المهندسة مروة التفاق.. شغوف بالفن والعمارة، درست الهندسة المعمارية في جامعة عجمان، حاصلة على ماجستير التخطيط العمراني من الجامعة الأميركية في الشارقة، تعمل حالياً رئيس قسم تصميم المباني والمنشآت الاتحادية، ورئيس مجلس الشباب في وزارة الطاقة والبنية التحتية وعضو مجلس إدارة في جمعية المهندسين. مروة منذ الصغر تهتم بالمباني والعمارة من حيث أشكالها وتناسق ألوانها واختلاف الحضارات التي تنعكس على مبانيها مما يميّز دولة عن أخرى.. وتقول عن ذلك: «كبر معي هذا الشغف لتكون لي اليوم بصمة معمارية في المجتمع، موضحة أن الهندسة المعمارية من التخصصات التي لها ارتباط كبير مع الفن والإبداع المدروس بأسس هندسية، ومجالاته كبيرة ومطلوبة في سوق العمل لتحريك عجلة التطور والتنمية الحضرية المستدامة في الدولة، فيما يتعلق بتصميم المباني والمساكن والمستشفيات والمدارس والمباني الخدمية وغيرها». عن شغفها بعالم الهندسة الذي ورثته من والدها، تذكر «والدي مهندس مدني واعتدت أن أكون معه دائماً مما زاد شغفي بتصاميم المباني والعمارة، ودفع بي ذلك للتخصص في الهندسة المعمارية التي تجمع الفن والإبداع في آن واحد، وكان طموحي دائماً أن تكون لي بصمة في المجتمع، ومارست شغفي في مجال عملي حتى سنحت لي الفرصة بأن أصمم العديد من المباني الحيوية والخدمية في الدولة، وتخصصت أيضاً في التخطيط العمراني من خلال حصولي على الماجستير من الجامعة الأميركية. إنجازات التفاق فخورة بالكثير من الإنجازات التي حصدتها، فعلى الصعيد المهني، حصلت على شهادة خبير استراتيجي من المعهد العالمي للابتكار في الولايات المتحدة الأميركية، وحصلت على العديد من الدبلومات منها دبلوم الابتكار الحكومي من جامعة إمبريال كولج بلندن - المملكة المتحدة، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للابتكار، وخريجة برنامج «الثورة الصناعية الرابعة» الدفعة الأولى من جامعة أكسفورد، بالإضافة إلى ذلك حصلت على العديد من العضويات العالمية والمحلية، من أهمها عضوية في المنظمة العالمية الروبوتات والأتمتة. المهندسة مروة قامت بالعديد من المبادرات المجتمعية والتطوعية، مثل مبادرة «صمم بيتك صح»، من خلال مجلس شباب الوزارة، والتي استهدفت بها عينة من المجتمع لتعديل تصاميم منازلهم بشكل مجاني بما يتناسب مع متطلباتهم، أما على الصعيد التطوعي فقامت بالعديد من الدورات المجانية، بالتعاون مع الدوائر المحلية في إمارات الدولة في خطوات بناء منزل العمر، وكيف يمكنهم فهم متطلباتهم واختيار الاستشاري والمقاول المناسب لهم ولميزانيتهم، مما خلق لها فرصة أن تقترب أكثر من خدمة المجتمع بالعلم الذي حصلت عليه، بالإضافة إلى ذلك قامت، بالتعاون مع الزميل المهندس طارق الحمادي بإنشاء «وصل» لتنظيم الورش، التي من خلالها تقوم باستقطاب أهم المؤثرين في قنوات التواصل الاجتماعي في مجال التشييد والبناء وعمل دورات للمجتمع. تحديات لا تخلو الحياة من التحديات، فكما قالت القيادة الإماراتية، «أكبر مخاطرة أن لا تخاطر»، هو ما تضعه التفاق نهجاً أمامها، موضحة أن العمل بحد ذاته كان تحدياً بالنسبة لها، وكانت دائماً تفكر كيف يمكن أن تتميز في عملها، وتترك بصمة مختلفة؟ لذلك مع كل مشروع توجد نسبة مخاطرة كانت بالنسبة لها درساً تستفيد منه وتتعلم وتطور نفسها من خلال الخبرات الموجودة، والتي تحيط بها، خاصة فيما يتعلق بالشباب لخلق حياة كريمة وتذليل العقبات للجيل القادم فمع خبرة الآباء وسواعد الشباب نرتقي، ونذلل كل التحديات. هواية الطبخ رغم عملها مهندسة إلا أن الجانب الآخر في حياة التفاق هو حب «عالم الطبخ» وتصفه: «أحب الطبخ كثيراً، وأحب مشاهدة والدتي وهي تتفنن في الطبخات التراثية الإماراتية خاصة، حيث اكتسبت الكثير من الخبرة والمهارة في طهي أكلاتنا التي تفوح منها رائحة الماضي، بالإضافة إلى ذلك أستمتع بقراءة الكتب السياسية والتاريخية، فمن خلالها أكتسب ثقافة الشعوب وقصصهم وحضاراتهم، مشيرة إلى أن الأسرة بالنسبة لها هي الملاذ السعيد والمريح وهي الداعم الأول لي في مسيرتها العملية والعلمية وفي تحقيق طموحها فاسعد أوقاتها معهم. أزمة «كورونا» خلال أزمة «كورونا» تؤكد المهندسة مروة أن الجائحة أوجدت لها فرصة جميلة، وهي ما يسمى «التحدي»، فخلال الأزمة لم تقف مكتوفة الأيدي بل قامت بالعديد من «المبادرات التطوعية عن بُعد»، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ومنها ورشة كيف تصمم منزل أحلامك؟ وقدمت العديد من الدورات الخاصة بكيفية اختيار الاستشاري لبناء منزلك، بالإضافة إلى مبادرة صمم بيتك صح، والتي استهدفت تطوير مخططات 150 إماراتي مقبل على بناء منزله.. لكن أكبر إنجاز تشعر معه بالفخر الكبير، وعملت عليه هو إنجاز «مشروع وصل» لتنظيم الورش الهندسية، والذي يعتبر المنصة الأولى المختصة بطرح دورات هندسية للمجتمع. المرأة الإماراتية تؤكد المهندسة مروة التفاق أن المرأة الإماراتية قوية وبرز دورها في دولة الإمارات ودعمها القيادة الرشيدة في جميع المجالات، ووجهت لها : استمري دائماً في عطائك وفي بناء جيل واعٍ متعلّمٍ قادر على التطوير والعطاء. هدف تهدف المهندسة مروة التفاق إلى استكمال المسيرة العلمية من خلال نشر ثقافة البناء والتعمير للمجتمع، وأن تكون نموذجاً مشرّفاً عن المهندسة الإماراتية الشابة، بالإضافة إلى الاستمرار في اكتساب المزيد من الخبرة التعليمية والتطويرية في مجال العمل.