تشييع ضحايا انفجار خزان الوقود في شمال لبنان

  • 8/19/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الدوسة‭ (‬لبنان‭) - ‬الوكالات‭: ‬شيع‭ ‬لبنانيون‭ ‬أمس‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬انفجار‭ ‬خزان‭ ‬الوقود‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬مطلع‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬شخصاً‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كانوا‭ ‬يحاولون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬البنزين‭ ‬وسط‭ ‬أزمة‭ ‬محروقات‭ ‬حادة‭ ‬يشهدها‭ ‬لبنان‭. ‬ وأسفر‭ ‬الانفجار‭ ‬فجر‭ ‬الأحد‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬إصابة‭ ‬نحو‭ ‬ثمانين‭ ‬شخصاً‭ ‬غالبيتهم‭ ‬بحروق‭ ‬جسيمة،‭ ‬أثناء‭ ‬تجمعهم‭ ‬حول‭ ‬خزان‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬التليل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عكار‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭. ‬وكان‭ ‬الجيش‭ ‬صادر‭ ‬الخزان‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حملة‭ ‬أطلقها‭ ‬لمصادرة‭ ‬البضائع‭ ‬المخزنة‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يخشون‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬هائلاً‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬للمصرف‭ ‬المركزي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬برفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬المحروقات‭. ‬ وشيع‭ ‬أهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬أمس‭ ‬عدة‭ ‬ضحايا،‭ ‬بينهم‭ ‬عسكريون‭. ‬وجرى‭ ‬دفن‭ ‬آخرين‭ ‬الثلاثاء‭. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬مواعيد‭ ‬تشييع‭ ‬باقي‭ ‬الضحايا‭ ‬غير‭ ‬واضحة،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬مفقودون‭ ‬وكميات‭ ‬من‭ ‬الأشلاء‭ ‬تجري‭ ‬عليها‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬فحوصات‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭. ‬ وفي‭ ‬قرية‭ ‬الدوسة،‭ ‬التي‭ ‬شيعت‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة،‭ ‬قال‭ ‬معين‭ ‬شريتح،‭ ‬والد‭ ‬ضحيتين‭ ‬في‭ ‬الـ16‭ ‬والـ20‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬ماتا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البنزين،‭ ‬لو‭ ‬توفر‭ ‬البنزين‭ ‬لما‭ ‬ذهب‭ ‬ولداي‭ ‬لتعبئة‭ ‬البنزين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدراجة‭ ‬النارية‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬الثانية‭ ‬فجراً‮»‬‭. ‬ وأضاف‭ ‬‮«‬أسأل‭ ‬أي‭ ‬زعيم‭ ‬أو‭ ‬مسؤول‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬نفسه‭ ‬مكاني،‭ ‬أن‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬ولدين‭ ‬رآهما‭ ‬أمامه‭ ‬جثتين‭ ‬متفحمتين‮»‬‭.‬ وخلال‭ ‬التشييع‭ ‬في‭ ‬القرية‭ ‬التي‭ ‬علقت‭ ‬فيها‭ ‬صور‭ ‬للقتلى،‭ ‬رشت‭ ‬نساء‭ ‬متشحات‭ ‬بالسواد‭ ‬بالأرز‭ ‬والورود‭ ‬جثامين‭ ‬الضحايا‭ ‬الأربعة،‭ ‬وبينهما‭ ‬اثنان‭ ‬لفا‭ ‬بالعلم‭ ‬اللبناني،‭ ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬شبان‭ ‬ملثمون‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهواء‭. ‬ وقال‭ ‬فواز‭ ‬شريتح‭ ‬شقيق‭ ‬الضحيتين‭ ‬الأخرين،‭ ‬وهما‭ ‬عسكريان،‭ ‬‮«‬ما‭ ‬حصل‭ ‬سببه‭ ‬الحرمان‭.. ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬بنزين‭ ‬ولا‭ ‬مازوت‭ ‬ولا‭ ‬دواء‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬خبز‮»‬‭. ‬ وعلى‭ ‬وقع‭ ‬الانهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬عامين،‭ ‬وصنفه‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬بين‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬1850،‭ ‬يشهد‭ ‬لبنان‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬أزمة‭ ‬محروقات‭ ‬متفاقمة‭ ‬تنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬من‭ ‬مستشفيات‭ ‬وأفران‭ ‬واتصالات‭ ‬ومواد‭ ‬غذائية‭.‬ وتعد‭ ‬منطقة‭ ‬عكار‭ ‬الأكثر‭ ‬فقراً‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وطالما‭ ‬اشتكى‭ ‬أهلها‭ ‬من‭ ‬إهمال‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬كافة‭ ‬وغياب‭ ‬الخدمات‭ ‬عنها‭. ‬وفاقم‭ ‬الانهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الوضع‭ ‬المعيشي‭ ‬سوءاً‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬الثلاثاء‭ ‬انقطاعاً‭ ‬في‭ ‬الاتصالات‭ ‬والانترنت‭ ‬والكهرباء‭ ‬لعدم‭ ‬توفر‭ ‬مادة‭ ‬المازوت‭. ‬ خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية،‭ ‬تراجعت‭ ‬تدريجياً‭ ‬قدرة‭ ‬مؤسسة‭ ‬كهرباء‭ ‬لبنان‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬التغذية‭ ‬لكافة‭ ‬المناطق،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬ساعات‭ ‬التقنين‭ ‬لتتجاوز‭ ‬22‭ ‬ساعة‭ ‬يومياً‭. ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬المولدات‭ ‬الخاصة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬المازوت‭ ‬اللازم‭ ‬لتغطية‭ ‬ساعات‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء،‭ ‬ما‭ ‬اضطرها‭ ‬إلى‭ ‬التقنين‭ ‬أيضاً‭ ‬ورفع‭ ‬سعر‭ ‬التعرفة‭.‬ وجراء‭ ‬أزمة‭ ‬المحروقات‭ ‬المتفاقمة،‭ ‬دقت‭ ‬مستشفيات‭ ‬مراراً‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬خصوصاً‭ ‬أنها‭ ‬تعاني‭ ‬أساساً‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الأدوية‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬هجرة‭ ‬طواقمها‭ ‬الطبية‭. ‬ وفاقم‭ ‬انفجار‭ ‬الأحد‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المستشفيات‭ ‬المرهقة،‭ ‬ما‭ ‬تطلب‭ ‬إجلاء‭ ‬ضحايا‭ ‬عدة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭. ‬ووصلت‭ ‬بعد‭ ‬ظهر‭ ‬أمس‭ ‬طائرة‭ ‬تركية‭ ‬إلى‭ ‬بيروت‭ ‬لإجلاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجرحى،‭ ‬وفق‭ ‬الوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬للإعلام‭. ‬ وينتظر‭ ‬اللبنانيون‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬أمام‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬البنزين،‭ ‬بينما‭ ‬أقفلت‭ ‬بعض‭ ‬المحطات‭ ‬أبوابها‭. ‬ويلجأ‭ ‬كثيرون‭ ‬إلى‭ ‬شراء‭ ‬المحروقات‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭. ‬وشهدت‭ ‬زحمة‭ ‬الطوابير‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬إشكالات‭ ‬وحتى‭ ‬إطلاق‭ ‬نار،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬قتلى‭. ‬ تفاقمت‭ ‬أزمة‭ ‬المحروقات‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬مصرف‭ ‬لبنان‭ ‬منتصف‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬المحروقات،‭ ‬ما‭ ‬أحدث‭ ‬هلعاً‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬الوقود‭ ‬يعني‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعارها‭ ‬بنسبة‭ ‬تفوق‭ ‬300‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬كما‭ ‬يعني‭ ‬احتمال‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬كافة‭ ‬المواد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

مشاركة :