لماذا يشتكي بايدن من ارتفاع أسعار الأدوية؟!

  • 8/19/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لفتت‭ ‬انتباهي‭ ‬كثيراً‭ ‬واستغربت‭ ‬من‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬وهو‭ ‬يحث‭ ‬الكونجرس‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬ومناقشة‭ ‬قضية‭ ‬الارتفاع‭ ‬المفرط‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬والعقاقير‭ ‬في‭ ‬بلاده،‭ ‬كما‭ ‬دعاهم‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬المناسبة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬تنفرد‭ ‬بها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والصناعية‭ ‬الأخرى‭. ‬كذلك‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬وجه‭ ‬اللوم‭ ‬والعتاب‭ ‬إلى‭ ‬عمالقة‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬المنطقية‭ ‬وغير‭ ‬المعقولة‭ ‬لأسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬‮ ‬ وقال‭ ‬بايدن‭: ‬‮«‬لسنوات‭ ‬وأسعار‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬تجاوزت‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم،‭ ‬وهذه‭ ‬الأسعار‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العوائل‮»‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬كُلنا،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬خلفياتنا،‭ ‬أو‭ ‬أعمارنا‭ ‬وأينما‭ ‬نعيش،‭ ‬نتوافق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬مرتفعة‭ ‬جداً‭ ‬بدرجة‭ ‬مفرطة‭... ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬ندفع‭ ‬أغلى‭ ‬الأسعار‭ ‬للأدوية‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬أمة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬نحو‭ ‬مرتين‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‮»‬‭.‬ فهذه‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬أفصح‭ ‬عنها‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬للشعب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬معاناة‭ ‬دولية،‭ ‬وظاهرة‭ ‬عالمية‭ ‬تشترك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بدون‭ ‬استثناء،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬الخيالية‭ ‬للأدوية‭ ‬والعقاقير‭ ‬واللقاحات‭ ‬الواقية‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭. ‬وهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬بايدن‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اليوم،‭ ‬وليست‭ ‬حديث‭ ‬الساعة،‭ ‬وليست‭ ‬قضية‭ ‬برزت‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن،‭ ‬وإنما‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬بأنها‭ ‬مشكلة‭ ‬أزلية‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬دولا‭ ‬متقدمة‭ ‬وصناعية‭ ‬تنتج‭ ‬الدواء‭ ‬بنفسها،‭ ‬أو‭ ‬دولا‭ ‬نامية‭ ‬فقيرة‭ ‬تستهلك‭ ‬وتستورد‭ ‬الدواء،‭ ‬فالجميع‭ ‬سواسية‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬وربما‭ ‬طبعاً‭ ‬الحال‭ ‬أسوأ‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬التي‭ ‬معظم‭ ‬شعوبها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تحمل‭ ‬هذا‭ ‬العبء‭ ‬الثقيل‭ ‬لأسعار‭ ‬الأدوية،‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬شرائها،‭ ‬سواء‭ ‬حكومات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬شعوبها‭.‬ فالحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن،‭ ‬أو‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬ترامب‭ ‬أو‭ ‬أوباما،‭ ‬فكلهم‭ ‬كانوا‭ ‬سواسية‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الشائكة،‭ ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومات‭ ‬من‭ ‬استئصال‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬والقضاء‭ ‬عليها‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلٍ‭ ‬ودي‭ ‬متوازن‭ ‬ومُرض‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬الطرف‭ ‬الحكومي‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬الكبيرة‭ ‬المنتجة‭ ‬للعقاقير‭ ‬واللقاحات‭ ‬ضد‭ ‬الأمراض‭.‬ وفي‭ ‬تقديري‭ ‬فإنني‭ ‬أُرجع‭ ‬سبب‭ ‬فشل‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭. ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬تتمتع‭ ‬بنفوذٍ‭ ‬قوي‭ ‬جداً،‭ ‬ولها‭ ‬سلطة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬واسعة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬تمتلك‭ ‬مفتاح‭ ‬الحل‭ ‬بيدها،‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬الحكومات‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭ ‬ممارسة‭ ‬ضغوط‭ ‬شديدة‭ ‬عليها‭. ‬ وأما‭ ‬العامل‭ ‬والسبب‭ ‬الثاني‭ ‬فيكمن‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬جنودٍ‭ ‬ممثلين‭ ‬لهذه‭ ‬الشركات‭ ‬بصفةٍ‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬الكونجرس،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬الجنود‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬لهذه‭ ‬الشركات،‭ ‬ويمنعون‭ ‬تمرير‭ ‬أي‭ ‬تشريع‭ ‬يضر‭ ‬بمصالحهم،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يخفض‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬أرباحهم،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬الجنود‭ ‬لم‭ ‬يصلوا‭ ‬إلى‭ ‬الكونجرس‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدفعوا‭ ‬ثمن‭ ‬ذلك‭ ‬الدعم‭ ‬بمواقف‭ ‬سياسية‭ ‬وتشريعية‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬وليست‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬عامة‭.‬ والعامل‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬العظمى‭ ‬دائماً‭ ‬تُقدم‭ ‬حججاً‭ ‬ومبررات‭ ‬واهية‭ ‬تستغلها‭ ‬لمصالحها‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬جني‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأرباح،‭ ‬فهي‭ ‬تؤكد‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناسبات‭ ‬بأنها‭ ‬تستثمر‭ ‬وتنفق‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وفي‭ ‬تطوير‭ ‬الأدوية‭ ‬واللقاحات‭ ‬الجديدة،‭ ‬ولذلك‭ ‬طبيعياً‭ ‬فإن‭ ‬أسعار‭ ‬منتجاتهم‭ ‬تكون‭ ‬غالية‭ ‬ومرتفعة‭ ‬الثمن‭. ‬وهذا‭ ‬المبرر‭ ‬صحيح‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬معينة،‭ ‬ولكن‭ ‬الأسعار‭ ‬التي‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬الأدوية‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬ترتفع‭ ‬بين‭ ‬عشية‭ ‬أو‭ ‬ضحاها‭ ‬وبدون‭ ‬سبب‭ ‬منطقي‭ ‬مقبول‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬نشرت‭ ‬رويترز‭ ‬تقريراً‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬صُناع‭ ‬الأدوية‭ ‬يبدؤون‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬برفع‭ ‬أسعار‭ ‬500‭ ‬دواء‭ ‬في‭ ‬أمريكا‮»‬،‭ ‬واستنتاجات‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬مستخلصة‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬أجرتها‭ ‬شركة‭ ‬‭(‬46brooklyn‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬المعروفة‭ ‬مثل‭ ‬فايزر‭ ‬التي‭ ‬ربحت‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬اللقاح‭ ‬ضد‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬لأسعار‭ ‬الدواء‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬بحجة‭ ‬التأثيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لكورونا‭ ‬على‭ ‬أرباحهم‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬ترد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬الأرباح‭ ‬التي‭ ‬تجنيها‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬لا‭ ‬تذهب‭ ‬كلها‭ ‬إلى‭ ‬الصرف‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬وإنما‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬جيوب‭ ‬المسؤولين‭ ‬فتجعلهم‭ ‬أكثر‭ ‬ثراءً،‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬غناهم‭ ‬الفاحش‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬أنقل‭ ‬لكم‭ ‬آخر‭ ‬خبر‭ ‬منشور‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فوربس‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬عقود‭ ‬فايزر‭ - ‬بيونتيك‭ ‬وموديرنا‭ ‬من‭ ‬اللقاحات‭ ‬تفوق‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬حتى‭ ‬الآن‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬الخبر‭ ‬بأن‭ ‬تعاقدات‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬فاقت‭ ‬مجتمعة‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لجرعات‭ ‬ستسلمها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامي‭ ‬2021‭ ‬و2022‭ ‬فقط،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬أن‭ ‬إيرادات‭ ‬فايزر‭ ‬ستزيد‭ ‬عن‭ ‬6‭,‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬بينما‭ ‬ستحقق‭ ‬شركة‭ ‬موديرنا‭ ‬نحو‭ ‬7‭,‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬ ومن‭ ‬أجل‭ ‬مقاومة‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬الجشعة‭ ‬للأدوية‭ ‬فقد‭ ‬اتخذ‭ ‬بايدن‭ ‬عدة‭ ‬إجراءات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬وعدم‭ ‬تحميل‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬عبء‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬النارية‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تجدونها‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬أقوى‭ ‬وأغنى‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وهي‭ ‬شراء‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬كندا‭ ‬الأرخص‭ ‬سعراً،‭ ‬حيث‭ ‬وقع‭ ‬بايدن‭ ‬أمراً‭ ‬تنفيذياً‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬تعزيز‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خفض‭ ‬الأسعار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬المحتكرة‭ ‬والتي‭ ‬تتمتع‭ ‬بنفوذ‭ ‬قوي،‭ ‬ومنها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأدوية‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬التنفيذي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬72‭ ‬مبادرة‭ ‬لمواجهة‭ ‬مشكلات‭ ‬التنافس‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬‮«‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬أدوية‭ ‬آمنة‭ ‬وأرخص‭ ‬من‭ ‬كندا‮»‬‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فمن‭ ‬ضمن‭ ‬ميزانية‭ ‬بايدن‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬3‭,‬2‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬هو‭ ‬برنامج‭ ‬العناية‭ ‬الصحية،‭ ‬أو‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬توجيه‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬الى‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أنسب‭ ‬الأسعار‭ ‬للأدوية‭ ‬والتي‭ ‬تحقق‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭.‬ فمن‭ ‬الواضح‭ ‬إذن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬خاصة،‭ ‬مثل‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬وغيرها‭,‬‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الحكومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ولها‭ ‬نفوذ‭ ‬عميق‭ ‬وقوي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والتشريع‭ ‬الأمريكي‭ ‬ربما‭ ‬يفوق‭ ‬نفوذ‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬نفسه‭.‬ فإذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬أمريكا‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بداخلها‭ ‬هذه‭ ‬الشركات،‭ ‬فكيف‭ ‬سيكون‭ ‬حالنا‭ ‬نحن‭ ‬معهم؟‭ ‬وهل‭ ‬لنا‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬عليهم؟‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية،‭ ‬‭ ‬أو‭ ‬الاتصالات‭ ‬والإنترنت،‭ ‬أو‭ ‬التبغ‭ ‬والسجائر؟‭ ‬ ‮ ‬bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh‭ ‬

مشاركة :