في تطور لافت للموقف التركي من الازمة السورية فأنقرة التي لطالما أصرت على ضرورة رحيل الأسد قبل الحديث عن أي تسوية سياسية أعلنت اليوم قبولها ببقاءه رمزيا لمدة ستة أشهر ضمن اتفاق سياسي ينهي الازمة. التصريح الذي نقلته رويترز عن مسؤولين كبار في الحكومة التركية تم بناء على اتصالات أنقرة مع واشنطن وباقي الحلفاء. وإن كانت تفاصيله الكاملة لم تتبلور بعد.. ويبدو ان تغيير تركيا لموقفها بحسب مراقبين جاء مدفوعا بتشابكات الملف السوري وزيادة الضغوط عليها في أكثر من جبهة منها خطر داعش وأزمة اللاجئين إضافة إلى الهاجس الاكبر لتركيا والمتمثل في الاكراد. وكانت الانباء تحدثت عن مشاورات تصب في اتجاه قبول موسكو بفتح مكتب للحزب الديمقراطي الكردي السوري على أراضيها تحت عنوان التنسيق في محاربة داعش. هذه التسريبات قد تكون كالصاعقة التي ستضرب العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة وان تركيا تعتبر الحزب الكردي منظمة إرهابية . وكانت قبلها الخارجية التركية استدعت السفيرين الروسي والأميركي لدى أنقرة على خلفية المساعدات العسكرية الروسية والأميركية التي تقدم لحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح المعروف باسم وحدات حماية الشعب. هذه التطورات تاتي في وقت تتصاعد الضغوط الداخلية على اردوغان مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي تجرى مطلع الشهر المقبل . وتشهد تركيا حال من التوتر الداخلي بسبب الصراع بين الدولة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني . توجها اعتقال الشرطة لرئيس نقابة المحامين طاهر إيلجي في مدينة ديار بكر بعد أن اصدرت محكمة في اسطنبول أمرا لاعتقاله بتهمة الدعاية لجماعة إرهابية في وقت احتشد المئات احتجاجا على قرار الاعتقال الذي اعتبروه غير قانوني .