دعا رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الكشف عن نتائج تحقيقات سقوط مدينتي الرمادي والفلوجة بيد مسلحي تنظيم داعش، مطالبا بمحاسبة جميع القيادات والضباط المتورطين في سقوط المدينتين. وقال كرحوت: «إن «مجلس محافظة الأنبار يدعو الحكومة المركزية ورئيس الوزراء حيدر العبادي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، إلى الكشف عن نتائج تحقيقات سقوط مدينتي الفلوجة والرمادي بيد تنظيم داعش، وإلى أين وصلت اللجنة المكلفة من قبل الحكومة والبرلمان بالتحقيق». وأضاف كرحوت أن «سقوط المدينتين بيد العصابات الإجرامية يعد انتكاسة أمنية كبيرة»، مشيرا إلى أن «القوات العسكرية التي كانت موجودة في المدينتين كانت كافية لحمايتهما ومسك الأمن فيهما، وصد أي عمليات إرهابية وإجرامية لذلك التنظيم المتطرف». وطالب كرحوت «بمحاسبة جميع القيادات الأمنية والضباط المتورطين بسقوط المدينتين، وإحالتهم إلى المحاكم العسكرية». ويسيطر تنظيم داعش على مدينة الفلوجة منذ نهاية عام 2013، بعد انسحاب القوات الأمنية، منها دون قتال، بينما سيطر التنظيم في 27 يونيو (حزيران) الماضي على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بعد مواجهات مع القوات العراقية دفعت بالأخيرة إلى الانسحاب من المدينة، وفي أغسطس (آب) الماضي، وافق العبادي على إحالة قادة عسكريين إلى محكمة عسكرية لتخليهم عن مواقعهم في المعركة ضد مسلحي تنظيم داعش في الرمادي، وقالت الحكومة العراقية آنذاك إن التقرير الذي يورد نتائج التحقيقات احتوى على أوامر لوزارتي الدفاع والداخلية لتشكيل مجالس تحقيقية بحق الذين تركوا تجهيزاتهم وأسلحتهم ومعداتهم في أرض المعركة. وكان العبادي أعلن في يونيو الماضي أن «انسحاب القوات من الرمادي لم يكن مخولا. الأوامر كانت أن القوات يجب أن تصمد، ولو صمدت لما خسرنا الرمادي». لكنّ منتقدين يلقون باللوم في ضعف الجيش على الانقسامات الطائفية والفساد وأمور السياسة. ميدانيًا، نفذت القوات الأمنية عمليات اختراق في عمق مدينة الرمادي في حين تستمر عمليات تطهير مناطق شمال بيجي في محافظة صلاح الدين وتحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع نصير نوري إن «هناك عمليات تطهير واسعة في عمق مدينة الرمادي وأخرى في شمال قضاء بيجي بصلاح الدين»، مشيرا إلى أن «القضاء تحرر بالكامل من سيطرة مسلحي تنظيم داعش». وأضاف نوري: «إن القوات الأمنية المشتركة وبمساندة مقاتلي عشائر الأنبار تمكنت من تنفيذ عمليات نوعية استطاعت من خلالها اختراق مناطق في عمق مدينة الرمادي من أجل خلخلة دفاعات (داعش)»، لافتا إلى أن «الوضع يكاد يكون محسوما لصالح القوات العراقية في استعادة السيطرة على كامل أحياء المدينة». وفي سياق متصل، أعلن قائد طيران الجيش العراقي الفريق الركن حامد عطية المالكي أن معركة تحرير الأنبار تسير بشكل جيد، موضحا أن المرحلة الثانية لعمليات تحرير محافظتي الأنبار وصلاح «بدأت بشكل مدروس وفق الخطط المرسومة لها، وقد حققت نتائج متميزة بتحرير مناطق واسعة من مدينة الرمادي». وأضاف المالكي أن من أبرز المعوقات التي تواجه الجيش العراقي والقوات الأخرى المساندة له «استخدام تنظيم داعش الإرهابي أسلوب الكر والفر، وزرعه العبوات على الطرق وفي المناطق السكنية». من ناحية ثانية، قال قائد طيران الجيش العراقي إنه «بعد أن تم تحرير قضاء بيجي سنتوجه إلى أطراف إقليم كردستان لتحرير مدينة الموصل، بمشاركة إخواننا من قوات البيشمركة في المحورين الشمالي والشرقي لمدينة الموصل، والجيش العراقي من المحور الجنوبي». وبالعودة إلى الأنبار، أعلن مجلس المحافظة أن القوة الحالية الموجودة على الأرض لتنظيم داعش في مدينة الرمادي لا تتجاوز الـ30 في المائة بعد مقتل المئات من عناصره وقادته. وقال عضو المجلس إن «عناصر التنظيم يستخدمون الزوارق للتنقل بعد تدمير وقطع خطوط إمداده وتحركاته». وأضاف الفهداوي أن «معارك التطهير حصرت وجود وتحركات التنظيم الإرهابي في الرمادي، خصوصا بعد تطهير مناطق مهمة منها البو فراج والبو عيثة والبو ريشة وحصيبة الشرقية ومنطقة الخمسة كيلو وحي التأميم واقتراب القوات الأمنية من المجمع الحكومي وسط المدينة».
مشاركة :