أفغان يتحدون طالبان.. ويرفعون الأعلام الوطنية في ذكرى الاستقلال

  • 8/20/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كابول‭ - ‬الوكالات‭: ‬خرج‭ ‬أفغان‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬تظاهرات‭ ‬جابت‭ ‬الشوارع‭ ‬وهم‭ ‬يلوحون‭ ‬بالأعلام‭ ‬الوطنية‭ ‬لإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬الاستقلال،‭ ‬في‭ ‬تحدّ‭ ‬لطالبان‭ ‬التي‭ ‬استولت‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬قبل‭ ‬ايام‭ ‬ورفعت‭ ‬رايتها‭ ‬البيضاء‭ ‬الخاصة‭ ‬فوق‭ ‬الأبنية‭ ‬الحكومية‭. ‬ وشاهد‭ ‬مراسل‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬وهم‭ ‬يرفعون‭ ‬علم‭ ‬أفغانستان‭ ‬الأسود‭ ‬والأحمر‭ ‬والأخضر‭ ‬قرب‭ ‬وزير‭ ‬أكبر‭ ‬خان،‭ ‬إحدى‭ ‬ضواحي‭ ‬كابول،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬شاحنة‭ ‬صغيرة‭ ‬تحمل‭ ‬مقاتلين‭ ‬من‭ ‬طالبان‭ ‬بجوارهم‭. ‬ أبطأت‭ ‬الشاحنة‭ ‬سيرها‭ ‬ورمق‭ ‬مقاتلو‭ ‬طالبان‭ ‬أفراد‭ ‬المجموعة‭ ‬بنظرات‭ ‬فضولية‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يتابعوا‭ ‬طريقهم‭ ‬متجاهلين‭ ‬استعراض‭ ‬التحدي‭ ‬هذا‭. ‬ أعلنت‭ ‬أفغانستان‭ ‬استقلالها‭ ‬عام‭ ‬1919‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الأمير‭ ‬أمان‭ ‬الله‭ ‬خان‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬البريطانية‭ ‬الأفغانية‭ ‬الثالثة،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬بدلت‭ ‬علمها‭ ‬الوطني‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭. ‬ علم‭ ‬أفغانستان‭ ‬الأخير‭ ‬بالألوان‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأسود‭ ‬والأحمر‭ ‬والأخضر‭ ‬وفي‭ ‬وسطه‭ ‬الشعار‭ ‬الوطني‭ ‬للبلاد‭ ‬بالأبيض،‭ ‬اعتمد‭ ‬عام‭ ‬2013‭. ‬ ويوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬أطلق‭ ‬مقاتلو‭ ‬طالبان‭ ‬النار‭ ‬لتفريق‭ ‬عشرات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬كانوا‭ ‬يلوحون‭ ‬بالعلم‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬جلال‭ ‬أباد‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬ذكرى‭ ‬الاستقلال‭. ‬ كذلك‭ ‬وردت‭ ‬تقارير‭ ‬عدة‭ ‬غير‭ ‬مؤكدة‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬كونار،‭ ‬ونشرت‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬لقطات‭ ‬لسيارات‭ ‬ودراجات‭ ‬نارية‭ ‬تحمل‭ ‬أعلاما‭ ‬أفغانية‭ ‬وهي‭ ‬تعبر‭ ‬ضاحية‭ ‬اسد‭ ‬اباد‭ ‬في‭ ‬كابول‭. ‬ وانتشر‭ ‬ايضا‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فيديو‭ ‬لرجل‭ ‬تسلق‭ ‬عمودا‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬عبدالحق‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬ورفع‭ ‬فوقه‭ ‬العلم‭ ‬الأفغاني‭ ‬بينما‭ ‬هتف‭ ‬حشد‭ ‬تجمع‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬له‭. ‬ وأظهر‭ ‬منشور‭ ‬آخر‭ ‬عشرات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬يحملون‭ ‬الأعلام‭ ‬الوطنية‭ ‬ويسيرون‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الأفغانية‭. ‬ وتعتمد‭ ‬طالبان‭ ‬راية‭ ‬بيضاء‭ ‬تتوسطها‭ ‬الشهادتان،‭ ‬وقد‭ ‬باتت‭ ‬مألوفة‭ ‬منذ‭ ‬استيلاء‭ ‬الحركة‭ ‬بشكل‭ ‬خاطف‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬تمرد‭ ‬استمر‭ ‬20‭ ‬عاما‭. ‬ وأمس‭ ‬أعلنت‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬اعترافها‭ ‬باستقلال‭ ‬البلاد‭ ‬وهزيمة‭ ‬الامبراطورية‭ ‬البريطانية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الاحتلال‭ ‬الروسي‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬عقدا‭ ‬وانتهى‭ ‬عام‭ ‬1989‭. ‬وأضاف‭ ‬البيان‭: ‬‮«‬فخر‭ ‬كبير‭ ‬للأفغان‭ ‬أن‭ ‬بلادهم‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الاستقلال‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬الامريكي‭ ‬اليوم‮»‬‭. ‬ في‭ ‬موسكو‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬سيرجي‭ ‬لافروف‭ ‬أمس‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬ضد‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬تتركز‭ ‬في‭ ‬بانشير‭ ‬مع‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬صالح‭ ‬ونجل‭ ‬القائد‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬شاه‭ ‬مسعود،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬محادثات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشكيل‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬لها‭ ‬صفة‭ ‬تمثيلية‮»‬‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬ وقال‭ ‬لافروف‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الروسية‭ ‬إن‭ ‬‮«‬طالبان‭ ‬لا‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأراضي‭ ‬الأفغانية‭. ‬تصل‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬بانشير‮»‬‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬كابول‭ ‬‮«‬حيث‭ ‬تتمركز‭ ‬قوات‭ ‬المقاومة‭ ‬التابعة‭ ‬لنائب‭ ‬الرئيس‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬صالح‭ ‬وأحمد‭ ‬مسعود‮»‬‭. ‬ ودعا‭ ‬لافروف‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬يسمح‭ ‬بتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬لها‭ ‬صفة‭ ‬تمثيلية‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬كانت‭ ‬تصر‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬آلية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬لإنهاء‭ ‬النزاع‭ ‬الأفغاني‭ ‬قبل‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬كابول‭ ‬ومعظم‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭. ‬ ودعمت‭ ‬موسكو‭ ‬مبادرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬قدمها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأفغاني‭ ‬السابق‭ ‬حميد‭ ‬كرزاي‭ ‬وأطلقت‭ ‬تصريحات‭ ‬مطمئنة‭ ‬وتنم‭ ‬عن‭ ‬انفتاح‭ ‬تجاه‭ ‬طالبان‭. ‬ من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسية‭ ‬ماريا‭ ‬زاخاروفا‭ ‬أمس‭ ‬إن‭ ‬طالبان‭ ‬‮«‬مستعدة‭ ‬للحوار‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬استعدادها‭ ‬لمراعاة‭ ‬مصالح‭ ‬مواطنيها‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‮»‬‭. ‬ وأضافت‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬ستنظم‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬رحلات‭ ‬جوية‭ ‬للمواطنين‭ ‬الروس‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬مغادرة‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وإذا‭ ‬طُلب‭ ‬منها‭ ‬فهي‭ ‬مستعدة‭ ‬لإجلاء‭ ‬مواطنين‭ ‬أفغان‭ ‬في‭ ‬طائرات‭. ‬ من‭ ‬جهته،‭ ‬تعهد‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬صالح‭ ‬عدم‭ ‬الخضوع‭ ‬لطالبان‭ ‬وتراجع‭ ‬إلى‭ ‬وادي‭ ‬بانشير‭. ‬ وظهر‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الاثنين‭ ‬مع‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬وهما‭ ‬يرسيان‭ ‬أسس‭ ‬حركة‭ ‬مقاومة‭. ‬ وطالب‭ ‬أحمد‭ ‬مسعود‭ ‬نجل‭ ‬القائد‭ ‬أحمد‭ ‬شاه‭ ‬مسعود‭ ‬الذي‭ ‬اغتاله‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬2001‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ ‬بالأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬للمليشيا‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مقاومة‭ ‬طالبان‭ ‬التي‭ ‬استعادت‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬كابول‭. ‬ ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬طالبان‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬وادي‭ ‬بانشير‭ ‬الذي‭ ‬يصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭. ‬ وبينما‭ ‬واصل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬النظر‭ ‬بصدمة‭ ‬إلى‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬اقترحت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيطالية،‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬حاليا‭ ‬رئاسة‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين،‭ ‬عقد‭ ‬قمة‭ ‬طارئة‭ ‬لأكبر‭ ‬20‭ ‬اقتصادا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لمناقشة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬

مشاركة :