«طالبان» ترسل مئات المقاتلين إلى «وادي بانجشير»

  • 8/23/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت حركة «طالبان» توجه مئات المقاتلين إلى منطقة «وادي بانجشير» الخارجة عن سيطرتها شمال العاصمة كابول، حيث تسعى مقاومة مسلحة تنظيم صفوفها والتصدي للحركة التي تحاول إحكام قبضتها على كامل أفغانستان، جاء ذلك فيما استمرت عمليات الإجلاء من مطار كابول في ظل ظروف بالغة الخطورة. وكتبت حركة «طالبان» في تغريدة على حسابها على تويتر بالعربية: «مئات من عناصر الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بانجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي»، كما نشرت تسجيلاً مصوراً تظهر فيه آليات محمّلة بالعتاد والمقاتلين. ومنذ استولت «طالبان» على السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف سيطرت خلاله على العاصمة كابول، توجّه آلاف الأشخاص إلى «بانجشير» بهدف الانضمام إلى حركة المقاومة وإيجاد ملاذ آمن لمتابعة حياتهم. وفي هذه المنطقة يحشد أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم «القاعدة» قبيل هجمات 11 سبتمبر 2001، قوة مقاتلة عديدها 9 آلاف عنصر. وقال مسعود إن جنود الجيش الأفغاني الغاضبين من استسلام قادتهم، وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى «بانجشير». وبالإضافة إلى القوة التابعة لمسعود، يتواجد في «بانجشير» آلاف النازحين من مختلف أنحاء أفغانستان تدفّقوا على الوادي بحثاً عن ملاذ آمن. وقال مسعود، إنه يأمل في إجراء محادثات سلام مع الحركة لكنه أكد أن قواته مستعدة للقتال. وأضاف مسعود من معقله في إقليم «وادي بانجشير»: «نريد من طالبان أن تدرك أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو المفاوضات، لا نريد اندلاع حرب». وأكد مسعود أن مؤيديه مستعدون للقتال إذا حاولت «طالبان» غزو إقليمهم. وأضاف «يريدون أن يدافعوا، يقاتلوا، يريدون أن يقاوموا أي نظام شمولي». ومع ذلك قال إنه لم ينظم الاستيلاء على ثلاث مناطق في إقليم «بغلان» الشمالي المتاخم لـ«بانجشير» الأسبوع الماضي، موضحاً أن جماعات من الميليشيات المحلية هي التي فعلت ذلك كرد فعل على الأعمال الوحشية بالمنطقة. ودعا مسعود إلى تشكيل حكومة شاملة ذات قاعدة عريضة في كابول تمثل كل الطوائف العرقية المختلفة في أفغانستان قائلاً إن «النظام الشمولي» لا ينبغي أن يعترف به المجتمع الدولي. وقال مسعود «هناك كثيرون من أقاليم كثيرة أخرى يسعون للجوء إلى وادي بانجشير، إنهم يقفون معنا ولا يريدون القبول بهوية أخرى لأفغانستان». وفي سياق آخر، ذكر مسؤول بحلف شمال الأطلسي أمس، أن ما لا يقل عن 20 شخصاً لقوا حتفهم في الأيام السبعة المنصرمة داخل مطار كابول وحوله خلال جهود الإجلاء بعد سيطرة مقاتلي «طالبان» على العاصمة الأفغانية الأسبوع الماضي. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«رويترز»: «الأزمة خارج مطار كابول مؤسفة، تركيزنا منصب على إجلاء جميع الأجانب بأسرع ما يمكن». بدورها، ذكرت قناة «سكاي نيوز» نقلاً عن وزارة الدفاع البريطانية أن 7 أشخاص قُتلوا في حشد قرب مطار كابول. وأفادت أن وزارة الدفاع قالت في بيان أمس، «الأوضاع على الأرض لا تزال في غاية الصعوبة لكننا نبذل قصارى جهدنا لإدارة الوضع بأكبر قدر من السلامة والأمن». وزادت الحشود عند مطار كابول يومياً على مدى الأسبوع المنصرم، مما عرقل عمليات المغادرة مع محاولة الولايات المتحدة ودول أخرى إجلاء الآلاف من دبلوماسييها ومدنييها والعديد من الأفغان. وقال المسؤول في حلف الأطلسي «تبتعد قواتنا بمسافة محددة عن المناطق الخارجية لمطار كابول لمنع أي اشتباكات مع طالبان». وذكرت تقارير وسائل إعلام محلية أنه يبدو أن المزيد والمزيد من الأطفال يفقدون، وسط مشاهد فوضوية في مطار كابول. وتحدثت قناة «اريانا» التلفزيونية الأفغانية عن أسرة واحدة من كابول، كانت تعتني بطفل مفقود، وجدته عالقاً في أسلاك شائكة هناك. وأضافت الأسرة أنه رغم جهودها، لم تتمكن من تحديد مكان والدي الطفل. وذكر الطفل وعمره 6 سنوات تقريباً أن أسرته كانت قد توجهت إلى المطار في محاولة للفرار من البلاد. ويبدو أن والده سقط وسط الحشد، ولم يتمكن الطفل من رؤية أي من والديه منذ تلك اللحظة. وتحدث صحفيون محليون أيضاً أن أشخاصاً ينشرون صوراً لأطفال مفقودين في المطار. إلى ذلك، قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، إن طائرات تجارية ستُستخدم للمساعدة في نقل أناس تم إجلاؤهم من أفغانستان. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» إن 18 طائرة، بينها طائرات تابعة لشركات «يونايتد» و«أمريكان إيرلاينز» و«دلتا»، لن تطير إلى كابول لكنها ستُستخدم لنقل أناس غادروا أفغانستان بالفعل. وتضغط الحكومة البريطانية من أجل استمرار مهام الإجلاء من أفغانستان، إلى ما بعد الموعد النهائي المقرر في 31 من أغسطس الجاري. وكتب وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، في مقال نشرته صحيفة «ميل أون صنداي»: «ربما سيتم السماح للأميركيين بالبقاء لفترة أطول، وسوف يحصلون على دعمنا الكامل إذا قاموا بذلك». وذكر شهود أن حركة «طالبان» فرضت بعض النظام حول مطار كابول الذي تعمه الفوضى أمس، فجعلت الناس يشكلون طوابير خارج البوابات الرئيسة ولم تسمح للحشود بالتجمع في محيطه. وقال الشهود إنه لم يكن هناك عنف أو فوضى عند المطار، وأضافوا أن طوابير طويلة تتشكل على الرغم من أن الوقت كان مبكراً للغاية.

مشاركة :