصلته نحو التصعيد في الملف النووي بعد أن أكد أنه سيعمل على إنهاء العقوبات المفروضة على بلاده. وإنهاء العقوبات الغربية والأميركية تحديدا يتطلب العودة للاتفاق النووي للعام 2015 وتراجع طهران عن الانتهاكات السابقة لالتزاماتها النووية. وزادت إيران نسبة نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة من 20 بالمئة في أبريل/نيسان الماضي ردا على انفجار في موقع نطنز وانقطاع الكهرباء فيه مما أضر بالإنتاج في محطتها الرئيسية للتخصيب تحت الأرض هناك. وتحمل إيران إسرائيل مسؤولية الهجوم. وتبلغ نسبة النقاء اللازمة لصنع سلاح نووي 90 في المئة. وينص الاتفاق النووي للعام 2015 أو خطة العمل المشتركة على نسبة تخصيب اليورانيوم بنحو 3.6 بالمئة، لكن طهران زادت مستوى تخصيب اليورانيوم بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق إلى مستوى 20 بالمئة ثم إلى 60 بالمئة وهي لا تعتزم التراجع عن تلك الانتهاكات. وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة ذكرت في مايو/أيار أن إيران تستخدم مجموعة واحدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم حتى 60 بالمئة في محطتها التجريبية للتخصيب في موقع فوق الأرض بنطنز. وأبلغت وكالة الطاقة الذرية الدول الأعضاء فيها اليوم الثلاثاء بأن طهران تستخدم حاليا مجموعة ثانية لذلك الغرض أيضا. وأفاد تقرير الوكالة بأن الجمهورية الاسلامية كانت تستخدم 164 جهاز طرد مركزي طراز آي.آر-6 لتخصيب اليورانيوم لنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، لكنها الآن تستخدم هذه المجموعة ومجموعة أخرى مكونة من 153 جهازا طراز آي.آر-4 لتحقيق ذلك الهدف. وهذه هي أحدث خطوة من خطوات عديدة تنتهك من خلالها إيران القيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 والذي حدد 3.67 بالمئة نسبة قصوى يمكن أن تصل إليها طهران في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. وحذرت الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون من أن خطوات من هذا القبيل تهدد المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق والمعلقة حاليا. وقالت وكالة الطاقة الذرية أمس الاثنين إن إيران أحرزت تقدما في عملها على تخصيب معدن اليورانيوم على الرغم من اعتراضات القوى الغربية، إذ تقول إنه لا يوجد استخدام مدني موثوق به لمثل هذا العمل. ويمكن استخدام معدن اليورانيوم لإنتاج المادة الأساسية لصنع قنبلة نووية ،لكن إيران تقول إن أهدافها سلمية وإنها تطور وقود مفاعل نووي.
مشاركة :