الغرب يسابق الزمن للانتهاء من عمليات «إجلاء كابول»

  • 8/29/2021
  • 02:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تسابق دول غربية الزمن لإجلاء مواطنيها من أفغانستان مع بقاء أقل من 48 ساعة على انقضاء مهلة لرحيل كل القوات الأجنبية، بينما اعترفت بأن العديد من الأفغان الذين ساعدوا تلك القوات ربما سيتركون لمواجهة مصير مجهول تحت حكم حركة طالبان.وعلى الرغم من أن من المقرر استمرار عمليات الإجلاء الجوية حتى يوم الثلاثاء، إلا أن الجيش الأمريكي قال: إنه سيحول تركيزه في آخر يومين من المهلة عن مساعدة المدنيين الفارين إلى إجلاء القوات الأمريكية.وأمر الرئيس جو بايدن بعودة كل القوات من هناك بحلول نهاية الشهر مما أثار مناشدات من حلفائه الأوروبيين بإتاحة المزيد من الوقت لإخراج مَنْ ساعدوا دول حلف شمال الأطلسي على مدى 20 عاما من الحرب إلى بر الأمان.وفي خلال عشرة أيام انقضت منذ استيلاء طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها واحدة من أكبر عمليات الإجلاء الجوي على الإطلاق وأخرجت أكثر من 88 ألفا من بينهم 19 ألفا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وقال الجيش الأمريكي إن وتيرة إقلاع الطائرات تقترب من رحلة كل 39 دقيقة.وقال بايدن، الذي ينفذ انسحابا تفاوض عليه سلفه دونالد ترامب: إن القوات الأمريكية في أفغانستان تواجه خطرا متزايدا إذا بقيت هناك.وقال «كلما استطعنا الانتهاء مبكرا كان أفضل... كل يوم عمليات يجلب مزيدا من المخاطر على قواتنا».أزمة وشيكةوفي وقت حذرت فيه وكالات إغاثة من أزمة إنسانية وشيكة في أفغانستان، قالت طالبان: إن على القوات الأجنبية الخروج من البلاد بنهاية الشهر، بيد أنها شجعت الأفغان على البقاء، وقالت: إن مَنْ لديهم تصاريح بالخروج سيسمح لهم بالمغادرة بمجرد استئناف الرحلات التجارية بعد رحيل القوات الأجنبية.واعترفت الكثير من الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن بأنها لم يعد لديها الوقت الكافي لإنقاذ آلاف من الأفغان ممن ساعدوا قواتها ودبلوماسييها وجهود الإغاثة على مدى عقدين من الحرب.وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: إن الموعد النهائي لعمليات الإجلاء قائم حتى آخر دقيقة في الشهر.وذكرت فرنسا «أنها ستمضي قدما في عمليات الإجلاء طالما أمكن ذلك»، لكنها رجحت الانتهاء منها في الساعات المقبلة.وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن بلادها ستحاول مساعدة الأفغان، الذين عملوا مع جنودها ومع منظمات إغاثة ممن يريدون مغادرة أفغانستان بعد انقضاء المهلة.وأضافت أمام البرلمان الألماني «توقُف الجسر الجوي خلال أيام قليلة يجب ألا يعني انتهاء الجهود لحماية مَنْ عاوننا من الأفغان ومساعدة مَنْ باتوا في أزمة أكبر مع استيلاء طالبان على السلطة».وقالت الحكومة الهولندية: إنها على يقين من أن العديد ممن يحق لهم طلب اللجوء لن يخرجوا من البلاد في الوقت المناسب.سعداء الحظوتدفق عشرات الآلاف من الأفغان الخائفين من الاضطهاد على مطار كابول منذ استيلاء الحركة على السلطة، وتمكن سعداء الحظ منهم من اقتناص أماكن على الطائرات المغادرة.وبينما ينصب التركيز الآن على مَنْ يحاولون الفرار من البلاد، تقول منظمات إغاثة: إن خطر الجوع والمرض والاضطهاد يتصاعد بالنسبة لباقي السكان.وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لـ«برنامج الأغذية العالمي» في الدوحة «هناك عاصفة قوية قادمة بسبب أعوام الجفاف والصراع والتدهور الاقتصادي، إضافة إلى كوفيد»، وتابع: إن حوالي 14 مليون نسمة يواجهون خطر الجوع.وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: إنها تلقت تقارير موثوقا بها عن انتهاكات خطيرة على يد طالبان تشمل «إعدامات دون محاكمة» لمدنيين وأفراد أمن أفغان استسلموا، فيما ذكرت طالبان «أنها ستحقق في أي تقارير عن ارتكاب أعمال وحشية».وللأمم المتحدة نحو ثلاثة آلاف موظف أفغاني في بعثتها في أفغانستان.وأظهرت وثيقة أمنية داخلية في الأمم المتحدة اطلعت عليها «رويترز»، أن عشرات الوقائع من التهديد ونهب مكاتب الأمم المتحدة وإساءة المعاملة الجسدية واجهت موظفيها هناك منذ العاشر من أغسطس.وقالت طالبان: إنه يتعين الانتهاء من جميع عمليات إجلاء الأجانب من البلاد بحلول 31 أغسطس، وطلبت من واشنطن التوقف عن حث الأفغان من أصحاب المهارات العالية على مغادرة البلاد، بينما حثت الموجودين في المطار على العودة إلى منازلهم وطمأنتهم بأنه ما من شيء يستدعي الخوف.انقضاء المهلةوقال سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان على «تويتر»: «على القوات الأجنبية الانسحاب قبل انقضاء المهلة، سيمهد ذلك الطريق أمام استئناف الرحلات الجوية المدنية».وتابع «مَنْ لديهم وثائق قانونية يمكنهم السفر في رحلات تجارية بعد 31 أغسطس».وطلبت طالبان من تركيا تقديم المساعدة الفنية لإبقاء المطار مفتوحا بعد رحيل القوات الأجنبية لكنها أصرت على مغادرة القوات التركية في ذات المهلة وبدأت أنقرة إجلاء قواتها الأربعاء.وانهارت الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة مع سحب واشنطن وحلفائها القوات بعد 20 عاما على الإطاحة بطالبان في الأسابيع، التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة، التي اتهمت واشنطن فيها تنظيم «القاعدة»، ووجد قادة التنظيم ملاذا آمنا في أفغانستان تحت حكم طالبان.وبدأت طالبان أيضا تحول تركيزها عن الانتصار العسكري، الذي مكنها من السيطرة على المقار الحكومية والقصر الرئاسي والبرلمان إلى كيفية إدارة البلاد، التي تواجه أزمات متعددة.وقال عضوان في طالبان: إن الحركة أولت شخصيتين محنكتين وزارتي المالية والدفاع.وقالت وكالة «بجواك» الأفغانية للأنباء الثلاثاء: إنه تم تعيين جول أغا وزيرا للمالية وصدر إبراهيم قائما بأعمال وزير الداخلية.وقالت قناة إحدى القنوات الإخبارية نقلا عن مصدر في طالبان: إن الحركة عينت الملا عبدالقيوم ذاكر، المعتقل السابق في سجن جوانتانامو، قائما بأعمال وزير الدفاع.

مشاركة :