تجري عمليات الإجلاء من أفغانستان على قدم وساق، إذ تسعى العديد من الدول إلى الإسراع في إخراج رعاياها، أو الأفغان الذين قدموا المساعدة لهم، خوفا من تأزم الوضع أو تصاعد مخاطر وقوع هجمات، خاصة مع تحديد حركة طالبان يوم 31 أغسطس موعدا لإنهاء تلك العمليات. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أنها ستستخدم 4 طائرات نقل عسكرية، لإجلاء أكثر من 500 مواطن من أفغانستان. وقالت وكالة “إنترفاكس” الروسية، إن وزارة الدفاع ذكرت في بيان إن “وزير الدفاع الجنرال سيرغي شويغو، نظم في 25 أغسطس وبناء على أمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، عملية إجلاء أكثر من 500 من مواطني الاتحاد الروسي ودول أعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (أوزبكستان وروسيا البيضاء وطاجيكستان وقرغيزستان)، وأوكرانيا من أراضي جمهورية أفغانستان، بواسطة طائرات نقل عسكرية”. من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إجلاء “الغالبية العظمى” من المواطنين البريطانيين من أفغانستان. كما قال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي، كليمان بون، إنه من “المرجح جدا” أن تنهي فرنسا عمليات إجلاء مواطنيها وشركائها من أفغانستان، الخميس. وأضاف في تصريحات لتليفزيون “سي نيوز”، الأربعاء، أن هناك حاجة إلى اتفاق جديد بشأن الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أكد، الثلاثاء، أن بلاده “تسرع الخطى” لإنهاء عمليات الإجلاء من أفغانستان بحلول 31 أغسطس، لافتا إلى أنها “تركت المجال مفتوحا لتمديد ذلك الموعد”. واعتبر أن “بلوغ الهدف يعتمد على تعاون حكام أفغانستان الجدد، المنتمين لحركة طالبان”. وقالت حركة طالبان في وقت سابق، إنه يتعين الانتهاء من جميع عمليات إجلاء الأجانب من البلاد بحلول 31 أغسطس”، وطلبت من واشنطن “التوقف عن حث الأفغان من أصحاب المهارات العالية على مغادرة البلاد”. وفي تصريحات في البيت الأبيض، قال بايدن إن الولايات المتحدة تسرع الخطى للوفاء بذلك الموعد، مع تصاعد المخاوف من احتمالات وقوع هجمات إرهابية. وتابع: “كلما استطعنا الانتهاء مبكرا كان ذلك أفضل.. كل يوم من العمليات يجلب مخاطر إضافية لقواتنا”. وأضاف الرئيس الأميركي أنه طلب من وزارة الدفاع “البنتاغون”، ووزارة الخارجية، إعداد “خطط طارئة” للتعامل مع تجاوز موعد الحادي والثلاثين من أغسطس، إذا ثبت ضرورة ذلك. كما أشار إلى أن إدارته “تعمل على إعادة بناء نظام للتعامل مع اللاجئين، الذي دمره عمدا” سلفه الجمهوري دونالد ترامب، على حد قوله. وتابع: “يجب علينا جميعا أن نعمل معا لإعادة توطين آلاف الأفغان المؤهلين في نهاية المطاف للحصول على وضع لاجئ. وستقوم الولايات المتحدة بدورها”. في غضون ذلك، عقد قادة دول مجموعة السبع الكبرى، وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، اجتماعا عبر الإنترنت لبحث كيفية استكمال الانسحاب الفوضوي، والتعامل مع طالبان بعد انتزاعها السلطة. وقالوا إنهم سيظلون “ملتزمين” إزاء أفغانستان، وسيدعمون الأمم المتحدة في تنسيق المساعدات الإنسانية الفورية في المنطقة، التي تواجه تدفقا جديدا للاجئين. وأفادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بأن المحادثات لم تتمخض عن “مواعيد جديدة” لانتهاء مهمة الإجلاء، على الرغم من وجود مناقشات مكثفة بشأن ما إذا كان يمكن استخدام مطار يديره مدنيون في كابول بعد 31 أغسطس. وقال رئيس الوزراء البريطاني إن مجموعة السبع، أقرت خطة للتعامل مع حركة طالبان، شرطها الأول أن تسمح الحركة المسلحة بالمرور الآمن للأفغان الراغبين في مغادرة البلاد حتى بعد 31 أغسطس. وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن الكرملين مستعد للوساطة في حل الأزمة في أفغانستان، إلى جانب الصين والولايات المتحدة وباكستان. وانهارت الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة مع سحب واشنطن وحلفائها القوات بعد عشرين عاما على الإطاحة بطالبان في الأسابيع التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة، والتي نفذها تنظيم القاعدة المتشدد الذي وجد قادته ملاذا آمنا لهم في أفغانستان تحت حكم طالبان.
مشاركة :