يشيع لبنانيون اليوم الأربعاء عدداً من ضحايا انفجار خزان الوقود الذي قتل في نهاية الأسبوع الماضي 28 شخصاً على الأقل كانوا يحاولون الحصول على القليل من البنزين، وسط أزمة محروقات حادة يشهدها لبنان. وأسفر الانفجار فجر الأحد أيضاً عن إصابة نحو 80 آخرين غالبيتهم بحروق جسيمة، أثناء تجمعهم حول خزان الوقود في بلدة التليل في منطقة عكار في شمال البلاد. ويشيع أهالي المنطقة الأربعاء نحو 15 من الضحايا، وبينهم عسكريون وعناصر قوى أمنية، بعد تشييع آخرين الثلاثاء. وفي قرية الدوسة، التي تشيع أربعة من أبنائها من عائلة واحدة، قال معين شريتح، والد ضحيتين في الـ16 والـ20، لفرانس برس: “ماتا من أجل البنزين، لو توفر البنزين لما ذهب ولداي لتعبئة البنزين من أجل الدراجة النارية في الثانية فجراً”. وأضاف “أسأل أي زعيم أو مسؤول أن يضع نفسه مكاني، أن يعتبر أن لديه ولدين رآهما أمامه جثتين متفحمتين”. وبدوره، قال فواز شريتح شقيق الضحيتين الأخريين، وهما عنصران في جهاز أمني: “ما حصل سببه الحرمان.. ليس هناك بنزين ولا مازوت، ولا دواء، ولا حتى خبز”. وأضاف “عكار منطقة محرومة”. وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين، الذي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات، وأفران، واتصالات، ومواد غذائية. وتعد منطقة عكار الأكثر فقراً في لبنان، وطالما اشتكى أهلها من إهمال مؤسسات الدولة كافة وغياب الخدمات عنها. وفاقم الانهيار الاقتصادي الوضع المعيشي سوءاً في المنطقة، التي شهدت الثلاثاء انقطاع الاتصالات، والانترنت، والكهرباء بسبب المازوت. وينتظر اللبنانيون يومياً في طوابير طويلة أمام محطات الوقود للحصول على البنزين، بينما أقفلت بعض المحطات أبوابها. ويلجأ كثيرون إلى شراء المحروقات من السوق السوداء. تفاقمت الأزمة أكثر مع إعلان مصرف لبنان في الأسبوع الماضي رفع الدعم عن المحروقات، ما أحدث هلعاً بين الناس، إذ أن رفع الدعم عن الوقود يعني احتمال ارتفاع أسعار كافة المواد بشكل كبير.
مشاركة :