دبي – في اعتراف نادر من جانب السلطات الإيرانية بحدوث انتهاكات، اعتذر رئيس مصلحة السجون الإيرانية عن “الأحداث المريرة” في سجن إيفين بطهران، بعدما أظهرت لقطات مُصورة سربها متسللون عبر الانترنت اعتداءات بالضرب على سجناء. ونشرت جماعة تسلل إلكتروني تطلق على نفسها اسم (عدالة علي) التسجيلات المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي التقطتها على ما يبدو كاميرات المراقبة الأمنية وتظهر حراسا يضربون سجناء ويجرون أحدهم على الأرض. وتظهر إحدى اللقطات رجل هزيل يتم جره نحو السجن، بينما كان رجل دين يسير على الدرج ويمر بجانب الرجل دون أن يلتفت إليه. كما شوهد حراس في مقطع فيديو آخر وهم يضربون أحد السجناء. وفي مشاهد أخرى كان راس السجن يتقاتلون فيما بينهم، كما يفعل السجناء وقد حشر الكثير منهم في غرفة واحدة. ووعدت المجموعة، التي اخترقت نظام شبكة كاميرات المراقبة في سجن إيفين، بأن تستمر "في فضح الممارسات الجائرة للحكومة والإعدامات وما يجري في سجونها السرية لإسكات المناضلين". وبدا واضحا أن الجماعة تستهدف الرئيس الإيراني المنتخب حديثا إبراهيم رئيسي المتورط في إعدام الآلاف في عام 1988. وقد جاء في الرسالة التي ظهرت على الشاشات في غرفة التحكم في السجن بعد أن اخترقتها المجموعة "سجن إيفين وصمة عار على عمامة رئيسي السوداء ولحيته البيضاء". وقال أربعة سجناء سابقين في إيفين، بالإضافة إلى ناشط إيراني في مجال حقوق الإنسان في الخارج، لوكالة أسوشييتد برس إن مقاطع الفيديو تشبه مناطق من المنشأة في شمال طهران. تطابقت بعض المشاهد أيضا مع صور للمنشأة التقطها صحفيون سابقا، بالإضافة إلى صور للسجن كما شوهدت في صور الأقمار الصناعية التي تم الوصول إليها من قبل وكالة أسوشييتد برس. وقال رئيس مصلحة السجون محمد مهدي حاج محمدي في تغريدة على تويتر نشرتها وسائل إعلام رسمية “فيما يتعلق بصور سجن إيفين، أتحمل المسؤولية عن هذا السلوك غير المقبول وأتعهد بالعمل على منع تكرار تلك الأحداث المريرة والتعامل بحسم مع المخطئين”. وأضاف “أعتذر إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى قائدنا العزيز (الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي) وإلى الأمة وإلى حراس السجن الشرفاء الذين لن يتم تجاهل جهودهم بسبب تلك الأخطاء”. وكان ذلك اعترافا نادرا بانتهاكات لحقوق الإنسان في إيران، التي دأبت على رفض الانتقادات لسجلها في حقوق الإنسان ووصفها بأنها بلا أساس. ولطالما انتقدت جماعات غربية مدافعة عن حقوق الإنسان سجن إيفين، الذي يحتجز في الغالب معتقلين يواجهون اتهامات أمنية، وأدرجته الولايات المتحدة على القائمة السوداء في عام 2018 بسبب “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير “تستخدم سلطات (سجن إيفين) التهديد بالتعذيب والتهديد بالحبس لأجل غير مسمى وتعذيب الأقارب والخداع والإذلال والاستجوابات اليومية المتعددة التي تستمر لخمس أو ست ساعات، والحرمان من الرعاية الطبية وزيارات الأقارب”.
مشاركة :