صعّدت التظاهرة التي دعا إليها نشطاء محليون في العاصمة اليمنية صنعاء، للمطالبة بصرف المرتبات المتأخرة، من حدة الخلافات بين تحالف الانقلاب، ممثلاً في جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية، والتي وصلت إلى حد التهديد، بالتزامن مع التجاوب الشعبي لهذه التظاهرة التي أثارت حالة من القلق والخوف في صفوف الانقلابيين، خصوصاً بعد استعراض نشطاء لقصص إنسانية مؤلمة، تسبب فيها تعنت الانقلابيين في صرف المرتبات الشهرية. •التجاوب الشعبي مع الدعوة للتظاهرات أثار حالة من القلق والخوف في صفوف الانقلابيين. وتفصيلاً، دعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي كل فئات المجتمع في العاصمة صنعاء، للمشاركة في هذه التظاهرة، التي تقررت إقامتها اليوم، لمطالبة من سموهم سلطات الأمر الواقع في صنعاء، بصرف المرتبات، معلنين عن حملة يتم التحضير لها منذ أسابيع، تم إطلاقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعنوان «مرتباتنا قوت عيالنا» و«موعدنا الأحد» و«قطع الرأس ولا قطع المعاش»، لمطالبة الجهات المسيطرة على صنعاء، بصرف رواتبهم المتوقفة منذ ثلاثة أشهر على التوالي. وحذر الناشطون من أي محاولات اعتداء تطال المحتجين، مؤكدين أنها ستكون ثورة الجياع التي تلتهم من يقف أمامها. وأظهر منشور للصحافي نبيل الصوفي، المقرب من المخلوع علي صالح، حجم القلق الذي يعيشه الانقلابيون جراء هذه الدعوات، حيث تسأل الصوفي في منشوره عن أسباب الخوف من هذه التظاهرات، في إشارة إلى الميليشيات الانقلابية. وقد أدى تفاعل قيادات بارزة في حزب المخلوع صالح، مع هذه الحملة، ونشر منشورات، إلى تصعيد الخلافات مع آخرين من جماعة الحوثي وصلت إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية لكل من يدعم هذه التظاهرات. وحرّض الناشط في الحركة الحوثية أحمد العميسي أنصاره باعتقال كامل الخوداني، إحدى الشخصيات المقربة من المخلوع، على خلفية كتابة الأخير منشورات تحريضية تدعو إلى الخروج اليوم في تظاهرات كبيرة تطالب الجماعة التي تسيطر على كل مؤسسات الدولة بصرف رواتبهم. وكتب أحمد العميسي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» «لن يمر اليوم والخوداني في منزله». ولاقت هذه التهديدات تأييداً من عشرات القيادات التابعة لجماعة الحوثي، والتي تخوض منذ فترة حرباً غير معلنة ضد القيادات الموالية للمخلوع، التي تتهم الجماعة بنهب البنك المركزي. إلى ذلك كشف نشطاء محليون في صنعاء، عن الحال المأساوية التي وصل إليها المواطنون في صنعاء، خصوصاً الموظفين الحكوميين، الذين يعتمدون على راتبهم الشهري المتأخر منذ أشهر. وقال الصحافي علي سعد، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إنه عقب الانتهاء من أداء شعائر صلاة الجمعة، في مسجد المسيبي في حي شميلة، بالعاصمة صنعاء، صرخ أحد المصلين بأعلى صوته ليعبر عن الأزمة التي يمر بها وعائلته، نتيجة تأخر صرف الرواتب. وتابع «حال هذا المواطن، هو حال الآلاف من اليمنيين الذين ينتظرون منذ أشهر صرف رواتبهم الشهرية، في وقت تتهافت قيادات الميليشيات الانقلابية لشراء الفلل والسيارات، ويتناولون أشهى المأكولات في أفخر المطاعم في صنعاء».
مشاركة :