يعد تعزيز الهوية الوطنية قضية أساسية لدى المجتمعات المعاصرة كافة، في ظل طغيان ظاهرة العولمة، وما يحمله ذلك من خطر داهم على الخصوصيات الحضارية والثقافية لهذه المجتمعات. ولا حاجة للتأكيد على أن الحفاظ على الهوية الوطنية يجب أن يكون أولوية أساسية لصيانة المكتسبات القومية وترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن. ويأتي الحفاظ على الهوية الوطنية في صدارة اهتمامات القيادة الرشيدة، وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى ما ورد في كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة اليوم الوطني السابع والثلاثين، التي أوضح فيها أن دعوة سموه لجعل عام 2008 عامًا للهوية الوطنية لم تهدف إلى ربطها بجدول زمني، لأنها ليست شعارًا لمرحلة، وإنما هي إطار جامع يكون فيه موروث الإمارات الثقافي والحضاري بوصلة لتوجيه تفاعلنا مع محيطنا وتحدد الاتجاه الذي يحفظ خصوصيتنا ومقومات شخصيتنا. وفي ظل هذا الاهتمام الكبير الذي تحظى به قضية الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، اتُّخذ الكثير من المبادرات الهادفة إلى تعزيز هذه الهوية وترسيخها، وكان أبرزها جَعْل عام 2008 عامًا للهوية الوطنية، كما سلفت الإشارة، ومن ثَّم توالت المبادرات التي أكدت الاهتمام المتواصل من قبل قيادتنا الرشيدة بهذه القضية الحيوية، وكان منها تلك الخاصة بتعزيز مكانة اللغة العربية التي تعدّ ركيزة أساسية لهويتنا الوطنية. وفي إطار الجهود المتواصلة لتعزيز الهوية الوطنية، التي تعد الحصن المنيع والحارس الأمين لوجودنا وخصوصيتنا التاريخية والثقافية، أطلقت مؤسسة «وطني الإمارات»، مؤخرًا «برنامج الهوية الوطنية الإماراتية» في دورته الثانية، الذي يستمر حتى 26 أغسطس الجاري، استجابةً لرؤى القيادة الرشيدة في ترسيخ منظومة القيم والثوابت الوطنية في نفوس الشباب، من أجل الحفاظ على الوطن وصون منجزاته، والدفاع عن مكتسباته وبناء حاضر مشرق ومستقبل زاهر لأبنائه. وفي الواقع، فإن هذه الدورة تحظى بأهمية خاصة كونها تركز على الشباب الذي يحظى بكل اهتمام ورعاية من قبل القيادة الرشيدة، باعتباره القطاع الأكثر حيوية في المجتمع، ويحفل برنامجها بالعديد من ورش العمل والمحاضرات التي تتناول العديد من المحاور المهمة، وفي مقدمتها توظيف الطاقات الشابة في ترسيخ السمعة الطيبة بين أفراد المجتمع، ونشر مفاهيم الانتماء للوطن، وتحصين الشباب في ظل التحديات التي تفرضها العولمة، وتمكينهم من اتخاذ القرارات الواعية والمفيدة لهم وللمجتمع. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :