حض حلف شمال الأطلسي «الناتو»، الجمعة، حركة طالبان على السماح بعمليات الإجلاء من أفغانستان وتعهد أن يواصل الحلفاء «التنسيق من كثب» فيما تتواصل تلك العمليات، مشيرًا إلى عدم السماح للإرهاب للعودة مرة أخرى من أفغانستان. وجاء الإعلان المشترك للدول الثلاثين الأعضاء في حلف الناتو في أعقاب مؤتمر عاجل عبر الفيديو لوزراء الخارجية، لمناقشة جهود الإجلاء والخطوات التالية التي ينبغي اتخاذها. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف يعطي الأولوية لإخراج الناس من كابول وأن يبقى المطار مفتوحًا. وذكر ستولتنبرغ للصحفيين: «ما زال الوضع صعبًا ولا يمكن التنبؤ به... التحدي الرئيسي الذي نواجهه أن يصل الناس ويدخلون مطار كابول». وأشار مسؤول في حلف شمال الأطلسي إلى أن أكثر من 18 ألف شخص تم نقلهم جوًا من كابول منذ استيلاء طالبان على عاصمة أفغانستان، لكن آلاف الأشخاص المتلهفين للفرار من البلاد ما زالوا يحتشدون في المطار. يأتي ذلك فيما تزداد المخاوف الجمعة من عدم تنفيذ طالبان وعودها بالتسامح بعد نشر وثيقة سرية للأمم المتحدة كشفت أن الحركة كثفت ملاحقة الأفغان الذين عملوا مع القوات الأجنبية في بلدهم. وصدر التقرير الذي وضعته مجموعة خبراء في تقييم المخاطر لحساب الأمم المتحدة، أن طالبان وضعت «قوائم ذات أولوية» للأفراد الذين تريد توقيفهم رغم وعود المتمردين بعدم الانتقام من المعارضين. من جانب آخر وصف المتحدث باسم حركة طالبان التي تسيطر منذ الأحد الماضي على العاصمة الأفغانية، ومجمل البلاد، سهيل شاهين، الصين وتركيا بالشريكتين الرئيسيتين للحركة في أفغانستان. وأوضح في مقابلة مع قناة «CGTN» الصينية أن طالبان تنظر إلى الصين وتركيا على أنهما الشريكين في إعادة إعمار أفغانستان بعد الحرب. إلى ذلك، شدد المتحدث على أن أفغانستان تحتاج إلى الصداقة والدعم والتعاون مع تركيا أكثر من أي دولة أخرى. وقال إن كابول عادت إلى طبيعتها وأمنها مضمون، مشيرًا إلى أن الحركة تسيطر وتدير الشؤون اليومية للمدينة. يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان أعرب وقت سابق أمس، بأن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع قادة طالبان إذا اقتضى الأمر. كما أضاف، «يمكننا إجراء مباحثات مع طالبان إذا لزم الأمر، فهناك حقائق على الأرض يجب أخذها بعين الاعتبار، لذلك عندما يُطرق بابنا سنفتحه». على صعيد آخر أعلنت قوات تابعة لأحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود، أنها سيطرت على 3 مديريات في ولاية بغلان شمال أفغانستان. وحضّ أحمد مسعود في مقالات نشرت في الأيام الماضية على المقاومة في وادي بانشير ضد حركة طالبان، مطالبًا بدعم دولي ولا سيما أسلحة وذخائر من الولايات المتحدة. وتداول ناشطون على موقع «تويتر» مقاطع فيديو تظهر رفع العلم الأفغاني على أحد المباني في المناطق التي سيطرت عليها المقاومة، وتزيل علم طالبان.
مشاركة :