التسوق في مركز مدينة مولهايم الألمانية يقودك إلى ركن جميل، تجتمع فيه الأنتيكا المعلقة على الجدران وعلى الطاولات مع الحلى والمقتنيات الشخصية مثل السبحات «المسابح» والخواتم، وهي بدورها تقودك إلى معرفة أحد أسباب وقوع الغرب في سحر الشرق. «البيان» زارت ذلك المكان وأجرت اللقاء التالي مع صاحبه صفوان الكحيل. يتعلق صفوان الكحيل بـ«الأنتيكا» منذ أن كان في مسقط رأسه في سوريا، وصقل هوايته بعد انتقاله إلى ألمانيا باقتناء المزيد منها، ولأن القطع التي كان يمتلكها منتقاة بعناية شديدة وذوق مرهف. فقد كان أصدقاؤه يشترونها منه، وهكذا تطورت هوايته إلى تجارة، ثم أطلق شركة لبيع «الأنتيكا» عبر الإنترنت، وافتتح مزادات مباشرة على الصفحة الزرقاء، ونالت الفكرة إقبالاً من جميع أنحاء العالم. وتوسعت الآفاق أمام الكحيل وبدأ بالبيع عبر«الجملة» إلى العراق، لبنان، فلسطين، الإمارات، أستراليا ودول أخرى، ثم افتتح مؤخراً معرضاً في مدينة مولهايم في ألمانيا. أنواع مميزة يقول الكحيل: سابقاً كانت في أوروبا محال لبيع «المسابح» والخواتم العادية، أما أنا فأعرض أنواعاً مميزة منها بالإضافة إلى الأنتيكا، وكنت أول من طرح في المنطقة أطقماً رجالية تضم خاتماً ومسبحةً وكارتيراً وساعةً. وسوف أعرض تجهيزات العرسان من الذهب والحليّ، مثل «الكمر» حزام خصر العروس من الذهب والفضة والملبس بالأحجار الكريمة، بالإضافة إلى حفر أسماء العرسان على خواتم الخطبة. ويضيف: باعتبار أن أوروبا تشهد تدريجياً تزايداً من الخليط البشري وتزاوجاً بين الجنسيات الشرقية والغربية، فغالباً ما تتم حفلات زواجهم في طقوس شرقية، وبالتالي فإن الأوروبيين باتوا أكثر قرباً منا ويقبلون على الحلى الشرقية، كما أن طقوس الدول الشرق أوروبية قريبة من الطقوس الشرقية، وهم بطبيعة الحال يقبلون على بضاعتنا. زخارف ونقوش يبين الكحيل أن العرب يفضلون القطع المشغولة بالزخارف والنقوش، مثل الخواتم المرصعة بالحجر والألماس، والمسابح المميزة بألوانها وأحجامها وشكلها، أما الألمان فإنهم يفضلون القطع الخفيفة المشغولة بالأحجار الكريمة بالإضافة إلى المجوهرات، مثل الياقوت، الزفير، الزمرد، الكهرمان القديم، الأرابيسك، العاج المزخرف، اليسر المزخرف وأنواع خاصة من اللؤلؤ الحر. يتابع قائلاً: يقبل الألمان على الفاتوران، وهو خامة ألمانية، تزين بها مقابض الأبواب والسكاكين والملاعق القديمة، ويحبون العنبر والكهرمان بالنسبة للأطواق والخواتم والمسابح. والآن تشتري مني بعض النساء مسابح لتعليقها في الرقبة كموضة جديدة من الأطواق النسائية. ثقافة عامة يرى الكحيل أن الألمان لا يشترون الحلى والأنتيكا بغرض الزينة فقط إنما للاقتناء، وأنهم يتوارثونها من آبائهم وأجدادهم، ويحتفظون بها، والغالبية لديهم «فاترينات» يضعون فيها مقتنياتهم الشخصية القديمة، مثل البايب، الكريستال، فناجين القهوة القديمة، المسدسات والسيوف القديمة. ويؤكد أن زبائنه الألمان لديهم ثقافة عامة كبيرة في هذا المجال، والغالبية يعرفون أنواع الأحجار الكريمة ويميزون الألماس من الـ«موزنايت». كان لدى الكحيل معرض للسيارات في أبوظبي، ثم انتقل في 2014 إلى ألمانيا، ليبدأ رحلة جديدة مع هوايته التي طورها إلى تجارة، وقد شارك في معرض للأنتيكا في بولونيا، وهو متابع لإكسبو من أجل المشاركة به، ويسعى لافتتاح فرع لمعرضه في دبي. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :