لا يتسنى كثيرا مشاهدة فنان كبير وهو يرسم لوحاته أو ينحت أعماله.. لكن سكان مدريد بات بإمكانهم رؤية أحد أهم فناني اسبانيا وهو يؤدي عمله في الهواء الطلق في ساحة بويرتا ديل سول الشهيرة في مدريد. ويوميا منذ بداية يوليو بين السادسة والنصف والتاسعة والنصف مساء يضع الرسام والنحات أنطونيو لوبيز (85 عاما) حامل اللوحات ويثبت عليه لوحة من القماش ثم يبدأ في مزج الألوان والرسم تحت نظر حشود المتسوقين والمارة ومحبي الفنون الذين يتجمعون حوله. ومشاهدة هذا الفنان المعروف وهو يعمل وسط المتاجر السياحية وأكشاك اليناصيب في الساحة تبعث البهجة في نفوس السكان. يقول خافيير ماتيو (33 عاما) معلم الرسم الذي دفعه حبه للوبيز إلى دراسة الفنون «انها تجربة تحدث مرة واحدة في العمر لان أنطونيو لوبيز أسطورة حية في الفن الاسباني». اكتسب لوبيز شهرة من عمله الفني الطويل في اسبانيا، وأعماله من بين المعروضات الدائمة في متاحف العالم. وقد اشتهر بتصوير أشياء من الحياة اليومية بدءا من مشاهد المدن حتى وجوه الأشخاص. وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها لوبيز تصوير الساحة الشهيرة بوسط العاصمة الاسبانية، وقال: «بويرتا ديل سول فكرة قديمة جدا في ذهني، وهذه محاولتي الثالثة». كانت محاولته الأولى لرسم الساحة قبل أكثر من 20 عاما، ثم تزامنت محاولته الثانية مع أعمال تشييد اضطرته إلى التخلي عن الفكرة. وقد رأى الان أن الوقت حان لاستئناف العمل الذي بدأه في 2010. وقال: «آمل أن تكون هذه هي المرة الأخيرة وأن أتمكن في نهاية الأمر من استكمال عملي».
مشاركة :