تنمية الوعي - سعد الحميدين

  • 10/21/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل الأمم مجتمعة حسب الإمكانات المتوفرة لديها ما بوسعها من أجل التعليم لكي يشمل كل فئات المجتمع، ولم تدخر الدول أي جهد في سبيل تسهيل التحصيل العلمي لإيمانها العميق بأن الطريق نحو المستقبل والكفيل بمسايرة الركب الحضاري لايجيء إلا بواسطة المعرفة، والتعليم هو الطريق المباشر الى المعرفة والاستزادة منها بأنواعها التي تكفل اللحاق بمتغيرات الحياة حاثة على الحراك المستمر. إضافة إلى التعليم المعرفي يدرج بعض المفكرين والحكماء أهمية تهذيب الفرد: "إنه إذا ما تهذبت حياة الإنسان الشخصية استقامت حياة الأسرة، وإذا ما استقامت حياة الأسرة استقامت حياة الأمة، وإذا ما استقامت حياة الأمة ساد السلام في العالم، فينبغي أن يعم التهذيب الجميع دون استثناء بأن تكون عملية تهذيب الحياة الفردية الشخصية بمثابة الجذر أو الأساس" فاتساع رقعة التعليم، والعناية به هما عمل حيوي، وهذا ما نشهده وندركه عيانا بيانا في مجتمعنا حيث الإقبال على التعليم، وما تقدمه الدولة من مشروعات تعليمية من الروضة والتمهيدي إلى الجامعة في جميع مناطق المملكة المترامية الأطراف، وما توفره من مرافق تعليمية ومعلمين ومكافآت مادية للطلبة، وقد شمل ذوي الاحتياجات الخاصة، وسُهلت السبل التي تكفل مواصلتهم للتعليم والاستزادة من المعرفة، لكونهم أعضاء نافعين سواسية مع إخوانهم في تقديم الخدمات لمجتمعهم الذي رعاهم متى ما استكملت أدواتهم، فنشر العلم العام ضرورة ملحة وهي مدرَكة ومرعية، ففي نشره مساهمة في تطوير الإنسان دون تمييز فهو الركيزة السامية لتطوير وتثقيف العقل وتهذيبه سلوكيا، وتوسيع المدارك وتمتينها في عملية منظمة تؤتي أكلها، وقد جنت الأمم التي خدمت التعليم وساندت المتعلمين في مواصلة التحصيل داخليا وخارجيا الكثير من الفوائد التي أهلتها لكي تكون من ضمن المنظومة الدولية الراقية التي تعمل من أجل الإنسان وإسعاده بما تقدمه له من دفع معنوي ومادي لكي يكون مواطنا صالحا يعمل للبناء ويشيّد للمستقبل لإدراكه أن الحياة تتمثل في أجيال تدفع أجيالا، والبناء يتواصل من أخذ ثم عطاء يسلم لعطاء آخر، ويوصل حلقات تمتد على طول التاريخ ما بقيت الحياة، فمعرفة المواطن لدوره في مجتمعه وما يتوجب عليه تجاه وطنه من فعل نافع هو العمود الفقري للوعي الوطني. فما يقدمه المتعلم هو ما يتوجب عليه من ضريبة مواطنة مساهمة في بناء الحياة في عملية رد جميل، وبرهنة على وجوده كفرد عامل يستحق العيش كريماً بعطاءاته التي ساهم ويساهم بها لكي يخدم مجتمعه وأمته، وكذلك الإنسانية جمعاء فتواشج الإنسانية مع بعضها للعمل النافع من الأمور المهمة والمبتغاة، وهي غاية سامية ينشدها الجميع، وهذي من سمات الإنسان الذي يعي دوره في المجتمع لكونه يتحمل توجيه المجتمع إلى الطريق السليم، والعمل من أجل التطوير في المجالات الحياتية الصحية، والاقتصادية، والأمنية وغيرها، قوامها التعليم وهي الكفيلة بالعيش السعيد، وكما أنها توضح بجلاء قيمة الإنسان بالمعنى الحقيقي الذي يتمثل في إعمار الحياة وفق أسس كفيلة بأن يتفاعل الفرد مع مجتمعه مشاركا ومساندا في وقت الحاجة، وفي غير الوقت يعمل وهو يهجس بأن يقدم ما يفيد وما ينفع في الحياة، فهو لن يكون عبئاً على غيره. بل يتوجب عليه أن يعمل سواء طلب منه أو لم يطلب؛ فالعمل من أجل الذات والآخرين هو قوام الحياة التي تزداد احتياجاتها مع مرور الزمن، وتتعدد وتتباين وتختلف، والإنسان يواكب، وهو في أفكاره ومكتسباته المحرك الأساس للنمو والتطور، والشواهد تتوالى يومياً على الساحة الكبرى، وما يطرأ من جديد تتلقفه الأسماع والعقول في آنه. * لحظة: "يخطئ شبابنا المتعلم عندما يظن أن أيام الدراسة هي مرحلة القراءة والاطلاع فقط، إننا عندما نقطع أكبر مرحلة دراسية لا نكون قد قبضنا على زمام الحياة، بل نكون قد بنينا أساسا صلبا يمكن أن نثبت عليه أقدامنا لنسير في الحياة نحو الكمال حتى الشوط الأخير فيها، ولا يمكن أن نساير روح العصر الذي نعيش فيه مرحلة عمرنا إلا بالقراءة المستمرة والوقوف على أسرار الحياة المختلفة".

مشاركة :