سياسات قاتلة تقف وراء التفجيرات في تركيا

  • 10/21/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

التفجير الذي هز مسيرة السلام في العاصمة التركية أنقرة، أخيراً، وأدى إلى مقتل 86 شخصاً على الأقل، وصف بأنه أكثر الهجمات دموية في تاريخ تركيا الحديث، واستهدف تجمعاً نظمه حزب الشعوب الديمقراطي، أحد الأحزاب المعارضة البارزة في البلاد قبيل دورة الانتخابات الوطنية الجديدة. ومن غير الواضح من المسؤول عن هذه الهجمات المشتبه بها، إلا أن سفك الدماء لا بد أنه يفاقم الأزمة في تركيا، التي اختبرت استقطاباً عميقاً، منذ فشل الانتخابات في يناير الماضي في تكريس حكومة مستقرة. ويعتبر حزب الشعوب الديمقراطي حزباً يسارياً إلى حد كبير، كردياً في غالبه، تشكل خلال السنوات القليلة الماضية، وأحرز نصراً كبيراً، عبر فوزه بأكثر من 10% من الأصوات. وفي السياسات التركية يجب على الأحزاب أن تحرز تكتلاً ما حتى تفوز بمقاعد في البرلمان. واعتبر نجاح الحزب لطمة كبيرة موجهة إلى حزب العدالة والتنمية الذي خسر الغالبية البرلمانية للمرة الأولى منذ عام 2002. فوز الحزب جاء بفعل المشاعر المعادية تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على امتداد تركيا، فضلاً عن دعم الأكراد في تركيا، وهم الأقلية العرقية الغالبة التي تمثل نحو خمس الشعب في تركيا. وتأثر الاستقطاب الحالي أيضاً بالصراع في سوريا. ومع كل حادثة عنف جديدة تزداد احتمالات التصعيد. وقبل تفجيرات أنقرة عرض حزب العدالة والتنمية وقف إطلاق نار أحادي الجانب قبيل الانتخابات. أما الآن فهناك فرصة أكبر أمام الأجنحة الأكثر تطرفاً في حزب العمال الكردستاني لزعزعة الاستقرار. وقال المحلل السياسي سونر كاجابتاي من واشنطن إن المسؤولية تقع على أردوغان في إبعاد تركيا عن حافة الهاوية. وقد يكون الرئيس التركي لعب دوراً أساسياً في الاستقطاب الحاصل في البلاد، إلا أن الأمر يعود إليه لإخماد التوترات قبل أن تنفجر. وعقب المذبحة الأخيرة يخشى كثيرون من سوء عاقبة ما يجري الآن.

مشاركة :