لم تعد خلافات طرفي التمرد في اليمن، ميليشيات الحوثي وفلول المخلوع صالح، تقتصر على التصريحات والمشاكسات الإعلامية، بل تطورت خلال الفترة الماضية حتى وصلت إلى مرحلة محاولات الاغتيال. وأشارت مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه المخلوع صالح، إلى أن أحد القياديين البارزين في الحزب نجا من محاولة اغتيال نفذها مسلحون حوثيون في محافظة إب، وأضافت أن مسلحين يتبعون الجماعة المتمردة اعترضوا أول من أمس سيارة وكيل المحافظة، ونائب رئيس فرع المؤتمر، عقيل فاضل، وسط مدينة إب وأمطروها بوابل من الرصاص، إذ أصيب فاضل إصابات طفيفة، كما أوقف المسلحون السيارة الأخرى التي ترافقه واعتقلوا ثلاثة منهم، بعد أن اعتدوا عليهم جسديا ولفظيا. تواصل الانسلاخ ومضى المصدر بالقول، إن محاولة الاغتيال أثارت حفيظة قيادات الحزب التي باتت تواجه خطر الموت في أي لحظة، مضيفا أن ما حدث يؤكد ما كان تسرب خلال الأيام الماضية حول وجود مخطط حوثي لاغتيال شخصيات بارزة داخل الحزب، بسبب اعتراضهم على ممارسات خاطئة ترتكبها ميليشيات الحوثيين، واتهامهم للجماعة بأنها السبب الرئيس فيما وصلت إليه اليمن. وتابع المصدر "الأوضاع المزرية التي يعيشها أعضاء وقيادات الحزب دفعت كثيرين منهم إلى الانسلاخ والانضمام إلى القيادة الجديدة، كما بات آخرون يبحثون عن طرق للتواصل مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني". التهديد بالتصفية وكانت أنباء تم تداولها خلال الأيام الماضية بأن معظم قيادات الحزب وكوادره أبدت تجاوبها التام مع الخطوات التي قام بها قادة تاريخيون للحزب، بعزل المخلوع عن رئاسته، وتكليف القيادي أحمد بن دغر بتولي المهمة، حتى يتم عقد مؤتمر عام للحزب لاختيار قيادة جديدة. ومع أن الخلافات بين عناصر الحزب وجماعة الحوثي قديمة وتعود إلى بدايات التمرد، إلا أنها استشرت في الفترة الأخيرة، وبعد أن كانت محصورة على عناصر الحرس الثوري التي رفضت مرارا تنفيذ تعليمات المتمردين بالتوجه إلى مناطق العمليات، إلا أنها شملت العناصر السياسية في الحزب، وهو ما دعا إلى عقد اجتماع خلال الأسبوع الماضي، إذ تجرأ القيادي المتمرد أبو علي الحاكم على توبيخ عناصر الحزب والإساءة إليهم، وعلى رأسهم المتحدث باسم الحزب، عبده الجندي، وتهديدهم بالتصفية الجسدية إذا لم يتوقفوا عن توجيه الانتقادات للحوثيين. ألاعيب المخلوع في غضون ذلك، لم تستبعد مصادر داخل الحزب أن يكون المخلوع صالح، وراء محاولات الاعتداء على عناصر حزبه، وأن يكون طلب من الانقلابيين استهدافهم، مشيرة إلى أن معظم من تعرضوا للاعتداء هم من العناصر الذين يخشى صالح انحيازهم إلى القيادة الجديدة، بعد أن أظهروا تمردهم من نتائج التواطؤ مع الانقلابيين، ودعوا إلى فض التحالف مع الحركة الحوثية، للحفاظ على التاريخ الوطني للحزب. وتوقع المصدر أن تكون الفترة القليلة المقبلة مفصلية في تاريخ الحزب الجماهيري، مشيرة إلى أن كثيرا من القيادات المؤثرة وذات الثقل السياسي تتأهب لإعلان انسلاخها عن صالح والانحياز إلى القيادة الجديدة.
مشاركة :