الدوحة 17 أغسطس 2021 (شينخوا) بحثت قطر والولايات المتحدة وإندونيسيا وجمهورية كوريا اليوم (الثلاثاء) آخر التطورات الأمنية والسياسية في أفغانستان، وذلك خلال اتصالات هاتفية بين وزراء الخارجية جرى خلالها التشديد على حماية المدنيين وتحقيق تسوية تضمن انتقالا سلميا للسلطة هناك. وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان على موقعها الإلكتروني، إن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن. وأضاف البيان أنه جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وآخر التطورات الميدانية والمستجدات في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي. وذكر أن الوزيرين شددا على ضرورة حماية المدنيين وتكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية والعمل على تسوية سياسية شاملة تضمن انتقالا سلميا للسلطة، وذلك في ضوء المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني. وأشار إلى أن بلينكن شكر دولة قطر "على دورها في استمرارية المحادثات وتوفير المساعدة اللازمة لعملية الإجلاء". وأفادت الوزارة في بيان آخر بأن الشيخ محمد تلقى كذلك اتصالين هاتفيين من وزيرة الشؤون الخارجية في جمهورية إندونيسيا ريتنو ليستاري بريانساري مارسودي ووزير خارجية جمهورية كوريا تشونغ إيوي-يونغ. وجرى خلال الاتصالين استعراض آخر التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي، بحسب المصدر نفسه دون مزيد من التفاصيل. وكانت قناة ((الجزيرة)) القطرية الفضائية قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن وصول سفير جمهورية كوريا لدى أفغانستان وثلاثة من دبلوماسيه إلى دولة قطر قادمين من العاصمة الأفغانية كابول، بعد إجلائهم من أفغانستان. وأكد المتحدث باسم وزارة خارجية جمهورية كوريا تشوي يونغ-سام في إفادة صحفية أن الطائرة التي تقل الكوريين الأربعة وصلت بسلام إلى وجهتها، مضيفا أن سفارة بلاده في قطر ستتعامل أيضا مع الشؤون الأفغانية، تبعا لوكالة أنباء ((يونهاب)) الكورية. كما ذكرت وزارة الخارجية الكورية أن وزير الخارجية طلب في اتصال هاتفي مع نظيره القطري دعم قطر الدبلوماسي لتيسير عمل السفارة الكورية. يأتي هذا بعد أن تمكنت حركة طالبان الأفغانية من دخول كابول أول أمس (الأحد) في أعقاب سيطرتها على عدة عواصم إقليمية من ولايات أفغانستان البالغ عددها 34 ولاية، وذلك على إثر الانسحاب السريع لقوات الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من البلاد والذي بدأ في مايو الماضي. ولعبت قطر دورا كبيرا في المسألة الأفغانية، إذ احتضنت لسنوات مفاوضات سلام بين حركة طالبان والولايات المتحدة، توجت بتوقيع اتفاق تاريخي بين الجانبين في فبراير العام الماضي تم بموجبه سحب القوات الأجنبية من أفغانستان. كما استضافت الدوحة منذ سبتمبر الماضي جولات مفاوضات بين الحركة والحكومة الأفغانية لم تحرز أي تقدم يذكر، بسبب الخلافات بين الطرفين وفشل جهود تقريب وجهات النظر بينهما. ولدى الحركة مكتب سياسي في الدوحة، حيث تستضيف قطر مجموعة من قادة طالبان على رأسهم نائب زعيم الحركة ورئيس مكتبها السياسي الملا عبدالغني برادار الذي غادر اليوم إلى قندهار.