هاجم زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال قليتشدار أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد أن وصفه الأخير بـ"الكاذب". وجدد أردوغان هجومه على المعارضة لرفضها الشديد تصريحاته الإيجابية بحق حركة طالبان وإعلانه نيته التواصل معها. وقال أردوغان متحدثا عن المعارضة "لا يعرفون سوى الكذب"، ردا على ما قاله قياديون بالمعارضة من أن هناك 1.5 مليون مهاجر أفغاني غير شرعي بتركيا. وفي حديث موجه لقليتشدار أوغلو، قال أردوغان: "ليس لدي شك في ذلك، السيد كمال كاذب. لم أر مطلقا صدقه". وردًا على ذلك، نشر قليتشدار أوغلو، مساء الجمعة، سلسلة تغريدات قال فيها: "خارج من الصلاة ثم تسب، لا أعرف ماذا أقول! أنت تسخر من عقول الأمة يا أردوغان"، في إشارة إلى أن تصريحات أردوغان جاءت عقب أدائه صلاة الجمعة بإسطنبول. وأضاف زعيم المعارضة قاصدًا أردوغان: "قلتَ في برنامج تلفزيوني: سنستقبل طالبي اللجوء. وبعدها بنصف ساعة استيقظتَ وقلتَ: نبني جدارًا على الحدود، أقاويلك تتعارض مع بعضها، أنت لا تدرك ما تقوله". وأضاف: "أكرر يا أردوغان: لنعد إلى أمتنا ونسألها، وليجيبوا هم.. هل يأتي اللاجئون إلى بلادنا بأعداد كبيرة أم لا؟ ليخبرك المواطنون بالإجابة، فهي واضحة في أحيائهم، من الواضح أنك لا تستطيع الرؤية من القصور". وتابع قليتشدار أوغلو: "باختصار يا أردوغان، أنت تمثل مشكلة وسببا لمعاناة الدولة. لقد عرّضت الهيكل الديموغرافي لتركيا للخطر. وبما أنك تجنبت الانتخابات -المبكرة- أيضًا، فلا يستطيع شعبنا أن يقول لك رأيه في الوقت الحالي. ولكن في يوم من الأيام ستواجه الحقائق". وخلال الأيام الماضية، وفي أكثر من مناسبة، حرص أردوغان على تأييد ما قامت به حركة "طالبان" في أفغانستان وسيطرتها على كافة أنحاء البلاد، ولا سيما العاصمة كابول. كما أشاد كذلك بتصريحات الحركة الأخيرة، واصفا إياها بـ"المعتدلة"، وقال "إذا لزم الأمر سنلتقي قادتها، ونتعامل مع الحكومة التي تشكلها". الأمر أثار حفيظة المعارضة التي خرج قادتها في مناسبات عدة لشن هجوم على أردوغان بسبب مواقفه مما يجري في أفغانستان، مستنكرة رغبته في "عقد لقاء مع حركة استولت على الحكم بقوة السلاح، وأزاحت حكومة منتخبة". المعارضة رأت كذلك أن "مواقف أردوغان مع طالبان تتعارض مع مواقفه في عدد من الدول، حينما كان يزعم أن هناك انقلابات على الحكومات الشرعية فيها". وفضلا عن مواقفه حيال طالبان، دأبت المعارضة التركية خلال الآونة الأخيرة على مهاجمة أردوغان وحكومته لـ"تهاونه وتقاعسه" عن حماية حدود البلاد مع إيران أمام موجات الهجرة القادمة من أفغانستان. والأحد الماضي، أصدر أردوغان أمراً بإغلاق حدود بلاده مع إيران بشكل كامل، بعد محاصرة حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول، والسيطرة عليها لاحقا. واستقبلت تركيا خلال الأيام الماضية الآلاف من اللاجئين الأفغان الفارين من حركة طالبان.
مشاركة :