مقالة خاصة: التحديات لا تزال قائمة في تقديم المساعدات إلى جنوب هايتي المنكوب بالزلزال

  • 8/23/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أسبوع من الزلزال القوي الذي ضرب هايتي، تدفقت المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية والبلدان، لكن إيصالها إلى المناطق النائية قد أعيق بسبب أوضاع معقدة. في 14 أغسطس، تعرضت هايتي لزلزال بقوة 7.2 درجة، وهو أحد أقوى الزلازل التي ضربت البلاد على الإطلاق، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 2189 وإصابة أكثر من 12000، وفقا لمديرية الحماية المدنية في البلاد. قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، التي وصلت إلى موقع الزلزال يوم الجمعة، إن الوضع في هايتي مأساوي، مشيرة إلى الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات. خلال الأسبوع الماضي، أعربت العديد من المنظمات الدولية والبلدان عن تعازيها في ضحايا الزلزال المدمر وقدمت مساعدات إنسانية لدعم هايتي. خصصت الامم المتحدة 8 ملايين دولار امريكي للطوارئ، يوم 15 أغسطس، للمساعدة في إطلاق جهود الإغاثة فى مجالات الرعاية الصحية والمياه النظيفة والمأوى والصرف الصحي لحالات الطوارئ. وأرسلت الحكومة المكسيكية يوم الجمعة شحنة ثانية من المساعدات إلى هايتي مع 20 طنا من المواد الغذائية والأدوية للمساعدة في دعم الإغاثة، إضافة إلى 19 طنا من مساعدات الإغاثة التي أرسلتها المكسيك في بداية الأسبوع. وخارج مطار لي كايه، في هايتي، اختلطت ضوضاء حركة المرور في الصباح مع أصوات هبوط طائرات الهليكوبتر وإقلاعها وتفريغها للمساعدات الإنسانية. قال ممثل منظمة أرسلت مساعدات، في حديثه مع ((شينخوا))، إن معظم التبرعات هي إمدادات طبية، ربما تكون المساعدة الأكثر ضرورة في الوقت الحالي، حيث تضررت أو دُمرت العديد من المستشفيات، بينما التي لا تزال تعمل فهي مكتظة تماما وتفتقر إلى العدد الكافي من الأطقم العاملة والإمدادات الطبية. مع ذلك، يبدو من الصعب إيصال المساعدات إلى المناطق النائية التي ضربها الزلزال لأن الطرق المؤدية إلى تلك المناطق غالبا ما تكون مغمورة بالمياه أو مغطاة بالأنقاض نتيجة الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال. قال هيكتور مينديز، عضو جمعية إنقاذ توبوس أزتيكا الشهيرة في المكسيك، إنه شعر بالصدمة لأن القليل من المناطق التي ضربها الزلزال تلقت حتى الآن الدعم الدولي من مجموعات مماثلة، لا سيما وأن العشرات من المنظمات والمؤسسات العالمية من المفترض أنها موجودة بالفعل في هايتي. لقد تسببت التضاريس ومحدودية وسائل النقل في جعل إيصال المساعدات القليلة أصلا، أمرا صعبا. إضافة لذلك، فإن شبه الجزيرة الجنوبية الأشد تضررا بالزلزال في هايتي هي "نقطة ساخنة للعنف المرتبط بالعصابات"، حيث تعرض العاملون في المجال الإنساني لهجمات، الأمر الذي فاقم تعقيد جهود الإغاثة، وفقا لما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. قال المكتب إن "الوصول معقد جدا بسبب العصابات التي تسيطر على الطرق وأجزاء شاسعة من البلاد". وازدادت أعمال الإنقاذ والإغاثة تعقيدا بسبب العاصفة الاستوائية غريس، التي هددت بهطول أكثر من 25 سم من الأمطار على المناطق الأكثر تضررا بالزلزال، ومن المرجح أن تتسبب في حدوث فيضانات وانهيارات طينية. ولحسن الحظ، فقد تلقت بعض تلك الأماكن التي يصعب الوصول إليها، دعما يسهم في تخفيف حدة الوضع. في لي أنجليه، جنوبي لي كايه، على بعد 80 كم من مركز الزلزال، انهارت كنيسة اماكيوليت كونسبشين، خلال الزلزال، ما أسفر عن مصرع 19 شخصا على الأقل. وصل موظفون من شركة ((وينلين هونغيوان لهندسة الطرق فرع هايتي))، وهي شركة صينية، إلى موقع الكنيسة مع معدات ومركبات الإنشاءات، وأنقذوا أحد الناجين وانتشلوا رفات 13 ضحية. وبعد إزالة الأنقاض من الكنيسة، ساعدوا أيضا في إزالة الحطام من المنطقة التي حدث فيها الانهيار الأرضي على الطريق المؤدي لي كايه. وهناك مجموعة من السكان المحليين ممن سافروا إلى العاصمة بورت أو برنس لجمع المساعدات، وجدوا صعوبة في طريق عودتهم إلى منطقة لي كايه، لأن العربة التي كانوا يستقلونها قد لا تكون قادرة على نقلهم بأمان لعبور النهر. وظهرت سيارة تابعة لمنظمة غير حكومية وعرضت أخذ هؤلاء بالمجموعة ومساعدتهم على الوصول إلى وجهتهم بأمان. وإثر هذه المساندة، أعرب السكان المحليون عن تقديرهم لأولئك الذين يأتون للمساعدة. قال رجل محلي مبلل بمطر مفاجئ إنهم أدركوا أن الأمر استغرق جهودا كبيرة للوصول إلى مثل هذا المكان البعيد، وأنهم يشعرون بامتنان كبير لكل من يدعمهم. قالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنريتا فور، يوم الأحد، إن الاحتياجات الإنسانية ما زالت ملحة، حيث يحتاج العديد من الهايتيين بشدة، إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة والمأوى. وقالت فور إن "هذه الكارثة تتزامن مع عدم استقرار سياسي، وتصاعد عنف العصابات، وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال بشكل مثير للقلق، ووباء كوفيد-19".

مشاركة :